عقدت صباح اليوم القمة الثلاثية الخامسة بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس القبرصى نيكوس أنستسيادس ورئيس الوزراء اليونانى أليكسيس تسيبراس.
وقال السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن فعاليات القمة بدأت بجلسة مباحثات بين الرئيس والرئيس القبرصى ورئيس الوزراء اليونانى، تلتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفود الدول الثلاث.
وأضاف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أنه تم خلال القمة تأكيد أهمية آلية التعاون الثلاثى والإشادة بما تعكسه دورية اجتماعاتها من قوة العلاقات بين الدول الثلاث وحرصها على مواصلة تعزيز أطر التعاون القائمة وتوسيعها لتشمل مجالات جديدة. كما تناولت المباحثات استعراض الموقف التنفيذى للمشروعات الجارى تنفيذها فى إطار الآلية، ومن بينها مركز الإبداع المشترك لتكنولوجيا المعلومات بمدينة برج العرب، والذى قام القادة الثلاثة بافتتاحه عقب جلسة المباحثات بالفيديوكونفرانس.
كما تم التأكيد على الآفاق الرحبة المتاحة لتعزيز التعاون بين الدول الثلاث، وأهمية استكشاف الفرص المتوفرة لتعزيز العمل المشترك فى شتى القطاعات، وبما يوفر فرص عمل جديدة للشباب فى الدول الثلاث، ويلبى تطلعاتهم نحو المستقبل.
وتناولت القمة الثلاثية تناولت عددًا من القضايا والملفات الإقليمية والدولية، خاصة فى ضوء التوقيت الدقيق والتطورات المتلاحقة والمتشابكة التى تمر بها منطقتا الشرق الأوسط وشرق المتوسط، حيث تم التوافق خلال المباحثات على مواصلة التشاور والتنسيق إزاء مُجمل تلك التطورات، وأكدت الدول الثلاث التزامها بالعمل المشترك على الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، وتحقيق تطلعات شعوبها نحو السلام والاستقرار والتنمية، فضلًا عن تعزيز جهود مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، والتصدى للخطر الذى يمثله على مقدرات شعوب المنطقة والعالم.
وعقب انتهاء أعمال القمة، تم التوقيع على مذكرة تفاهم فى مجال التعاون السياحى بين الدول الثلاث، كما عقد الرئيس والرئيس القبرصى ورئيس الوزراء اليونانى مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا.
وفيما يلى نص الكلمة التى ألقاها الرئيس السيسى خلال المؤتمر الصحفى:
"فخامة الرئيس "نيكوس أنستاسيادس"، رئيس جمهورية قبرص
معالى رئيس الوزراء "أليكسيس تسيبراس" رئيس وزراء جمهورية اليونان
السيدات والسادة،
أود فى البداية أن أعرب مجددًا عن خالص التقدير لصديقى فخامة الرئيس "أنستاسيادس"، لما لقيته من حفاوة استقبال وكرم ضيافة منذ وصولى أمس إلى نيقوسيا، وأن أؤكد اعتزازى بمقابلة صديقى معالى رئيس الوزراء " تسيبراس"، فى اجتماعنا الخامس اليوم فى إطار آلية التعاون الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان.
السيدات والسادة،
تدركون أن آلية التعاون بين بلادنا بدأت بهدف تعزيز التعاون الاقتصادى وترسيخ العلاقات السياسية المستقرة بين دولنا، إلا أننى أستطيع أن أؤكد وكُلّى ثقة، أن تلك الآلية تحولت منذ إطلاقها من القاهرة فى 11 نوفمبر 2014، إلى أحد أهم أركان الحفاظ على الأمن والاستقرار فى منطقة شرق المتوسط.
ولست الآن فى مجال استعراض العلاقات التاريخية الوثيقة بين بلادنا، أو أن أشيد بالدور الذى قامت به حضاراتنا على مدار التاريخ وما قدمته للإنسانية طوال قرون مضت، وإنما أود أن أوضح أن تلك الآلية تستهدف استمرار دور بلادنا فى المستقبل لضمان أمن واستقرار المنطقة ورخاء شعوبنا.
لقد تناولنا فى قمتنا اليوم سُبل تعزيز التعاون الاقتصادى بين بلادنا، ومتابعة تطور المشروعات المشتركة والمجالات الجديدة للتعاون المشترك، بما يحقق أهدافنا فى توفير فرص عمل جديدة لشباب بلادنا، الذى يتطلع إلينا اليوم ليرى نتائج ملموسة على الأرض، تصون مصالحه وتضمن مستقبله.
وفى هذا السياق تظهر مجالات واعدة للتعاون، كالطاقة وإعادة تدوير المخلفات، بما تُحققه من تنمية مستدامة لمواردنا، كأحد أهم سُبل تأمين مستقبل تلك الأجيال والحفاظ على ثرواتها.
كما كان من الطبيعى فى ضوء العلاقات التاريخية بين شعوبنا، منذ كانت مصر وطنًا ثانيًا للعديد من القبارصة واليونانيين المقيمين فيها، أن نتفق على عقد أسبوع بعنوان "الجاليات المصرية اليونانية والقبرصية لإحياء الجذور"، يقوم خلاله أصدقاؤنا اليونانيون والقبارصة الذين سبق وأن أقاموا فى مصر بالعودة إليها لمدة أسبوع خلال شهر يناير 2018 وزيارة الأماكن التى كانوا يقيمون بها.
السيدات والسادة،
انطلاقًا من شعور كامل بالمسئولية تجاه المنطقة التى ننتمى إليها، فإن مصر وقبرص واليونان تلتزم ببذل كافة الجهود الممكنة لمحاولة إعادة الأمن والاستقرار لمنطقة شرق المتوسط، والتصدى بكل حزم للمشكلات التى تعانى منها تلك المنطقة. وكما أكدت بالأمس عقب لقائى مع فخامة الرئيس "أنستاسيادس"، تظل القضيتان القبرصية والفلسطينية ذات أولوية خاصة فى إطار المباحثات بيننا.
وفى هذا السياق، تظهر أيضًا أزمات مثل ليبيا وسوريا، وعدد من الأزمات الأخرى، كتحدٍ لنا للحفاظ على المبادئ الثابتة للقانون الدولى من جهة، ومُساندة تلك الدول وشعوبها لتخطى الأزمات الراهنة والمخاطر التى تتعرض لها من جهة أخرى.
كما يظل الإرهاب خطرًا كبيرًا يهدد شعوب المنطقة، بل والإنسانية كلها، الأمر الذى يستدعى تكاتف كافة الدول وتسخير إمكانياتها للتصدى له، باِعتبار أن توفير حياة آمنة لمواطنينا هو أبسط حقوق الإنسان التى تفرضها علينا مسئولياتنا، فضلًا عن أهمية مجابهة الفكر المتطرف بمختلف أنواعه.
واتصالًا بذلك، نواصل التباحث حول أفضل سُبل التصدى لأزمة الهجرة غير الشرعية، التى نتجت عن الأوضاع التى تتعرض لها منطقة شرق المتوسط، وذلك من خلال مدخل شامل ومتكامل يعالج جذور تلك الأزمة من النواحى الاقتصادية والاجتماعية، بجانب التصدى لمظاهرها من الناحية الأمنية.
وختامًا، فإننى أجدد شكرى للسيد الرئيس "أنستاسيادس"، والسيد رئيس الوزراء "تسيبراس"، متطلعًا أن تشهد قمتنا المقبلة مزيدًا من العمل المشترك من أجل تعزيز التعاون بين دولنا، وأن تُعقد فى أجواء أكثر استقرارًا لمنطقتنا.
شكرًا جزيلًا."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة