لا بد أن نعترف بأن الدواعش والإرهابيين والمؤمنين بأفكار القاعدة والإخوان، ليسوا فقط هم من نواجههم فى شمال سيناء أو على حدودنا الغربية مع ليبيا أو يتسللون إلينا عبر السودان، لا، ليسوا وحدهم الخطر الذى نواجهه، بل نواجه خطرا أكبر يتمثل فى الحقيقة المرة بأن مجتمعنا المصرى متطرف، نعم متطرف ولديه استعداد لاحتضان الأفكار المتطرفة، ليس على المستوى الدينى فقط، بل على المستوى الاجتماعى والسياسى وحتى الثقافى، ولا بد من مواجهة هذا الخطر بسرعة ووفق برامج علمية مدروسة.
وحتى لا يكون كلامى مرسلا، أدعوكم جميعا إلى الإجابة عن مجموعة أسئلة، لتكتشفوا بأنفسكم مدى تطرف مجتمعنا، وللبحث معا عن مواجهة مجتمعية شاملة لهذا الخطر، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
- هل هناك مساواة فى تربية الولد والبنت داخل الأسرة المصرية؟
- هل تسعى الأسر المصرية إلى تربية أبنائها على التسامح والاختلاف؟
- هل تمنح الأسرة المصرية المواريث للنساء دون تعنت خاصة فى الريف والصعيد؟
- هل تعمل المدارس الحكومية والخاصة على تأكيد قيم الاختلاف وقبول الآخر، أم تتجاهل الأمر برمته وتترك الطلاب لبيئتهم التى جاءوا منها؟
- هل هناك معلمون فى مدارسنا يغذون قيم التطرف والكراهية والتمييز؟
- هل هناك معلمون فى مدارسنا ينتمون إلى الجماعات المتطرفة؟
- هل يتجه المعلمون إلى تعليم الطلاب الحس النقدى والتعبير عن الرأى والاختلاف أم يلقنونهم المناهج دون نقاش؟
- هل هناك متطرفون فى النقابات المهنية مثل نقابة الأطباء والمهندسين والمحامين والمعلمين والتطبيقيين إلخ؟
- وفق الإحصاءات الرسمية يبلغ عدد المناطق العشوائية عندنا 1221 منطقة، يسكنها 16 مليون مواطن منها 35 منطقة مهددة بالانهيار وبها 13 ألفا و431 وحدة سكنية و281 منطقة غير آدمية، وتقع على أملاك دولة للوزارات، فما طبيعة القيم التى يمكن أن تسود فى تلك المناطق العشوائية والفقيرة، قيم التسامح والتعايش أم قيم الكراهية والتطرف؟
-نتائج تعداد السكان لعام 2017، التى أعلنها الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أظهرت ارتفاع عدد الأميين فى مصر إلى 18.4 مليون شخص، بزيادة 1.4 مليون شخص عن تعداد 2006، وهنا لا بد أن نسأل: ما طبيعة القيم التى يمكن أن تسود بين الأسر التى تنتشر فيها نسبة الأمية، قيم التطرف والكراهية والتمييز أم التسامح والاختلاف والحرية؟
وللحديث بقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة