أثارت الجرائم الجنسية المتورط فيها، طارق رمضان، أستاذ الدراسات الإسلامية وحفيد مؤسس جماعة الإخوان، إهتمام وسائل الإعلام الغربية لاسيما فى ظل تعرض ضحاياه لحملات من التشويه والسباب من قبل أتباعه من الإسلاميين المتطرفين.
ونشرت وسائل الإعلام فى الولايات المتحدة وأوروبا العديد من التقارير خلال الأيام الماضية، بشأن الجرائم الجنسية التى تلاحق رمضان والتى تفجرت ببلاغ الفرنسية من اصل تونسى، هند عيارى، التى روت فى كتابها، الصادر العام الماضى، تفاصيل الإعتداء الجنسى الذى تعرضت له على يد رمضان فى فندق بباريس عام 2012.
ولم يمض أيام على بلاغ عيارى، التى كانت أحد أتباع المفكر الإسلامى، حتى ظهرت نساء أخريات فى فرنسا وسويسرا وبلجيكا، من أتباع حفيد مؤسس جماعة الإخوان يشكون من الأمر نفسه. ففى سويسرا، نقلت صحيفة عن أربعة شابات أنهن كانا على علاقة جنسية مع رمضان عندما كن قاصرات حيث كان يدرس لهم فى المدرسة، وقالت 3 من الضحايا أن العلاقة لم تكن بالتراضى.
وفى بلجيكا، ذكرت وسائل إعلام أنه هناك ضحية إغتصاب لرمضان. وفى الوقت نفسه، نشر الباحث أيمن جواد التميمى، وهو خريج من جامعة أوكسفورد، على مدونته قصة صديقة أمريكية مسلمة روت تعرضها لإعتداء جنسى من رمضان عام 2013.
وبحسب صوت أمريكا فإن القصة التى نشرها التميمى تردد نفس النمط من الإعتداء الذى وصفته الفرنسيتان، حيث تقارب رمضان من ضحاياه عبر وسائل الاعلام الاجتماعية لمناقشة المسائل الدينية، ثم ألتقى بهن فى نهاية المطاف فى غرفتة بالفندق الذى يقيم فيه عقب إلقاء محاضرات، بحجة أنه لا يفضل الظهور كثيرا فى الأماكن العامة. لأن رمضان قال انه لا يرغب فى أن ينظر إليها فى الأماكن العامة.
وتقول إذاعة صوت أمريكا أن الإتهامات المتزايدة التى تلاحق رمضان أصابت الكثير من المسلمين فى أوروبا بالصدمة وأثارت ردود فعل متباينة بشكل حاد، وسط مخاوف من رد فعل عنيف أوسع.
وأشارت الإذاعة الأمريكية، فى تقرير على موقعها الإلكترونى الثلاثاء، إلى إضطرار رمضان للتقاعد فى إجازة مؤقتة من عمله كمدرس للدراسات الإسلامية المعاصرة فى جامعة أكسفورد، الأسبوع الماضى. حيث أعلنت جامعة اكسفورد فى بيان أنه سيتم توزيع مهام طارق رمضان أستاذ الدراسات الإسلامية المعاصرة، و أنه لن يكون موجودا فى حرمها الجامعى. وأكدت الجامعة فى بيانها أن الاتهامات تسبب "ألما كبيرا ومفهوما" مؤكدة أن هدفها الأساسى هو "سلامة طلابنا وموظفينا".
وفيما يقول محللون إن نجم رمضان قد خفت خلال السنوات الأخيرة الماضية، فإن تأثير الإتهامات التى تلاحقه يبدو هائلا. وحظى رمضان بمكانة خاصة بين جيل الشباب المسلمين فى أوروبا خاصة أنه على نقيض غيره من الدعاة ورجال الدين، فإنه يتحدث الفرنسية خلال اللقاءات وليس العربية.
ويرى ألكسندر بييتر، الأستاذ المتخصص فى الدراسات الإسلامية لدى المدرسة العملية للدراسات العليا فى باريس، أن فضائح حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين سوف تدفع بتغييرات كبيرة بين مسلمى أوروبا.
وأشارت الإذاعة الأمريكية إلى أن رمضان طالما عمل كشخصية استقطابية، ويشير منتقديه إلى أنه أتبع "خطاب مزدوج"، حيث أخفى خطاب الإسلام السياسى وراء خطاب الوحدة. وتلفت إلى أنه فى ظل إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش، تم حظره من دخول الولايات المتحدة، وهو الإجراء الذى تم رفعه فى عهد خلفه باراك أوباما.
كانت سيلفيا كوفمان، رئيسة التحرير السابقة لصحيفة لوموند الفرنسية، قد أشارت إلى أنه مع ظهور المزيد من النساء فى فرنسا وسويسرا وبلجيكا، ممن يتهمون رمضان بسوء السلوك الجنس، تظهر صورة من الهيمنة على المرأة من قبل المفكر الإسلامى القوى الذى كان ينال أعجاب بعض المثقفين اليساريين والمضيفين التلفزيونيين فى فرنسا، لكنه يجسد صورة للحياة مزدوجة.
وتقول الكاتبة النسوية الفرنسية كارولين فورست إن بعض ضحايا رمضان تقربوا منها وروا لها ما وقع ولكنها لم تتمكن من إقناعهم بتقديم شكاوى.
كما كشف برنارد جودار، المسئول السابق لدى وزارة الداخلية الفرنسية والذى عمل خبيرا طيلة 3 سنوات بشأن الإسلام قبل أن يتقاعد، أن رمضان كان لديه عشيقات وكان يستخدم مواقع المواعدى فضلا عن جلب فتيات إلى غرفته فى الفندق بعد إنهاء المحاضرات وأنه طلب من بعضهن خلع ملابسهن، ومن كانت تقاوم يصبح عنيفا وعدوانيا معها. وأضاف جودار، فى مقابلة مع مجلة "لوبس" الفرنسية، الأسبوع الماضى، أنه على الرغم من ذلك إلا أنه لم يعلم بوقائع اغتصاب فعلى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة