علموهم أن حب الأوطان لا يتعارض مع الأديان، وأن عشق العَلَمْ والنشيد والأرض، ليس معصية ولا خطيئة ولا رجسا من عمل الشيطان، وأن الحدود لا تستوجب إقامة الحد على من يقيمها، وإنما هى خطوط تحمى الأوطان والهوية، وتحفظ السيادة والاستقلال والكرامة الوطنية.
امسحوا الأفكار الظلامية من عقول الشباب الذين انخرطوا فى مستنقع التطرف والإرهاب، فصاروا يقتلون أبناء وطنهم، متصورين أن ذلك جهاد فى سبيل الله، بينما الضحايا هم محمد وعلى ومحمود، ضباطاً وجنوداً، مسلمين مصلين عابدين، يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
أمهات وآباء وزوجات وأبناء الشهداء، هم منا ونحن منهم، أهالينا البسطاء المكلومون، أفزعهم موت زهرات شبابهم، على أيدى أخس أنواع البشر، وأقذر من أنجبت الحياة، قتلة مجرمون صناعتهم الموت وليس الحياة، ويروون الأرض بالدماء، وليس الماء والخضرة والنماء.
قالوا لهم إن الأوطان بدعة وضلالة، وأن الجهاد لن يستقيم إلا إذا قتلوا وذبحوا من يرفع علم وطنه ويغنى نشيده، فجاء من يقول لهم «مصر إيه.. طظ فى مصر»، ولماذا لا يحكمها ماليزى أو سريلانكى ما دام مسلماً، فقولوا له: لا وألف لا، مصر لن يحكمها إلا مصرى من طين الأرض وغرس النيل، فخذ الماليزى والسريلانكى واغرب عن حياتنا.
قالوا لهم اكرهوا بلدكم وجاهدوا ضد شعبكم، وغرسوا فى قلوبهم السوداء، أن كراهية الأوطان درجة من درجات الجهاد، وأن مواكب الشهداء هى الطريق الوحيد لاعتلائهم مقاعد السلطة والحكم، ويا لها من مخططات للخزى والعار.. فالدماء سترتد إلى وجوهكم، والرصاص لن يخترق إلا صدوركم.
حب الوطن من درجات الإيمان، ومن يُقتَل دفاعاً عن أرضه وماله وعرضه فهو شهيد، أما أنتم فليس لكم مال ولا أرض ولا عرض، ولا أى شىء تدافعون عنه.. أنتم قتلة مأجورين لمن يدفع وتعبث بكم أصابع الشيطان، تقتلون لحساب من يدفع، وتدركون أنكم مجرد جثث نتنة سوف تلتهمها الوحوش فى الصحراء، لن تكون لكم جنازات ولا قبور، ولن يصلى عليكم أحداً.
مصر باقية ولكم الفناء، مصر صامدة ولكم الموت، مصر يحفظها الله ويحمى شعبها، أما أنتم فلا يناصركم إلا الشيطان، فابتعدوا عن بلادنا واتركوا شعبنا، وإلا فسوف تصليكم النيران، نيران الغضب ونيران السلاح، فأسلحتنا مشروعة وأسلحتكم رجس من عمل الشيطان.
علموهم، يا علماء الدين الأفاضل ما ينفع البلاد والعباد، وأنقذوا الشباب من براثن الشيطان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة