"حرمتها الإعاقة من ممارسة هوايتها فأكسبتها الإرادة ما لا يتحقق لغيرها".. هذه هى قصة حياة طفلة بريئة لم يتجاوز عمرها 10 سنوات، استطاعت أن تتحدى المرض وتواصل ممارسة هواية الرسم عن طريق فمها، وتمسك بالقلم بفك أسنانها.
"بسملة محمد فخرى" لم يتجاوز عمرها الـ10 سنوات، تقيم بمدينة أسوان، تحدثت لـ"اليوم السابع" عن تجربة التحدى التى خاضتها لمواجهة مصيرها بعد إصابتها بضمور أطراف جسدها فى الجزء العلوى، مما تسبب فى إحداث شلل لها بهذه المناطق.
الطفلة بسملة ترسم بفمها
بصوت خافت برئ، بدأت الطفلة بسملة الحديث عن قصة كفاح ونجاح حققته هذه الطفلة المريضة، قائلةً: "بدأت موهبتى فى الرسم مبكرا فى وكان عمرى وقتها لم يكتمل السادسة، واستطعت بمساعدة أمى وأبى أن أتقدم فى الرسم بصورة كبيرة رغم إصابتى بمرض ضمور الأطراف، وعجزى عن مسك القلم بيدى، واعتمد على فك أسنانى فى الإمساك بالريشة وبأقلام الرصاص والألوان، للبدء فى الرسم والدخول فى عالم من الإبداع لإخراج لوحات فنية بدقة عالية من الجمال، حتى نجحت فى لفت أنظار كثير من الناس بعد إعجابهم بلوحاتى وقدرتى على الرسم وحصولى على جوائز عدة من خلال الاشتراك فى المسابقات الفنية المختلفة، وأنا على هذه الحالة".
خلال حفل تكريم الطفلة
محمد فخرى، والد الطفلة، وموظف بمستشفى التكامل بأسوان، أكد أن ابنته ترتيبها الثالثة بين أشقائها الخمس، وأصيبت بضمور فى الأطراف والأوتار منذ طفولتها، وأجريت لها 13 عملية جراحية لتعديل بعض التشوهات فى العظام والأطراف، ومثل هذا الأمر فى البداية معاناة كبيرة، ولكن بزغت موهبتها مبكرا فى الرسم والإبداع ففتحت لأسرتها أبواب الأمل.
وتابع والد الطفلة، الحديث بأن بداية اكتشافهم لموهبة بسملة مع إمساكها القلم الرصاص وكانت تحب اللعب و"الشخبطة" على الورق مستخدمة فمها، لترسم بدقة متناهية، مضيفاً أن ابنته بدأت بعدها مرحلة أخرى تراقص الريشة بأسنانها وشفتيها لترسم لوحات إبداعية تتحدث عن كل المواضيع، حتى أنها بدأت ترسم كل ما يقابلها فى البيت من أشكال وصور وأيضا صور الشخصيات الكرتونية التى تشاهدا مع أشقائها، وعلق "موهبة بسملة شجعت أسرتها على إلحاقها بالتعليم مبكراً، وتدرس حاليا فى الصف الخامس الابتدائى بمدرسة الصداقة فى منطقة السد العالى شرق، بالقرب من مكان إقامة أسرتها".
أعمال فنية للطفلة
وأوضح "فخرى"، بأن ما وصلت إليه ابنته بسملة من إبداع وفن، لم يكن بالحسبان، وقد يكون ما وصلت إليه الطفلة من إبداع هو تخفيف من الله عز وجل لما أصاب بسملة وأسرتها من ابتلاء، لافتاً إلى أنها شاركت فى العديد من المسابقات الفنية التى حازت خلالها على العديد من الجوائز وكان أخرها مسابقة "لمحات من الهند"، خلال شهر نوفمبر الجارى، والتى فازت بالمركز الثانى، عن لوحة فنية جسدت فيها "تاج محل" الأثر الهندى الشهير، كما فازت بالمركز الأول فى مسابقة مهرجان طيبة الدولى للفنون ومسرح الطفل، والذى شارك فيه 12 دولة عربية، وواصلت الإبداع فى العمل الفنى لرسم ما تتمنى أن تصل إليه فى المستقبل، بعد أن رسمت صيدلية كتبت عليها صيدلية الدكتورة بسملة.
وعلق والد الطفلة، "كان من الضرورى على أسرة بسملة تشجيعها ومدها بكل ما تحتاجه لتنمية موهبتها، خاصة من الألوان الزيتية واللوحات وكراسات الرسم، لترسم بريشة فنية واقع تتزاوج فيه الحياة مع كل أنواع الحب والأمل والجمال، لتبعث الأمل والتفاؤل في نفسها وفي نفس كل شخص يعاني من الإعاقة".
الطفلة المعجزة
وأشار والد الطفلة، إلى الدور الذى قام به محمد فهمى مدير مدرسة الطفلة والملتحقة بها، وأيضاً عمتها "أمال" معلمة بنفس المدرسة، نظراً لحرصهم الشديد على مساعدة بسملة والوقوف بجانبها وشد أزرها فى مواصلة الإبداع والفن والرسم داخل أسوار المدرسة وخارجها، مضيفاً أن المدرسة ألحقتها بالعديد من المسابقات الفنية التى بزغت من خلالها شهرتها وحققت انطلاقتها.
واختتم الأب حديثة قائلا "كل ما أتمناه أن يتبنى طفله أحد المراكز الفنية المتخصصة لتنمية موهبتها، لكى تصبح فنانة معروفة تنطلق إلى مصر والعالمية".
أعمال فنية للطفلة
الطفلة تحاول الرسم بفمها
الطفلة تحاول الرسم بفمها
تكريم الطفلة
الطفلة فى المسابقة الهندية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة