ما بين متاحف ومعابد تحمل حقب تاريخية هامة لمصر الفرعونية، والفسحة النيلية بالمراكب الشراعية، تظل جولة "الحنطور" من أهم الطقوس التى يحرص عليها أى زائر قرر قضاء أجازه منتصف العام فى محافظة أسوان.
سائقو الحنطور، ينتظرون موسم الشتاء بشغف، فهو الموسم الذين يعيشون على رزقه طوال العام، ولكن بعد انتهاء الموسم السياحى، ماذا يفعل سائقى الحنطور؟ وهل اختلف الموسم هذا العام عن العام الماضى؟.
محررة اليوم السابع مع أحد سائقى الحنطور بأسوان
التقى "اليوم السابع" بعدد من سائقى الحنطور بالمحافظة، وفى البداية قال شاذلى السيد 37 سنة: "بشتغل سائق حنطور منذ أن كان عمرى 12 عاما، فلم أعلم مهنة آخرى سوى هذه المهنة، ورغم أننى لم أكمل تعليمى وحصلت على شهادة الثانوية فقط، إلا أننى أتحدث 5 لغات إنجليزى وألمانى وفرنسى وإيطالى وإسبانى، وهذا بفضل الحنطور".
وأضاف "شاذلى" لـ"اليوم السابع": "برغم مرورى بفترة صعبة بعد تراجع السياحة عقب الثورة، لم أستطع بيع الحنطور، وكنت أعمل "شيال" بالأجرة حتى أتمكن من إطعام الحصان وأهل بيتى، فالحصان أهم عندى من أبنائى فهو مصدر رزقى الوحيد، وبعد استقرار البلد منذ عامين، عدت إلى عملى كسائق حنطور مرة آخرى".
عم أشرف سائق حنطور من 24 عاما
أما عم أشرف 42 عاما، سائق حنطور منذ 24 عاما، فأعلن عن تفائله بالموسم السياحى هذا العام، وأوضح قائلًا: "هذا العام موسم الشتاء مختلف تماما عن الأعوام الماضية، فهناك حركة ووافدين من كل الجنسيات بدأت منذ أسبوعين".
وأضاف عم أشرف قائلًا، "الحنطور هو مصدر رزقى الوحيد، ولم أتمكن من التخلى عن مهنتى حتى فى أيام الثورة، ولولا وجود سياحة داخلية من المصريين لضاعت العديد من المهن، لذلك فأنا أفضل الزبون المصرى عن الأجنبى، فهم أنقذونا بعد أن هجر السياح المحافظة".
محررة اليوم السابع مع سائق حنطور بأسوان
وعن زيارة الرئيس السيسي الأخيرة للمحافظة قائلًا: "بعد زيارة الرئيس وحرصه على جولة الحنطور أصبحت هذه الجولة موضة، وصار لنا شهرة وسط الزائرين الذين حرصوا على تقليده".
بينما وضع "عيد" سائق الحنطور ذا السابعة عشر عاما يختلف تمامًا، فمنذ نعومة أظافره فتح عينيه على ركوب الحنطور، وأصبحت مهنته التى ورثها أبا عن جد المهنة التى تلازمه منذ أن قرر يترك مدرسته، ويصبح سائق حنطور ماهرًا، يقول "عيد": "منذ طفولتى كنت أجلس بجوار والدى على الحنطور، وأصبحت هذه المهنة تجرى فى دمى، لكننى أخشى أن اصبح عاطلا يوما لارتباط مهنتى بالسياحة، لذلك أرغب فى الخروج عن مهنة أجدادى وتعلم حرفة حقيقة".
وعن العائد المادى لسائقى الحنطور، قال عيد: "العائد مربح لكنه ليس دائم، فكل يوم وله رزقه، لكن مهما كان الربح فلابد تخصيص جزء منه لإطعام الحصان، الذى يحتاج إلى طعام بنحو 60 جنيه يوميا، فضلًا عن تغيير حدوة الحصان بـ50 جنيه أسبوعيا".
عيد ورث مهنة الحنطور أبا عن جد
وتختلف حالة " ه ر"، سائق حنطور، عن بقية أصحابه بهذه المهنة، فبعد أن ضل طريقه وانعدمت حركة السياحة من المحافظة، أكد "ه" أنه لجأ للاتجار بالمخدرات لمدة سنوات حتى يتمكن من إطعام أبنائه الأربعة والحصان الذى يملكه، لكنه لم يطيق العيش بالمال الحرام الذى لم يدم مهما طال، فعاد إلى مهنته وأوضح قائلا، لم أرغب فى العودة للحرام مرة أخرى، كل أملى أن تعود السياحة وأعيش بالمال الحلال لإطعام ابنائى وفقط.
وتابع: "كنت أتاجر بالأقراص المخدرة لفترة طويلة بعد أن ضاقت بى السبل، ولم أجد مهنة أخرى مربحة، لكننى رفضت الاستمرار بهذا الطريق، وعلى الرغم أننا نستعطف الزبائن للركوب معنا كل يوم، لكن هذا أهون من السير فى الطريق الحرام".
أحد سائقى الحنطور يكشف تسعيرة الجولة بالدولار
ومن جانبه، يوضح "سيد" سائق حنطور، أحدث تسعير جولة الحنطور بالعملة الصعبة، لافتًا إلى أن الجولة التى تتراوح مدتها نصف ساعة تصل إلى 5 دولارا، وعندما تصل إلى ساعة كاملة تبلغ 10 دولارا، بينما تبلغ تسعيرة الجولة بالجنيه المصرى 50 جنيها لجولة نصف ساعة، و70 جنيها أو أكثر لجولة مدتها ساعة كاملة.
سائق الحنطور يوضح تسعيرة طعام الحصان اليومية
سائق حنطور يوضح تأثير زيارة الرئيس الأخيرة للمحافظة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة