تمر اليوم الذكرى الـ128 على ميلاد عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، إذ ولد فى 15 نوفمبر 1889، ورحل عن عالمنا فى 28 أكتوبر عام 1974، عن عمر يناهز حينها 83 عاما.
وترك لنا الراحل كتابات عديدة وهائل تمثل تراثًا وفكرًا هائلاً فى الفكر العربى الحديث، وأفكاره عن الثقافة فى مصر، والتى تمثلت فى عدة مؤلفات منها كتابة "مستقبل الثقافة فى مصر" والذى كتبه عام 1938، فهل استغلت أفكار الدكتور طه حسين بالشكل الأمثل وماذا تبقى لنا من إرثه الثقافى الكبير؟.
شاكر عبد الحميد: إنجازه الثقافى نموذج ويطالب بإصدار أعماله فى طبعات شعبية
وأضاف "عبد الحميد" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن ما تبقى أيضًا من إرث طه حسين الثقافى كتاباته فى التراث والأدب، بجانب منهجه فى التفكير النقدى، حيث كان لا يأخذ الأمور على عيلتها، وكان يحللها ويفكر، ما يسمى بـ"منهج التفكير العلمى".
وأوضح الدكتور شاكر عبد الحميد، أن هناك عدم اهتمام بأدب وكتابات طه حسين خلال الفترة الماضية، ولم يتم الاحتفاء به بالشكل الكافى، وطالب بطبع طبعات شعبية من كتب عميد الأدب العربى، واستغلال أحد المناسبات التى تخصه ويتم تنظيم مؤتمر أدبى كبير، لتناول فكره ونظرياته العلمية القيمة.
حسين حمودة: تراث طه حسين الثقافى ممتد ولديه رؤية لإصلاح التعليم
وأضاف "حمودة"، أن تراث طه حسين قد ارتبط على الأقل فى جانبه الثقافى والفكرى، بقدرته على أن يلتقط جوهر العصر الذى عاش فيه، وعلاقته بماضيه المتدد وبمستقبله أيضًا.
وأوضح الدكتور حسين حمودة، أن ميراث طه حسين كله، على تعدده وتنوعه، كان يتجه وجهة واضحة، انطلق فيها طه حسين من التساؤلات عن وضع مصر والعرب بين بلدان العالم، وعن وضع الثقافة العربية وموقعها فى خريطة الثقافة الإنسانية، وقد قدم فى عدد كبير من كتاباته إجابات عميقة عن هذه التساؤلات، موضحًا أنه يتصور أن تساؤلات طه حسين وإجاباته هى مما سوف يبقى، ومما يجب أن نفيد منه نحن الآن.. ومن ذلك ما طرحه حول مسألة تراثنا الثمين، وما تصوره من برنامج لاصلاح التعليم، وما نادى به من الانفتاح على الثقافات العالمية، وما حاول ان يبثه من روح العلم فى دراسة الآدب.
محمود الضبع: لم نستثمر فكره بشكل مرضٍ ويجب تحويل بيته لمتحف باسمه
وأضاف "الضبع" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" ولذا فإن البحث في طه حسين ومنجزه الفكرى مستمر ليس فقط فى مصر وإنما في كل الثقافة العربية، وليس فقط فى مؤسسات البحث العلمى الأكاديمية وإنما لدى المفكرين والعلماء والباحثين، بل يكاد يمثل طه حسين وكتاباته فرعًا منفردًا في الثقافة العربية ودراساتها .
وأشار الدكتور محمود الضبع، أن إمكانات طه حسين وإنجازاته الفكرية لم يتم استثمارها بعد، خاصة مع تطور وسائل التكنولوجيا المعاصرة واعتبارها أحد آليات التواصل الثقافى والإنتاج الفكرى.
وأوضح "الضبع" أما على مستوى الاهتمام المصرى، فإنه من الإيجابي أن يتحول منزله ومكتبته لمتحف باسمه فى منطقة الهرم بالقاهرة، ولديه برنامجه الثقافى من ندوات وزيارات للمكتبة، وأن تعقد سنويًا مؤتمرات وندوات وفعاليات تحمل اسمه.
مروة مختار: حل أزمة التعليم فى العودة لأفكار طه حسين
وأضافت "مختار" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن طه حسين اجتمعت فيه خصائص الباحث والمفكر والمبدع والمثقف غير المعزول فى برج عاجى وتجلى ذلك بوضوح بعد عودته من فرنسا، ولعل سر صدقه أنه لم ينفصل عن الواقع الذى يعيشه.
وأوضحت الدكتورة مروة مختار، أن بعض ما طرحه طه حسين فى كتبه خرج للواقع عن طريق مريديه أو بعض من تتلمذوا على يديه لكنه قليل جدًا مقارنة بمشروعه الفكرى الذى عكف على كتابته ووضع تصوراته فى أكثر من مؤلف له، وبمعنى آخر لم تستفد مصر بشكل كامل من مشروعه الفكرى الذى تجلى فى مؤلفاته.
وأكدت مروة مختار أنها على يقين أن مشروع طه حسين الذى خطه من 1938 لو كان نفذ بشكل كلى أو جزئى لكان لنا شأن آخر علميا وثقافيا، مشيرة إلى أن العودة إلى منجز طه حسين أو مشروعه الثقافى لمصر قد يشكل زاوية مهمة لحل أزمتنا، وبررت ذلك بإن حين استدعى "حسين" بعض التجارب حول العالم لم يأخدها برمتها بل أخد منها ما يتناسب معنا من حيث متطلبات العصر واحتياجاته ثم البناء عليه فى مرحلة تالية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة