للمرة الخامسة يجرى الرئيس عبد الفتاح السيسى قمة ثلاثية مع دولتى قبرص واليونان، وفى هذه المرات الخمس جرت فى نهر العلاقات الثلاثية بين القاهرة ونيوقسيا وأثينا مياه كثيرة، أدت إلى استخلاص عدد من النتائج نحاول الاقتراب من أبرز خمس فيها من خلال الأسطر التالية.
أولا: تعميق استراتيجية البعد المتوسطى
منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى السلطة فى القاهرة صيف العام 2014 ويولى الدول الواقعة على حوض البحر المتوسط أهمية متزايدة فى إطار ما تم الاصطلاح عليه بأنه "استراتيجية البُعد المتوسطي" ويتضح ذلك من خلال زياراته التى قام بها إلى إسبانيا والبرتغال وإيطاليا وفرنسا.
توقيع مذكرات تفاهم مصرية فبرصية
وفى هذا الإطار عقد الرئيس السيسى خمسة اجتماعات على مستوى القمة مع قادة دولتى قبرص واليونان لتعميق هذه الاستراتيجية، فى ظل الرغبة المصرية فى أن تعيد نشاطها الدولى وتأثيرها فى المحافل الدولية خاصة أن اليونان دولة عضو فى الاتحاد الأوروبى وستنقل لبروكسل وجهات النظر المصرية فى القضايا المختلفة.
ثانيا: سياسة تأمين غاز المتوسط
بعد أن تم الكشف الغاز الضخم الأخير فى المياه الإقليمية المصرية على مقربة من المياه القبرصية واليونانية عملت مصر على تدعيم العلاقات مع هاتين الدولتين ضمن استراتيجية تأمين الغاز المكتشف حديثا.
جانب من القمة الثلاثية
وترمى مصر من وراء ذلك إلى تكوين تحالف مائى إقليمى من القاهرة وأثينا ونيوقسيا لمواجة أى خطر قد تتعرض له هذه الحقول الغازية لاسيما من دولتين تركيا وإسرائيل، مع ما يترتب على ذلك من نفوذ اقتصادى مصرى ودخول القاهرة سوق الطاقة اتكاء على هذا الأمر.
ثالثا: الشراكة فى مكافحة الإرهاب
تحاول السياسة المصرى فى السنوات الاخيرة ضم كل ما تستطيع من حلفاء لمواجهة خطر الإرهاب المتنامى فى الشرق الأوسط، وبدا واضحا من خلال القمة الثلاثية المصرية ـ القبرصية ـ اليونانية كم أن هذه السياسة أتت أكلها وأثبتت نجاحا فى ظل حرص اليونان على سبيل المثال فى العمل مع القاهرة وفق هذه الرؤية.
رئيس قبرص يستقبل الرئيس السيسي
ونستطيع قراءة ذلك من خلال القمة المصرية ـ اليونانية صباح اليوم الثلاثاء تلك التى تناولت مستجدات الأوضاع فى منطقتى الشرق الأوسط والبحر المتوسط، وحرص الجانبين (الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء اليونانى أليكسيس تسيبراس) على بحث سبل التصدى للإرهاب وجهود تسوية الأزمات القائمة بالإقليم.
رابعا: الصداقة المصرية ـ اليونانية
بناء على ما سبق نجح زعيما البلدين فى تشبيك واحدة من أقوى العلاقات السياسية والثقافية بين البلدين على مر العصور، مستفيدين من العلاقات السياسية فى تطوير العلاقات على المستوى الثقافى والتعليمى والاجتماعى بين الشعبين، خاصة مع العلم بأن الجالية اليونانية فى مصر والجالية المصرية فى اليونان تحظى باهتمام مشترك من الدولتين.
مصافحة ما بعد القمة
ولذلك قرر الرئيس السيسى ورئيس الوزراء اليونانى إعلان عام 2018 عاماً للصداقة المصرية اليونانية، مؤكدين أهمية استغلال هذه الفرصة لإبراز النتائج الإيجابية لتطور العلاقات بين البلدين وأثرها فى تلبية طموحات الشعبين الصديقين لتحقيق التنمية، وفق ما جاء فى بيان لرئاسة الجمهورية.
خامسا: تعزيز التجارة البينية الثلاثية
من المنطقى وفقا لتلك الصياغات الدولية للعلاقات بين مصر وقبرص واليونان أن تتكلل بتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية فى ظل الحاجة المصرية الملحة إلى اكشاف أسواق جديدة، مع زيادرة الإنتاج فى المحاصيل الزراعية والمنتجات المصرية فى مجال صناعات الأقطان وغيرها.
وعلى هذا الأساس أفادت مراسلنا فى نيوقسيا، بأن الرئيس السيسى ورئيس الوزراء اليونانى بحثا سبل تعزيز العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة الاقتصادية والتجارية، وأكدا حرص البلدين على تعزيز أطر التعاون القائمة بينهما ودفعها لآفاق أرحب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة