مهما فكرت وأطلقت العنان لخيالك فيما يمكن للمواطن المصرى أن يأتى به و يفاجئك لن تتمكن من توقع الإبهار القادم، ولكن علاقة المواطن المصرى بوسائل المواصلات بها حالة من الترابط والألفة والغريبة ودرجة كبيرة من"العشم المصرى الأصيل"، فيتعامل المواطن مع وسائل المواصلات وخاصة العامة وكأنها بيته، فتراه ينام بكل اطمئنان داخل اتوبيس هيئة النقل العام وحدث ولا حرج عن القطار الذى يعتبر عالم بمفرده تعيش فى تفاصيله وتغوص بداخله ولا تتمكن من الوصول لنهايته.
الحمار فى القطار
وانطلاقاً من هذا المبدأ وأن المواصلات العامة "بيتك ومطرحك" قام أحد المواطنين باصطحاب"حماره" فى رحلة على قضبان السكك الحديد، وكأنما رأى حماره قد أصابه بعض الاكتئاب فقرر أخذه فى نزهة مختلفة"يلا بينا هنركب القطر اللى بيقول تووت"، فتلك الصور لحمار داخل أحد القطارات لا يهم فى اى وقت ولا أى اتجاه ولا أى بلد ولكن فيم فكر صاحب الحمار وفيم يفكر الركاب وبم يشعرالحمار؟ سنفند الإجابات على تلك الأسئلة الثلاثة سوياً:
صاحب الحمار: صاحب الحمار هو مواطن مصرى طبيعى يفكر فى الحلول مهما كانت شكلها والصورة التى ستخرج بها، كما نرى فى الصورة فهو منتقل من مكان لمكان ومعه حقيبة كبيرة ربما يبيع عليها بضاعته الذى يكسب منها قوت يومه أو ربما ذاهب لرحلة طويلة بعيداً عن قريته ولا يمكنه فراق حماره العزيز، أو فى تفسير آخر أنه أراد توفير مصاريف"التوك توك" فى المكان المتجه إليه فاتخذ حماره معه ليعفيه من تلك المصاريف، على أية حال فإنه صعد بالحمار إلى القطار دون تفسير أو تخيل لما قام به.
الحمار: إذا تحدثنا عن شعور الحمار وتخيل فيم يفكر فى ذلك الموقف فكأنه يرى أن ما يعبر عنه موقفه هو"كل العالم عيون" لا يعلم ما الذى حدث للبيئة المحيطة به بعد براح الطريق وماذا جاء به إلى ذلك المكان المستطيل المهتز المتكدس بالناس الذين ينظرون له ولا يعلم لم يندهشون.
الركاب: أما الركاب فالصورة بألف كلمة علامات التعجب والدهشة تفيض على وجوههم ولأننا"مصريين ولازم نستحمل بعض" فبطبيعة الحال أنه لن يعلق أحد الركاب على ذلك، فالقطار انطلق وأصبح كلهم فى "مركب واحد" على قضبان السكة الحديد، لا تعليق منهم ولكن كما حدث قام أحد الركاب بإخراج هاتفه المحمول والتقط ذلك المشهد، وبالتركيز فيه ستجد أسئلة كثيرة تساورك: كيف صعد الحمار إلى القطار؟ هل قطع تذكرة؟ هل رآه الكمسرى؟ ما الذى ينتظره عند النزول من القطار؟ لقطة لا تخرج إلا من مواطن مصرى أصيل ونحن فى انتظار مفاجآت الشعب المصرى و"ياما فى الجراب يا حاوى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة