تعد مديرية الطب البيطرى بالإسكندرية، أحد أهم الهيئات التى تختص بصحة الحيوان بمحافظة الإسكندرية، فهى المنوط بها حماية كافة الحيوانات والطيور من الأمراض الوبائية الفتاكة بالوقاية والعلاج و الكشف علي الحيوانات والدواجن، قبل ذبحها فى المجازر بأنواعها للتأكد من صلاحيتها.
وبالتالى فهى لها مهمة كبرى فى المحافظة على صحة الإنسان والحيوان عن طريق متابعة صلاحية اللحوم داخل وخارج المجازر ومحلات الجزارة والثلاجات الخاصة بالحفظ وسلامة اللحوم والأسماك والدواجن ومنتجاتها.
"اليوم السابع" ألتقى بالدكتور العميد طبيب يوسف عبدالحميد شباط ، رئيس الإدارة المركزية مدير مديرية الطب البيطري بالإسكندرية، فى حوار حول قضايا تحصين الثروة الحيوانية ضد الأمراض الفتاكة، ومواجهة انتشار اللحوم الفاسدة بالأسواق و الذبح خارج المجازر، و انتشار الكلاب الضالة، والاستعدادات المكثفة لاستقبال فصل الشتاء بما يحملة من أمراض " أنفلونزا الطيور و الخنازير".
بداية.. حدثنا عن تولى المنصب و التقسيم الإدارى الذى يقع تحت إشراف المديرية؟
توليت المنصب فى 1يوليو 2016، و المديرية مقسمة إلى عدة إدارات وهى ( المعمورة ، خورشيد ، أبيس ، المكس ، العامرية أول ، برج العرب ) ويتبعها 4 مجازر فقط وهى مجزر ( عبد القادر ، أبو قير، وأبيس، وأخيرا مجزر العجمى ) و 5 مراكز تلقيح صناعى موزعة على الإدارات المختلفة لتحسين السلالة، كما تقوم المديرية بالإشراف على الوحدات البيطرية فى الإسكندرية وبعض الوحدات التى تقع فى نطاق محافظة البحيرة، إلا أنها تقع تحت إشراف مديرية الطب البيطرى بالإسكندرية، و قد يتسبب ذلك فى ارتباك فى العمل مع بعض الفلاحين و لكن يتم التغلب على المشكلة ، حيث يتم تنفيذ حملات التحصين للحيوانات بالتنسيق مع مديرية أمن الاسكندرية.
ما هو حجم الثروة الحيوانية بالإسكندرية و حملات التحصين ضد الأمراض الفتاكة لحمايتها ؟
حجم الثروة الحيوانية بالاسكندرية، يبلغ 100 ألف رأس أبقار و جاموس، و نحو 70 ألف رأس أغنام و ماعز، بالإضافة إلى 500 مزرعة دواجن و طيور تقوم تحت إشراف المديرية، ما بين مزارع صغيرة و كبرى.
أما عن حملات التحصين، فإن مديرية الطب البطيرى بالإسكندرية، تقوم بوضع خطة محكمة مسبقة، على مستوى الإدارات التابعة للمديرية، حيث تتبع كل إدارة من 6 إلى 7 وحدات، و كل وحدة تتبعها من 30 إلى 40 قرية، و يتم توفير الاطقم و العمالة والأطباء و العقاقير اللازمة للتحصين.
وقامت مديرية الطب البيطرى حملات تحصين ضد الحمى القلاعية، و جاءت الإسكندرية أقل محافظة فى انتشار الحمى القلاعية على مستوى الجمهورية، وقمنا بالتغلب على مشكلة رفض الفلاحين للتحصين، بالرغم من أن رسوم التحصين رمزية تبلغ 10 جنيهات ونصف فقط ، بمصاحبة الحملات فرد أمنى يتم من خلاله تحرير محضر فورى ضد الممتنعين ، كما تم تنظيم حملات الإرشاد و التوعية لأهمية حملات التحصين للحيوانات حفاظا على الثروة الحيوانية، وهناك أكثر من 200 مرض مشترك بين الإنسان و الحيوان، وهناك العديد من الأمراض الهامة التى تشكل خطورة على الحيوان و تهدد الثورة الحيوانية يتم التحصين منها، وأهمها الحمى القلاعية، وحمى الوادى المتصدع، ومكتراط الأغنام و جدرى الأغنام.
انتشار اللحوم الفاسدة مشكلة تؤرق المواطن السكندرى.. كيف تغلبت المديرية على تلك المشكلة؟
وضعت مهمة الإشراف و التفتيش على اللحوم فى أولى أولوياتى فور تولى المنصب، فكان التركيز على مشكلة الذبح خارج المجازر هو عرض لحوم منتهية الصلاحية للبيع أو الغش التجارى فى بيع لحوم مجمدة على أنها لحوم بلدية، و قد قامت المديرية بشن العديد من الحملات التفتيشية على الأسواق و تمكنا من ضبط مجزر كامل مخالف بمصاحبة قوة أمنية، يعمل بدون ترخيص و بأختام مزورة، بمنطقة حوض 10 بريف المنتزة شرقا، و تم ضبط 25 رأس غنم و 7 عجول و كانت من أكبر ضبطيات المديرية ، و تم توريد اللحوم إلى المجمعات الاستهلاكية بعد التأكد من سلامتها.
كما تمكنت المديرية من ضبط 58 طن كبدة منتهية الصلاحية فى 13 مايو الماضى، بإحدى الثلاجات وتم إحالة المحضر إلى النيابة، و صدر قرار بإعدام الكمية المضبوطة، كما تم ضبط 9 طن "أجزاء دواجن" داخل مجزر غير مرخص و يستخدم بيانات مزورة، و كذلك تم ضبط 40 طن "أرجل دواجن" غير صالحة للاستخدام الأدمى، أما الضبطية الأكبر فكانت ضبط مزرعة سمكية استخدمت لحوم الحمير كأعلاف فى منطقة أبيس وتم إحالة الأمر إلى النيابة.
هل تمثل الإجراءات القانونية رادعا ضد بائعى اللحوم الفاسدة؟ و ماذا فعلت المديرية إزاء ذلك؟
المديرية تتخذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين وفق القانون الحال ، فيتم تحرير محضر يحول إلى النيابة، ثم قضية، وتصل العقوبة لـ6 أشهر سجن و 10 آلاف غرامة، إلا أن القضية يتم تداولها فى المحكمة لمدة عامين ثم تنتهى على غرامة لا تتعدى 100 جنيه، و يعيد التاجر فعلتة مرة أخرى، فلا يمثل القانون الحالى رادع كافى، خاصة و أن بعض القضايا تكون بأسماء لأشخاص غير المجرمين الحقيقين "كاحول".
وحاليا تم عرض المشكلة على الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية، و تم الاتفاق على تطبيق عقوبة فورية على المخالفين للذبح خارج المجازر أو عرض اللحوم الفاسدة للبيع، حيث يتم توقيع غرامة فورية 2000 جنيه وغلق المحل عن طريق الحى لمدة شهر، و يتم إعادة فتحه بعد شهر بقرار من لجنة مشتركة بين الطب البيطرى والحى وفى حالة تكرار المخالفة يتم مضاعفة الغرامة المالية وغلق المحل لمدة 6 أشهر، و بالفعل تم غلق 124 محلا مخالفا بما يمثل رادع قوى أمام المخالفين.
كيف يتم التعامل مع اللحوم الفاسدة التى يتم ضبطها خاصة فى حالة ضبط كميات كبيرة ؟
المديرية أنشأت مصنع الأول من نوعه داخل مجزر زاوية عبد القادر بمنطقة العامرية، لإعادة تدوير مخلفات مجازر الدواجن واللحوم و كميات اللحوم المقرر إعدامها، حيث تتعرض تلك الكميات إلى درجة حرارة مرتفعة جدا، فوق 160 درجة مئوية للقضاء على أى ميكروبات وتتحول الى خامات أعلاف دواجن و أسماك، و هى صالحة لاستخامها كأعلاف بعد تعرضها لدرجات حرارة مرتفعة جدا.
وقد أنشأ المصنع منذ 6 أشهر بتكلفة 7 مليون جنيه، يستهدف إعادة تدوير كميات اللحوم المضبوطة و إعادة استخدامها مرة أخرى بدلا من إعدامها.
مشكلة الكلاب الضالة أصبحت أمر يثير إستياء المواطنين.. كيف تواجه المشكلة ؟
المديرية تقوم بمواجهه مشكلة الكلاب الضالة حيث تم تحصين 9 آلاف كلب، و هى كلاب الحراسة داخل المنازل و إعدام 14 ألف كلب ضال، أصبحت تهدد المواطنين و المارة، من خلال الإبادة عن طريق مادة سامة بخطة تم وضعها مع أحياء الإسكندرية المختلفة، ولابد من رفع القمامة من الشوراع التى تساهم فى زيادة عدد و تكاثر الطلاب الضالة، علما بأن الإبادة ليس دور الطب البيطرى وإنما دورها العلاج و التحصين فقط، إلا أن المديرية تدخلت فى الأمر بسبب تفاقم المشكلة و كثرة شكاوى المواطنين منها.
أخيرا .. نحن فى فصل الشتاء و هناك مخاوف من عودة مرض أنفلونزا الطيور .. كيف استعدت المديرية لمواجهه ذلك ؟
اتخذت مديرية الطب البيطرى بالإسكندرية كافة الاحتياطات اللازمة لمواجهه انتشار مرض أنفلونزا الطيور، خاصة و أن محافظة الإسكندرية تقع فى نطاق مسار الطيور المهاجرة، وإتخاذ كافة الإجراءات لتنفيذ قانون 70 لسنة 2009 على أن تتضمن الأكمنة الأمنية طبيب بيطرى، لفحص أى سيارة تحمل طيور أو دواجن من محافظة إلى أخرى، وفى حالة عدم وجود تصريح بالتحليل و الخلو من المرض يتم التحفظ على الطيور و الدواجن المضبوطة داخل السيارة و إعدامها و إحالة الأمر للنيابة.
وحاليا تقوم المديرية بحصر لجميع مزارع الدواجن و الطيور بالإسكندرية و جمع عينات و التحليل مجانا لصغار المربيين، عن طريق جهاز "جى بى إس" و تشكيل فريق "التدخل السريع" للسيطرة على أى حالة طوارئ ومحاصرة المرض فى مكانه وذلك بالتنسيق مع الأحياء و جهاز شئون البيئة.
تعليقات الصور
1 دكتور يوسف شباط
2 جانب من الحوار
3 اليوم السابع يحاور مدير مديرية الطب البيطرى
4 مدير المديرية يتحدث لليوم السابع
5 جانب من الحوار
6 مدير المديرية
7 اليوم السابع يحاور مدير المديرية
8 جانب من الحوار
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة