منذ أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى المؤتمر الاقتصادى مارس 2015، ظلت العاصمة الإدارية الجديدة مثار جدل وشكوك وهجوم ممن يعرفون وممن لا يعرفون، من محبى الرئيس والمؤمنين بسياسته التنموية والإصلاحية، وكذا من معارضيه الذين يرفعون شعار المعارضة من أجل المعارضة، لكن ليلة الجمعة السادس من أكتوبر شهدت تحول الحلم إلى حقيقة وبداية الوجود الفعلى للعاصمة الجديدة أمل مصر فى التنمية على أرض الواقع.
مؤيدو سياسات الرئيس كانوا يرون الحلم صعبا وبعيدا ومكلفا للغاية، ويتمنون لو كانت الدولة تمتلك الموارد لتنفيذه خلال سنوات قليلة، وهو المشروع المؤجل منذ أربعين عاما أو أكثر، ونادى به خبراء الإسكان والتخطيط للخروج بالعاصمة من الوادى الضيق والانطلاق فى مسار تنموى وعمرانى أرحب يوفر الكثير من فرص العمل والصناعات والمشروعات على غرار نيودلهى ودبى وكبريات المدن الصينية الحديثة.
والمعارضون الذين تفرغوا للهجوم على المشروع لم يقرأوا تقارير الصحف ووسائل الإعلام العالمية المتابعة، ومنها القناة الأمريكية الواسعة الانتشار CNN، والتى بثت تقريرا، رصدت فيه كيف يوفر المشروع عددا ضخما من فرص العمل و1.5 مليون وحدة سكنية ويضم مقرات الوزراء بالكامل بعد نقلها من القاهرة بما يعنيه ذلك من تخفيف الضغط والتكدس عن المدينة العجوز، بالإضافة إلى إنشاء قرى ذكية وقطاعات متخصصة عملاقة مثل المدن الطبية والترفيهية ومراكز التسوق العالمية والحدائق العملاقة ومراكز للمؤتمرات تستوعب الأحداث الكبرى وجامعات دولية، الأمر الذى يحول العاصمة الإدارية الجديدة إلى مركز عالمى للجذب السياحى والاستثمارى.
الحلم أصبح حقيقة بالأمس مع الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر الرابعة والأربعين بفندق الماسة كابيتال، ليلتفت العالم كله إلى أن ذكرى العبور العظيم والتحرر من الاحتلال الإسرائيلى تتوافق مع حاضر التنمية وحلم التحرر من الوادى الضيق وندرة فرص التنمية إلى رحابة واقع جديد زاخر بالفرص وواعد بالآمال، وكذلك وهو الأهم، إلى قدرة مصر على النهوض والبناء حتى فى أحلك الظروف.
أكثر المتفائلين بالمشروع لم يكونوا يتصورون أن السواعد المصرية يمكن أن تحقق ما تم من إنجاز على الأرض فى هذا الوقت القصير، صحيح أن هناك استثمارات صينية وعربية كبيرة بالمشروع، لكن الجهد المصرى والسواعد المصرية نجحت فى الانتهاء تقريبا من المرحلة الأولى للحى السكنى وحى الوزارات والانتهاء من 90 بالمائة من البنية التحتية للمشروع فى مرحلته الأولى، وخلال العام المقبل سيتم نقل معظم الوزارات والمصالح الحكومية إلى العاصمة الجديدة ليتحرك مسار التنمية بالكامل من هذه البقعة الجديدة ومحيطها البكر بما توفره من فرص عمل ومشروعات صغيرة ومجتمعات عمرانية وصناعية موازية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة