قرأت لك.. الإسلام الحنبلى.. كيف رأى المستشرقون تاريخ الحنابلة؟

الخميس، 30 نوفمبر 2017 07:00 ص
قرأت لك.. الإسلام الحنبلى.. كيف رأى المستشرقون تاريخ الحنابلة؟ الاسلام الحنبلى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مقدمة كتاب "الإسلام الحنبلى" لـ جورج مقدسى، قال الدكتور رضوان السيد: "لم تكن هناك عناية حقيقية فى عالم الاستشراق بالحنبلية قبل هنرى لاووست وتلميذه جورج مقدسى الذى تتحدث دراسته التى بين أيدينا عن الحنابلة باعتبارهم الممثلين الأقدم لعقيدة أهل السنة، وهى تعنى بمحاولة جولدتسيهر فى تقييمه لموقع المذهب الحنبلى والعقائد (السلفية والحنبلية) عند أهل السنة، فجولدتسيهر كان همه الحديث عن الأشعرية التى صارت التيار (الكلامى) الرئيس عند أهل السنة منذ القرن الخامس الهجرى، أما زملاؤه فقد كانوا يعتبرون أن الأشعرية هى سبب رئيس فى الانحطاط الذى نزل بالإسلام عامة والسنى خاصة". 
 
Capture
 
وتابع رضوان السيد "من جهة ثانية أسس هنرى لاووست لاتجاه جديد فى دراسة المدرسة الحنبلية، وفى توجهها العقدى والفقهى فكتب عن ابن تيمية وترجم نصوصا له، كما قام بدراسة دور الحنابلة فى التاريخ الاجتماعى والسياسى، أما جورج مقدسى فقد جرؤ على ما لم يجرؤ عليه أستاذه لاووست، وقام بنشر نصوص حنبلية فى الحديث وأصول الفقه، ومع أنه لم يتجاهل الأشعرية بل كتب عنها، لكنه ظل يعتبرها أنها تمزج التقليد السنى بغيره، بخلاف الحنبلية الصافية، إن جورج مقدسى محق فى أن الحنبلية تقع فى أصل تكوين أهل السنة والجماعة. 
 
وفى قراءة للكتاب قدمها "أحمد عبد الفتاح" بعنوان "الإسلام الحنبلى: الإمام أحمد ومذهبه فى منظار الاستشراق"  جاء فيها "بدأ مقدسى دراسته بتقديم عرض موجز لصورة الحنبلية فى الدراسات الاستشراقية السابقة على دراسة أستاذه الشهيرة، لكنه كمقدمة لما يود قوله فى هذا الشأن، أثار قضية ندرة النصوص العربية المحققة كعائق فى سبيل تحقيق معرفة أفضل بالتاريخ الدينى فى الإسلام، وتاريخ الإسلام عمومًا.
 
وقدَّم مقدسى بعد ذلك عرضًا لثلاث من أهم الدراسات الاستشراقية التى تناولت الإمام أحمد والحنبلية فى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وهى دراسة المستشرق الأمريكى وليم باتون المعنوَنة بـ «أحمد بن حنبل والمحنة»، ثم دراستان لغولدتسيهر أولاهما عرض لكتاب باتون المذكور، والثانية، دراسة مخصصة للحنبلية.
 
وعرض مقدسى فى الفصل الثانى من الدراسة مشكلة أخرى فى الدراسات السابقة عن التاريخ الدينى فى الإسلام متعلقة بغياب النزعة النقدية عن المستشرقين الذين درسوا هذه المسائل.
 
ويخلُص مقدسى إلى أن قلة عدد أتباع الحنبلية كمذهب فقهى لا يعنى ضعف تأثيرها ضمن المذاهب الأخرى، ذلك أن الحنبلية كانت المذهب الوحيد الذى يندمج فيه العقدى بالفقهى نتيجة لبطولة الإمام أحمد فى محنة خلق القرآن. وينبنى على ذلك أن عقيدة أحمد الأثرية كُتِب لها الانتشار بين أتباع جميع المذاهب السنية الأخرى أكثر من فقهه. وكان الحنابلة هم الفصيل الإسلامى الأوحد الذى يستطيع الكتابة بحرية والتأثير فى الخلافات الشرعية والدينية لأنهم ليسوا مدينين لأى تقليد توفيقى بين السنة وما هو خارجها من علوم اليونان.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة