ربح حزب الله رصيدًا شعبيًا كبيرًا على حساب القضية الفلسطينية، ربما أكبر مما حظى به الشاعر الكبير محمود درويش، رغم أن الأخير حارب الاحتلال الإسرائيلى بقصائده أكثر مما فعلت خطب السيد حسن نصر الله التى تمتد لساعات وسط الحشود الغفيرة، ومثل آخرين، لا يتذكر سماحته فلسطين إلا فى أوقات فراغه، رغم أن القضية كانت سببًا فى تغوله على بقية الأطراف فى لبنان مدعومًا بأموال مذهبية قادمة من طهران، للأسف يحمل لبنان المستقل استفهامات أكثر مما تحمله الأرض المحتلة، لأن الفلسطينيين مجتمعون على هدف واحد ووطن واحد، رغم أنهم منفيون خارجه فى الشتات. كان السؤال فى الماضى يحمل نوعًا من التفاخر السياسى: كيف يعيش لبنان بلا رئيس أو رئيس وزراء لأشهر دون أن ينهار؟ أصبحنا الآن نتساءل كيف يعيش لبنان أصلًا فى هذه الظروف؟ وللأسف مرة أخرى ستنتظر كثيرًا لو أردت إجابات سهلة لما يحدث فى بيروت: هل مازالت صامدة، أم ستعود لتكون بيروت الضباب والخراب كما وصفها محمود درويش؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة