كرم جبر

قوة مصر فى شعبها

الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القوة الناعمة هى الرصيد الذهبى لمصر والمصريين، شرعية مصر فى شعبها وجيشها، وفى العَلَم والنشيد، وأقسم الطرفان يمين الولاء.. لم يضع مجهود مثقفى مصر العظماء هباء، واستدعت البلاد احتياطى الذات المصرية الذى تَكَوَّن على مدى آلاف السنين لمواجهة الخطر الداهم.. خطر تجريد وطن عظيم من قوته الناعمة التى يباهى بها الدنيا، واستبدالها بقوة خشنة ظاهرها القبح وباطنها التآمر، وعنوانها المتاجرة بالدين، وفحواها إمارة يحكمها السيف والجلاد وقاطع الرقاب، وحولنا تجارب مماثلة فى دول الجحيم العربى، لم يبق منها سوى ويلات الحروب الأهلية.
 
القوة الناعمة هى مفهوم صاغه «جوزيف ناى» من جامعة هارفارد لوصف القدرة على الجذب والضم، دون إكراه أو استخدام القوة كوسيلة للإقناع، فى الآونة الأخيرة، تم استخدام المصطلح للتأثير على الرأى الاجتماعى والعام وتغييره، من خلال قنوات أقل شفافية نسبياً والضغط من خلال المنظمات السياسية وغير السياسية، ومع القوة الناعمة «أفضل الدعايات ليست دعاية وإنما المصداقية أندر الموارد» .
 
الجبناء يهربون من الخطر، والخطر يفر من الشجعان، ومصر لم تكن يوماً إلا ميداناً للشجعان، والشجعان هم من يحملون السلاح، وبجوارهم حملة مشاعل الوعى والتنوير، والكل يؤدى دوره فى تناغم وانسجام.
 
فى أرضها شب كليم الله موسى عليه السلام، وتجلى له النور الإلهى، وتنزلت عليه الرسالة فى طور سينين.
 
وعلى أرضها احتضن المصريون السيدة العذراء ووليدها، ثم قدموا آلاف الشهداء دفاعاً عن كنيسة السيد المسيح عليه السلام.
 
وحين بُعث خاتم المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، للناس كافة، ليتمم مكارم الأخلاق، انفتحت قلوبنا وعقولنا لنور الإسلام، فكنا خير أجناد الأرض جهاداً فى سبيل الله، ونشرنا رسالة الحق وعلوم الدين فى العالمين.
 
أفلتت مصر من مصيدة الربيع الملطخة بالدم والنار، وتصدت لكل محاولات إفشال الدولة، وأبطلت مفعول التجارب الإقصائية التى تفجر الحرب الأهلية وتمزق النسيج الوطنى، وتضع المصريين وجهاً لوجه، وكأنهم أعداء أشرار وليسوا أبناء وطن واحد، دافعوا عن ترابه الوطنى بدمائهم الزكية ضد العدو الحقيقى، وليس أبناء بلدهم ودينهم وأشقائهم وجيرانهم، وتجاهد الآن لتعميم خطاب دينى صحيح، ضد احتكار السلطة بتفويض من السماء، وتواجه من يفرطون فى ضميرهم الوطنى، ويريدون تنصيب أنفسهم أوصياء على البلاد، إما بالهتافات الثورية، أو الشعارات الدينية.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة