مع كل زيادة جديدة فى أسعار السجائر، يعود الجدل حول أسباب تلك الزيادات وكيفية مواجهة جشع التجار وضبط الأسواق، رغم أن الأكثر منطقية أن تتبنى مؤسسات الدولة خطابا آخر يفرض على المشهد اختيارا أكثر توافقا مع دوافع رفع الأسعار، وهو اختيار الإقلاع عن التدخين من الأساس، وقد يكون ذلك الطرح أكثر تأثيرا وفاعية خاصة فى أوقات زيادة الأسعار.
الحقيقة أن الإجابة على سؤال "ماذا لو أقلع المصريون عن التدخين؟" –وإن كان السؤال تصبغه الفانتازيا - إلا أنها تحمل دلالات مهمة، فيما يخص حجم الاستهلاك السنوى من السجائر ومنتجات التبغ، وحجم الإنفاق على التدخين، وكذلك حجم الأموال التى ينفقها قطاع الصحة فى مصر لعلاج الأمراض التى يتسبب فيها التدخين بشكل مباشر.
إنقاذ 500 مواطن مصرى يوميا من الوفاة
من بين أهم الأرقام التى تكشف عنها إجابة سؤال "ماذا لو أقلع المصريون عن التدخين؟"، هو أنه – وحسب الأرقام المصرية، سينقذ 500 مواطن مصرى أنفسهم يوميا من الوفاة، أى بمعدل 170 ألف مصرى سنويا، وهذا حسب إحصاءات الجمعية المصرية لمكافحة التدخين، والتى تشير إلى أن التدخين يقتل 6 ملايين شخص فى العالم سنويا منهم 170 ألفا فى مصر، وأكثرهم من الفقراء الذين يدخنون بطريقة خاطئة ويستخدمون أصنافا رديئة من التبغ ولايجدون أموالا كافية للعلاج من أمراض التدخين.
مقاهى
توفير 40 مليار جنيه سنويا فاتورة التدخين
لو أقلع المصريون عن التدخين سيتمكن 12.6 مليون مدخن – حسب إحصاءات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء- من توفير 40 مليار جنيه ينفقونها سنويا على تدخين السجائر والشيشة، ويتصاعد حجم الإنفاق على التدخين سنويا رغم ان ضريبة تلك المنتجات 200%، وتزداد أيضا كل فترة.
ومن ضمن الأموال التى سيتم توفيرها تلك الخاصة بعمليات استيراد التبغ ومشتقاته من الخارج، حيث تشير البيانات، إلى أن مصر تستورد من التبغ المفروم والصالح للمضغ نحو 900 مليون جنيه سنويا، وتبلغ واردات مصر من "ورق الدخان" والتبغ الخام سنويا مليار و300 مليون جنيه، وتبلغ وارادات "تبغ الشيشة" تقريبا 800 مليون جنيه سنويا.
تحذيرات أمراض التدخين على عبوات السجائر
13 مليون مدخن ستتحسن علاقاتهم الأسرية والاجتماعية
من أكثر النتائج الإيجابية التى ستحدث حال إقلاع المصريين عن التدخين هى تحسن العلاقات الأسرة والاجتماعية لأكثر من 12.6 مليون مصرى مدخ – بحسب أرقام الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء- والتى تؤكد أن نحو 19.6% من إجمالى السكان "15 سنة فأكثر" مدخنون، وأنه تبلغ نسبة المدخنين بين الذكور 41%، أما بين الإناث فتبلغ أقل من 1% وأن 22.5% من الشباب فى فئة العمر "25-44 سنة" مدخنون، وأن أكثر من 60% من إجمالى المدخنين يدخنون من "15-24 سيجارة" يومياً.
ومن المتعارف عليه أن المدخنين يعانون أزمات فى منازلهم بسبب إما إصرارهم على التدخين داخل المنزل، أو إضطرارهم للجلوس أوقات طويلة خارج المنزل أو فى غرفة منعزلة أو فى "البلكونة" للتدخين بعيدا عن الزوجة والأطفال، مايؤكد على أن الإقلاع عن التدخين يعالج تلك الأزمات، كام يحمى المدخن من انتقاد ورفض غير المدخنين.
أضرار التدخين على الأطفال
أصحاب المقاهى ومصانع "اللبان" الخاسر الوحيد
الخاسر الوحيد إذا تحقق ذلك الاحتمال وأقلع المصريون عن التدخين، سيكون أصحاب المقاهى التى تعتمد فى أرباحها على المدخنين الهاربين من منازلهم للبحث عن أماكن بعيدة عن الأسر والأطفال للتدخين أطول وقت ممكن فى وجود الأصدقاء، كما أن تدخين الشيشة أصبح يحقق أرباحا كبيرة لأصحاب المقاهى والكافيهات لارتفاع أسعارها واضطرار مدمنيها للجلوس على المقاهى لتدخينها، وقد يكون الخاسر الأخر مصانع "اللبان" التى تعتمد فى مبيعاتها بنسب كبيرة على المدخنين الحريصين على مضغ "اللبان" بعد كل سيجارة إما لطعم السجائر المر أو لرائحتها غير المحببة التى ينفر منها الآخرين.
مقاهى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة