عندما تتجول على كوبرى "ستانلى" الذى أصبح واحدا من أهم معالم الإسكندرية المميزة وقبلة لأهالى وزوار المدينة الساحلية لقضاء نزهة على البحر بأقل التكاليف، ستجد أن أسوار الكوبرى صارت لوحة لذكريات العشاق والمحبين وأيضا المجروحين.
بين طيات جدران جسر ستانلى، الذى تم إنشاءه عام 2001 لتسهيل حركة المرور فى عروس البحر المتوسط، ستجد رسائل تركها أصحابها لنصفهم الثانى أو للتعبير عن الإعجاب أو حتى حب من طرف واحد لم يستطع صاحبه إبداء حبه.
من ضمن الرسائل المتواجدة على أسوار الكوبرى رسالة من صاحب مجهول أعرب عن حبه لفتاة أحلامه قائلا: "بحوش نفسى ليكى"، فيما عبر حسن عن حبه لحبيبته نور، فكتب: "بحبك يا روح قلبى" مذيلا رسالته برسم قلب ووسطه سهم يحمل اسمهما، أيضا أحمد الذى ترك رسالة يطالب فيها حبيبته انجى بانتظاره حتى يستطيع تكوين نفسه للزواج.
الأصدقاء والأصحاب كان لهم نصيب كبير أيضا من الرسائل، فهناك هاجر التى أظهرت حبها لصديقتها أميرة، فقالت هاجر لها "بحبك" لترد أميرة: "وأنا بعشقك"، أما سيمو فوجهت رسالة لصديقتها كوكى، فكتبت: "ربنا يخليكى ليا، ولو الكتابة لسه موجودة هوريهالك كل سنة"، أيضا شلة الأصحاب ذات الأسماء المبهمة، فتجد شلة أصدقاء "الكعموشة" منهم فتحى وكابو، أرسلوا تحية لهم من أبو قير، ليؤكدوا أن "الإخوة أجدع صحاب".
المجروحين أيضا كانت لهم رسائل مميزة، فهناك من ترك رسالة لمحبوبته، قائلا: "ما تزعليش منى فى أى حاجة عملتها، بحبك"، وأيضا من اعتصر ألما من الجنس الناعم ويعلن اعتزاله للحب واصفا "مفيش بنت تتحب بجد".
للكراش أيضا والمحبين من طرف واحد نصيب من هذه الرسائل، فترك محب رسالة لمحبوبته، قائلا: "بكراش عليكى يا دنيا – حقوق المنصورة"، وهناك "بزوكه الحرفوشى" الشخصية المجهولة أو كما يعتبر اللهو الخفى لهذا الكوبرى، ويبدو أن صاحبها ذو سلطة كبيرة على هذا الصرح الكبير، فتجد اسمه على جميع أعمدة الكوبرى تقريبا.
من خطابات الزمن الجميل، والكتابة على شجرة العشاق الشهيرة فى الزمالك، وحفر الحروف الأولى من الأسماء بأناقة على الفروع لتكبر مع الزمن، يتغير المشهد الذى رسمه عشاق هذا الزمان على أسوار الكوبرى الأنيق، بعضها اختلط بالعشوائية التى أصبحت تحيط بنا، والبعض الآخر مازال ينقل مشاعر نبيلة وبسيطة إلى معشوق ربما لن يراها على الإطلاق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة