"بالمحلية وصلنا العالمية" شعار رفعه أبناء النوبة بمدينة أسوان، فى القضاء على البطالة والعمل فى صناعة المشغولات اليدوية التى لاقت قبولاً كبيراً محلياً وعالمياً من خلال الوفود الأجنبية التى تزور أسوان خلال موسم السياحة، وسارع مسئولو البنوك الأجنبية فى دعم مثل هذه الصناعات المحلية.
إحدى المعارض
أحمد حسن، الشهير بـ"شامبو" من أهالى غرب سهيل النوبية، قال أن غرب سهيل هى إحدى القرى النوبية، التى استطاعت منذ 20 عاماً مضت عقب إنشاء متحف النوبة، فى تطبيق برنامجاً للسياحة البيئية، لجذب السياحة الأجنبية إليها، ويأتى معظم هؤلاء السائحين إلى القرية عبر المراكب النيلية فى جولة ممتعة قبل الوصول إلى القرية، ويقضون وقتا ممتعا على الطريقة النوبية تحت قباب بيوت مازالت تحافظ على أصالة ناسها وتراثها.
السوق السياحى بغرب سهيل
وأضاف "شامبو"، أن أهم ما يميز القرية بعد موقعها على النيل مباشرة هو انتشار الصناعات اليدوية داخل القرية وبيعها للسائحين الأجانب والزائرين المصريين خلال فترة تواجدهم بالقرية، ومن هذه المشغولات اليدوية: الخرز والطواقى والملابس النوبية التقليدية "كالجرجار" وهو عبارة عن جلابية خفيفة سوداء من قماش مخرم به كسرات عديدة يتم ارتدائها فوق جلابية ملونة، مشيراً إلى أن القرية تنتشر فيها البازارات التى تبيع هذه المنتجات ولكن تلاحظ ظاهرة غريبة وهى انتشار التراث الإفريقى كالأقنعة والتماثيل ويتم استيرادها من بعض الدول الإفريقية وخصوصا مالى.
الجرجار النوبى
محمد صبحى، مرشد سياحى من أهالى قرية غرب أسوان النوبية، تابع الحديث بأن سكان النوبة يشتهرون بالعمل ولا يعرف بينهم الكسل، ويتميزون بصناعة المشغولات اليدوية البسيطة التى تستطيع أن تجذب الناس لشرائها، مضيفاً أن الهدف من صناعة هذه المشغولات اليدوية البسيطة ليس فقط الربح، ولكنه فى المقام الأول الحفاظ على التراث النوبى القديم، وتجسيده من خلال المشغولات اليدوية الصغيرة التى تجسد رحلة النوبة عبر الزمان.
وأكد "صبحى"، أن للنوبة تراث عريق فى المشغولات اليدوية وتم الحفاظ على معظمه وليس كله، مضيفاً أن ما يدهشك بهذا التراث هو اكتشاف مساحات منه وهو يشبه أهل النوبة البسطاء الطيبين الحاملين مع ذلك أصالة وعراقة بلا حدود الذوق الرفيع عنوان لهذا التراث دون اصطناع صحيح أن بعض المنتجات قد بدأت تتحول وتأخذ طابعا سياحيا لكن الكثير منها مازال على أصالة الصنعة والخدمات القديمة.
مشغولات يدوية
وأشار "صبحى" إلى أنه يمتلك منزل بقرية غرب أسوان، استطاع أن يحول الطابق الأول منه إلى متحف صغير يضم محنطات لحيوانات وطيور وزواحف وصوراً تجسد الحياة النوبية التى يعيشونها فى الماضى والحاضر، ويعيش هو وزوجته بالطابق العلوى من المنزل، ويعد هذا المتحف مزاراً للسائحين الأجانب يهدف منه إلى جذب السائحين من خلال تنوع المزارات السياحية التى يزورها السائح الأجنبى مع الآثار الفرعونية الموجودة فى المعابد والمسلات.
مصنوعات يدوية
من جانبها، قالت شادية صيام، سيدة نوبية من أهالى قرية غرب أسوان، أنها تعمل مهنة صنع المشغولات اليدوية بخوص النخيل، والتى توارثتها عن أجدادها، فكانت المرأة النوبية قديماً تستغل منتجات الحياة البيئية المحيطة بها لتصنع منها بعض المشغولات التى تستخدم لأغراض عدة، منها "شنط السيدات وحقائب اليد الحريمى والمكانس المنزلية وسجادة الصلاة وطواقى الرأس والمعلقات المنزلية والمفروشات وغير ذلك".
وتابعت شادية صيام، الحديث قائلة: "بدأت فى المهنة منذ مرحلة الطفولة من حوالى 50 سنة، حتى أصبحت مدربة للفتيات والصغار منذ أكثر من 30 عاماً، عندما التحقت بجمعية الغلالاب، والتى تقوم بتسويق المشغولات اليدوية وتشغيل وتدريب السيدات النوبيات على الحرف والمشغولات اليدوية التى تصنع بواسطة خوص النخيل".
بعض المشغولات النوبية اليدوية
وعن طريقة عملها، وأوضحت المرأة النوبية، بأنها تجمع زحف النخيل وتبدأ فى طلاء كل مجموعة منه بالألوان المختلفة الزاهية التى تجذب انتباه المشترى مثل الأحمر والأزرق والأصفر وغيرهم من الألوان التى تجلبها من العطارين، عن طريق غلى الماء وخلط اللون بالخوص فى إناء واحد، وبعد فترة تقوم بنشره ليجف، وقبل بدء العمل تقوم بإعادته للماء الساخن مرة أخرى حتى يلين ويسهل تشكيله عند العمل، مشيرة إلى أن طريقة العمل تبدأ بتشكيل ضفيرة طويلة مع اختيار الألوان المناسبة فى كل ضفيرة، وأيضاً اختيار شكل جديد للضفيرة فى كل مرة، وبعد الانتهاء من عمل الضفيرة تقوم بما يسمى بـ"الشبر" حتى يتم تجميع الضفائر وصناعة شنط ومحافظ للسيدات وغير ذلك من الاحتياجات الأخرى التى يتطلبها الزبائن.
بعض الصناعات اليدوية
وناشد أهالى النوبة فى قرية غرب سهيل، المسئولين عن السياحة بالاهتمام بالقطاع السياحى وتشجيع الصناعات اليدوية الصغيرة التى رغم بساطتها إلى أنها تلفت انتباه السائحين وتحثهم على زيارة المكان أكثر من مرة، وتدير دخلاً للدولة أيضاً.
سيدات النوبة يصنعن المنتجات من خوص النخيل
وفى سياق متصل، قال سوما تشاكاراباتى رئيس وفد البنك الأوربى لإعادة الإعمار والتنمية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن البنك الأوربى متهم جداً بالمجتمع المدنى خاصة وأبناء القرى الذين يشاركون فى عمل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مؤكداً أن البنك سيدعم هذه المشروعات باستثمارات كبيرة فى أسوان ومحافظات مصر من أجل إفادة الأهالى.
السياحة النوبية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة