بدأت الدبلوماسية المصرية تتحرك بشكل سريع لإيجاد حل حاسم وعاجل للأزمة التى تهدد أمن واستقرار المنطقة العربية، وبحث سبل لإيجاد حل للأزمة العاصفة التى وقعت فى لبنان خلال الأيام القليلة الماضية والتى يمكن أن تعصف بأمن واستقرار البلد المتعدد الطوائف والمذاهب.
وتأتى جولة وزير الخارجية سامح شكرى، فى توقيت خطير وهام فى ظل التصعيد الذى يشهده المسرح السياسى فى لبنان من تطورات، فضلا عن تنامى التحديات المرتبطة بأمن واستقرار المنطقة بشكل عام، الأمر الذى يقتضى تكثيف التشاور والتنسيق بين مصر والأشقاء فى الدول العربية.
ووصل وزير الخارجية سامح شكرى، صباح اليوم الأحد، إلى العاصمة الأردنية عمان، فى مستهل جولته العربية، ومن المقرر أن يلتقى بعد قليل العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى.
ومن المقرر أن تشمل جولة وزير الخارجية العربية كلا من الأردن والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان والسعودية، حيث تتناول الجولة بحث العلاقات الثنائية مع تلك الدول، والتشاور حول تطورات الأوضاع فى المنطقة.
وصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية فى بيان صحفى، بأن جولة وزير الخارجية تأتى فى إطار التشاور الدائم بين مصر والأشقاء العرب حول مجمل العلاقات الثنائية والأوضاع فى المنطقة، خاصة فى ظل ما يشهده المسرح السياسى فى لبنان من تطورات، فضلا عن تنامى التحديات المرتبطة بأمن واستقرار المنطقة بشكل عام، الأمر الذى يقتضى تكثيف التشاور والتنسيق بين مصر والأشقاء فى الدول العربية.
وأضاف بأن شكرى سوف ينقل رسائل شفهية من الرئيس السيسي إلى قادة الدول العربية التى تشملها الجولة، فضلا عن إجراء مباحثات ثنائية مع نظرائه من وزراء الخارجية.
وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى أن سامح شكرى سوف يؤكد خلال الجولة على موقف مصر الثابت بشأن ضرورة الحفاظ على التضامن العربى فى مواجهة التحديات المختلفة التى تشهدها المنطقة وتأثيراتها المحتملة على الأمن القومى العربى، ونقل رؤية مصر وتقييمها لكيفية التعامل مع تلك التحديات، فضلا عن التأكيد على سياسة مصر الثابتة والراسخة التى تدفع دائما بالحلول السياسية للأزمات وضرورة تجنيب المنطقة المزيد من أسباب التوتر أو الاستقطاب وعدم الاستقرار.
فيما أكد عدد من المراقبين أن الجولة العربية التى يقوم بها وزير الخارجية سامح شكرى تأتى بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي لبحث تهدئة الأوضاع فى المنطقة وإيجاد سبل لحل الأزمة التى تعصف بلبنان، موضحين أن التصعيد الراهن فى لبنان قد يعصف بالبلد المرتبط بحدود مشتركة مع سوريا ويحتضن ملايين اللاجئين، إضافة لتداخل حزب الله فى مشهد الصراع المسلح فى سوريا وهو ما يمكن أن ينعكس سلبا على أمن واستقرار لبنان.
وأوضح المراقبين أن التحرك الذى تقوم به مصر يأتى فى توقيت وصلت الأوضاع فيه بلبنان إلى طريق مسدود عقب استقالة رئيس الوزراء سعد الحريرى، مؤكدين أن التحرك السريع للدولة المصرية يمكن أن يكون بارقة أمل وتحرك يدفع نحو التهدئة ووقف التصعيد والتوصل لتفاهمات بين تيار المستقبل وحزب الله اللبنانى، إضافة لنقل عدد من الرسائل إلى إيران بأن الدول العربية لن تترك لبنان فريسة للعبة المحاور التى تعمل طهران على ترسيخها فى المنطقة العربية بعدد من البلدان.
وأشار المراقبين إلى حاجة لبنان فى التوقيت الراهن للدور المصرى المتزن والعاقل لصون اﻻستقرار الداخلى اللبنانى والحفاظ على مؤسسات الدولة كأولوية أساسية فى ظل خطورة المرحلة ودقتها، كما التشديد على موقف مصر الثابت بشأن ضرورة الحفاظ على التضامن العربى فى مواجهة التحديات المختلفة التى تشهدها المنطقة وتأثيراتها المحتملة على الأمن القومى العربى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة