مارك زوكربيرج ينهى تحدى العام بزيارة جميع الولايات الأمريكية.. مؤسس فيس بوك يستعرض أهم محطاته.. ويكشف عن خطط الشبكة الاجتماعية لمواجهة التدخل الروسى بالانتخابات.. ويتحدث عن أهم الدروس المستفادة من رحلته

كان التحدى الشخصى لمارك زوكربيرج، مؤسس فيس بوك، هذا العام هو زيارة كل ولاية أمريكية بحلول نهاية العام الحالى 2017 لمعرفة الطريقة التى يفكر بها الناس فى حياتهم وعملهم ومستقبلهم، على حد وصفه، ونجح مؤسس الشبكة الاجتماعية فى تحقيق هذا التحدى، وأعلن يوم الجمعة الماضى عن إنهاء جولته، وإتمام هدفه.

وخلال زيارته لآخر محطة له هذا العام، أجرى محادثة مع البروفسيور "نيلى بيندابودى" من جامعة كانساس، لمناقشة كل ما تعلمه، ونشر زوكربيرج فى منشور مطول على صفحته الشخصية بفيس بوك هذه المحادثة، لاستعراض جميع الخبرات التى تعلمها طيلة الشهور الماضية، وفكرة التحدى بشكل عام، وأهم الدروس المستفادة من جولته.

فكرة "التحدى" لدى زوكربيرج
 

أوضح زوكربيرج أنه يفضل كل عام وضع تحد شخصى له ينجزه طوال العام، قائلا: "أعتقد أنه من المهم حقا أن يدفع الإنسان نفسه للتعلم ويحاول تحسين مستواه سواء الشخصى أو العملى"، مؤكدا أنه فى السنة الأولى حاول تعلم لغة "الماندرين" والتى تعتبر لغة صعبة للغاية، وفى عام آخر حاول قراءة كتاب كل بضعة أسابيع، مشيرا إلى أن هذا العام شهد حملات الانتخابات الرئيسية وهو الأمر الذى دفعه للخروج من سان فرانسيسكو ومحاولة فهم ما يجرى فى جميع أنحاء البلاد، حيث قال: "كنت أرغب فى الخروج والتعلم والسماع من الناس، وأن أكون قادرا على رؤية كيف كان الناس يفكرون فى عملهم وحياتهم، وكيف يرون المستقبل، وما الذى يقلقهم، وهذا أمر مهم بالنسبة للناس فى صناعة التكنولوجيا".

زوكربيرج: المجتمع هو الشىء الأكثر أهمية للبشر
 

ويرى زوكربيرج أن المجتمع خاصة المجتمع المحلى هو الشىء الأكثر أهمية للناس، فجميعنا يحاول الحصول على الدعم من ثلاث جهات هى "الأصدقاء والعائلة" و"المنظمات المدنية" مثل الهيئات الدينية والتطوعية والمدرسة و"شبكة الأمان الحكومية"، مضيفا أن المشكلة الأكبر تتركز فى إلقاء أفراد المجتمع اللوم دائما على الحكومة للقيام بالأشياء وما يجب عليها القيام به، لكن لا يركز الكثير من النقاش على دور المجتمعات المحلية، مضيفا أن المثير من الناس يتفقون على شىء واحد وهو ما يحدث من حولهم مع أصدقائهم وعائلاتهم ومجتمعهم.

دور فيس بوك فى بناء المجتمع
 

ويرى زوكربيرج أن فيس بوك له دور مهم فى بناء المجتمع، إذ قال: "لقد غيرت مهمة شركتنا لأول مرة فى تاريخنا للتركيز على بناء المجتمع، فعلى مدى السنوات العشر الأولى ركزنا فى الغالب على مساعدة الناس على التواصل مع الأصدقاء والعائلة، ولكن الآن نحن نريد أيضا مساعدة الناس على بناء المجتمع، وما نحاول القيام به من خلال فيس بوك هو النظر فى كيفية استخدام الناس لمجموعاتنا وللمجتمعات المحلية، خاصة بعد أن تبين أن هناك أكثر من مائة مليون شخص يستخدمون "الجروبات".

فيس بوك والانتخابات الأمريكية والتدخل الروسى
 

وردا على سؤال بشأن دور فيس بوك خلال الانتخابات الأمريكية والتدخل الروسى، قال زوكربيرج: "هناك الكثير من الناس يأتون إلى فيس بوك كل يوم للتواصل مع الأصدقاء والعائلة، وبينما هم هناك فإن الناس يرغبون فى مشاركة كل ما يعنيهم، ومن مسئوليتنا المطلقة حماية أمن وسلامة تلك المنصة، وأنا أعتقد أنه من الواضح جدا فى هذه المرحلة أن الروس حاولوا استخدام هذه الأدوات لزرع انعدام الثقة مما أثر على انتخابات 2016، لكن ما فعلوه خطأ، ومن مسئوليتنا أن نفعل كل ما فى وسعنا لمنعهم وحظر أى شخص آخر من القيام بذلك مرة أخرى".

وأوضح زوكربيرج أنهم قاموا ببعض الأشياء حيال هذا الأمر، حيث قال: "أول شىء يجب علينا فعله هو مساعدة حكومتنا على فهم ما حدث بالضبط، ففيس بوك هو قطعة واحدة من لغز أوسع بكثير حول الكيفية التى حاول بها الروس مهاجمة العملية الديمقراطية، لذلك قمنا بالشهادة فى الكونجرس قبل بضعة أسابيع، لمساعدة الحكومة على فهم ما حدث، وليتمكنوا بهذه الطريقة فهم كل الأحداث من خلال جمع المعلومات من شركات أخرى أيضا، فهم بحاجة إلى فهم الصورة بأكملها حتى يتمكنوا من معرفة ما هى الطريقة الصحيحة للمضى قدما، موضحا أنه بنهاية هذا العام سيكون لديهم حوالى 10،000 شخص فى فيس بوك يعملون على السلامة والأمن.

فيس بوك وفرص العمل
 

ويرى زوكربيرج أن التدريب على الوظائف الحديثة مهم حقا، مضيفا أنه خلال زيارته لسانت لويس أعلن عن برنامج تعزيز المجتمع، حيث سيقوم فيس بوك بمساعدة رواد الأعمال على استخدام الأدوات الرقمية لبناء أعمال جديدة أو اتخاذ أنشطة تجارية قائمة وتنميتها، أو حتى مساعدة من يبحثون عن وظيفة، ويرغبون فى الحصول على المهارات الرقمية لتلك الشركات، مضيفا أنهم سيقومون بذلك فى 30 مدينة فى جميع أنحاء البلاد، مشيرا إلى أن النسخة الأولى ساعدت بالفعل فى تدريب أكثر من 60،000 من الشركات الصغيرة.

أكبر خيبة أمل لزوكربيرج
 

أما خيبة الأمل الأكبر التى عانى منها زوكربيرج، على حد وصفه، هى انتشار المخدرات فى كل الولايات الأمريكية، حيث قال: أعتقد أن الناس على دراية واسعة جدا مع بعض الإحصاءات فى هذه المرحلة، ففى عام 2016 توفى 64،000 شخص بسبب جرعات زائدة من المخدرات، وهو ما يعتبر أكبر من عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب الإيدز وأكثر من عدد الأمريكيين الذين ماتوا فى حرب فيتنام، وهو رقم لا يزال ينمو بسرعة، ومن 2015 إلى 2016 أعتقد أن عدد الوفيات الناتج عن الجرعات الزائدة من المخدرات ارتفع ما يقرب من 20٪.