لن تستورد مصر جرام من أى مادة مثيلة بعد إنشاء ذلك المعمل، هكذا بدأ الدكتور محمد القناوى، رئيس جامعة المنصورة، حديثة عن المادة الجديدة التى نجح باحثون بكلية العلوم، بجامعة المنصورة، فى تركيبها واكتشافها، لتكون أكبر وأهم الإختراعات التى تقدمها الجامعة، هذا العام، للمجتمع المصري، خاصة فى المجال الطبي، والذى لا غنى لأحد عنه، ويتطلع العالم يوميا للجديد فيه، حيث أن هذه المادة ستكون علاج معم يستخدم فى حالات تفتت العظام وتكسرها، والجديد فيها أنه يتم انتاج هذه المادة كبديل طبيعى للعظام بدرجة نقاوة عالية جدا مقارنة بالمستوى القياسى و لأول مرة بمصر و ذلك بتقنية متطورة و إقتصادية.
جامعة المنصورة تبحث إنتاج المادة
البداية عند فريق بحثى من الدكتور رضا محمد فلفل و الدكتور محمد أحمد فريد و برئاسة الدكتور ماهر محمود التونسىن بكلية العلوم، حيث سعوا لاكتشاف مادة تكون بديلة، للحشوات العظمية، ومن أمثلة ذلك حشو الأسنان الذى يستخدمه الأطباء فى العيادات لحشو أسنان المرضى، ولكن مع الوقت وتطور الفكرة، وصل الفريق البحثى، لاختراع مادة، تساعد على علاج الكسور العظمية.
حيث تستخدم المادة فى تعويض الأجزاء المفقودة من العظم الذى تعرض لحالات الكسر المعقدة والشديدة والتفتيت، والتى يكون لها خطر صحى على الإنسان، أو فى حالات الكسور التى لم يجبر فيها العظم بالشكل السليم، كما تستخدم ايضا فى الكثير من جراحات العظام الحساسة، والتى يكون فيها كسور فى عظام لا يتم تجبيسها مثلا، أو تركيب مسامير أو شرائح بها، والتى تسبب الكثير من المشاكل للمرضى والمصاعب فى العلاج على الأطباء، مثل عظام الترقوة، وعظام الفك، وعظام القفص الصدرى، والأسنان، حيث أن نسبة 65 % من جراحات الأسنان تتطلب استخدام مواد بديلة للعظام بشكل أو بآخر، وهذه المادة الطبيعية والبديل الحقيقى للجزء المفقود من السن، سوف تقوم بتعويض تلك المواد الكيميائية، والمصنعة فى الخارج والتى تستورد بملايين الدولارات.
يقول الدكتور الدكتور محمد القناوى، رئيس جامعة المنصورة، إن هذه المادة أثبتت فاعليتها فى علاج كافة المشاكل فى مجال الأسنان، وأنا بخبرتى كطبيب أسنان، وأستاذ دكتور بكلية طب الأسنان، فإن هذه المادة، أفضل بكثير من مثيلاتها التى تستخدم حاليا فى الحشو، والتى تستورد من الصين، وكانت تستورد من ألمانيا، ثم أصبحث صينية، وبعد فترة يبدأ المريض يشكو من تساقط الحشو من أسنانه، إلا أن هذه المادة هى حل كبير لمسألة الحشو، حيث أن المريض، سيشعر أن الجزء الذى تم حشو، تم تعويضه بسن آخر من نفس أسنانه، ولن يشعر أن هناك شئ غريب داخل فمه، ولن يحدث له تساقط كالمادة الكيميائة البديلة المستخدمة حاليا.
الفريق البحثى مع رئيس الجامعة
وأضاف "القناوى"، إن هناك طرق جراحية اخرى فى عمليات العظام التعويضية مثل التطعيم الذاتى، هذه المادة ستكون أكبر شئ فعال فى مثل هذه الجراحات، وسوف تثبت نجاحا باهرا، أكثر من أى مواد اخرى كان الأطباء يلجأون إليها، ويستخدمونها فى العديد من العمليات الحرجة والدقيقة، مثل تلك التى تجرى فى عمليات الفم، وعمليات الفك العلوى، والتى تعتبر كابوس للمريض، والأخطر منها جراحات الوجه، وأيضا أطباء العظام سيتسفيدوا منها بالشكل الأكبر، فى العديد من الجراحات الدقيقة والحرجة بالنسبة لهم، مثل عمليات كسور الحوض، والتى كان من مخاطر هذه الجراحات عدم الاستقرار فى الحوض، وإصابة بعض الاعصاب بمنطقة الفخذ، كما لا يمكن استخدامها لتعويض أحجام عظمية كبيرة نظرا لمحدودية المصدر العظمى، فى السابق أما حاليا فبإمكان الطبيب أن يجرى أى جراحة، باستخدام المادة، مهما كان حجمها.
فريق بحثى من كلية العلوم
وقد قام الفريق منذ عام 2015 بإنشاء و تجهيز وحدة متخصصة لإنتاج هذه المادة الحيوية الهامة وذلك بدعم مالى و إدارى و معنوى قوى من جامعة المنصورة، حيث سمح لهم باستخدام كافة المعامل، وتوفير كافة النفقات، وتبنت الجامعة هذا و فى مطلع عام 2017 بدأ الإنتاج التجريبى واستمرت التجارب المعملية حتى وصلت جودة المنتج لأقصى درجة، و أصبحت تطابق المواصفات القياسة العالمية لهذه المادة غالية الثمن عالميا و محليا.
المعمل المرتقب لإنتاج المادة
وقال الدكتور ماهر التونسى المشرف على الفريق صانع المادة، نحن حريصون على أن تكون هذه المادة ناجحة وفعالة للغاية، لذلك فلقد أجرينا كافة الاختبارات العلمية بالمعامل المتخصصة داخل مصر، واستشرنا كافة المتخصصين فى هذا الأمر، وفقا للبروتوكول العلمى المتبع، وخارج هذا البروتوكول أيضا، حيث أن همنا الأول، هو نجاح وقدرة هذه المادة على تحقيق أكثر مما كنا نسعى إليه، وأجرينا تحاليل وتجارب لهذه المادة، خارج مصر، وعرضناها على معامل متخصصة، بفرنسا، وبريطانيا، وأثبتت نتائج هذه الاختبارات تفوق مواصفات المادة المنتجة محليا على مواصفات مثيلاتها المستوردة مما يرفع القدرة التنافسية للمنتج المحلى بالأسواق العالمية.
احتبار المادة
وأضاف "التونسى" أن تلك المادة المستحدثة، سوف تكون هى البديل المثالى للعظام البشرية، وسوف تستخدم فى مجال جراحات العظام، وبذلك سينسى الطب، الشرائح والمسامير، فهى تستخدم بكثرة بعد تشكيل هيئتها كبديل تعويضى للعظام البشرية المفتتة، وهو ما يعرف بالسقالات العظمية، حيث تنمو العظام البشرية بسرعة على هذه المادة شديدة الشبه فى تركيبها الكيميائى والبنائى للعظام البشرية، وذلك لتوافقها البيولوجى مع جسم الإنسان.
العينة الاولية من المادة
وقال لقد قمنا باستخراج هذه المادة من مصادر طبيعية متاحة ورخيصة بالسوق المحلى، لذلك هى رخيصة الثمن بالمقارنة بالمثيل المستورد، فقد تم إستخلاص هذه المادة، من عظام المفاصل العلوية للبقر، وهى متاحة بكثرة شديدة فى مصر، وإنتاج هذه المادة محليا سيوفر الكثير من العملات الصعبة التى تنفق سنويا لإستيرادها بالاضافة إلى الجودة العالية لهذا المنتج المحلى يسمح بتصديره للأسواق العالمية مع القدرة على المنافسة بقوة، وإننا بإمكاننا حاليا تصنيع كيلو جرام واحد، شهريا، ويبلغ سعره 5 ملاين جنيه، وقد وعد الدكتور محمد القناوي، رئيس جامعة المنصورة، أن المختبر الذى أنتج هذه المادة سيتحول إلى وحدة بحوث، وتطوير للمنتج بغرض المحافظة على القدرة التنافسية للمنتج فى الأسواق الدولية، وكذلك تنويع المجالات التطبيقية لهذه المادة.
المادة المستخدثة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة