فى اليوم العالمى للحيوان من المفترض أن نرصد كافة الأعمال الرحيمة بالحيوان التى تحدث كنوع من الاحتفال بإنسانيتنا فى مثل هذا اليوم، ولكن للأسف رصدنا ومازلنا نرصد مجموعة الجرائم التى ترتكب ضد الحيوانات فى مصر، وخاصة تلك الحيوانات الضالة التى فقدت سبيلها ولا تجد مأوى لنبقى نحن والظروف ضدها.
انتشرت فى الفترة الأخيرة استغاثات على الصفحات الخاصة بتربية الحيوان والرفق به على مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة بتسميم الكلاب الضالة بمدينة الرحاب، أو تجميعهم فى أماكن مغلقة وقتلهم بطريقة بشعة، الأمر الذى أثار الرأى العام وتناولته بعض البرامج التلفزيونية، ولكن كالعادة، تحدث كل هذه البروباجندة بدون جدوى وتعود وتتكرر هذه الجرائم بدون حساب.
وفى هذا التقرير نرصد ظاهرة العنف ضد الحيوان فى مصر مؤخراً ونوضح الأسباب والدوافع النفسية التى وراء ذلك.
مذبحة قطط نادى الجزيرة
مذبحة قطط نادى الجزيرة
لم تكن مذبحة كلاب الرحاب هى الأولى من نوعها إنما سبقتها مجموعة من المذابح التى تعرضت لها الحيوانات فى الشارع المصرى، فمنذ سنتين سمعنا عن قرار المسئولين بنادى الجزيرة باستخدام سم للتخلص من جميع القطط الموجودة بالنادى، والتى من وجهة نظرهم مزعجة لأعضائه.
وكما أعلن خلال الوسائل الإعلامية المختلفة عن أن السم المستخدم سم محرم دوليا، والأسوأ أن بعد المذبحة انتشرت صور لمجموعة من الأشخاص المجهولين يذبحون القطط ويسلخونها عن جلدها.
مذبحة كلب الأهرام
كلب الأهرام الشهير بماكس
هذه الواقعة هى الأشهر فى تاريخ تعذيب الحيوانات فى الشارع المصرى، فجميعنا نعرف قصة الكلب " ماكس" الذى تعرض للتعذيب ثم الذبح فى شارع بشارع الأهرام بحى شبرا، بسبب نزاع دار بين صاحبه وبين مجموعة من أفراد الشارع، فكان حق العرب بالنسبة لهم ورد اعتبارهم وكرامتهم " ذبح الكلب " أمام الجميع، فى ظاهرة هى الأكثر عنفاً.
واقعة كلاب الإسكندرية
واقعة كلاب الإسكندرية
انتشرت صور لمجموعة من الكلاب الملطخين بالدماء على مواقع التواصل الاجتماعى، وبعد التحرى والتحقيق فى الواقعة تفاجأ الناس أن القصة التى وراء هذه الحادثة لم تكن صدمة سيارة مثلا فى شارع رشدى بالإسكندرية، إنما رجل أخذ يضرب كلبة و6 جراوى على رأسهم بواسطة قطعة من الخشب المملوءة بالمسامير، دون أن يتدخل أحد فى الشارع لينقذهم.
طبيبة نفسية توضح الدوافع وراء العنف ضد الحيوان
قالت الدكتورة " شيماء عرفة" أخصائى الطب النفسى للأسف الكبت أحياناً والضعف يولد انفجار وتطرف داخل الإنسان، وللأسف لا يوجد تحليل أو تفسير لهذه الجرائم التى نسمع عنها كل يوم ضد الحيوانات إلا التأكيد على فكرة الاستقواء على من هم أضعف.
مضيفة ": فإذا نظرنا إلى حادث الكلب ماكس نجد أنهم قرروا أن يفدوا أنفسهم ويتجنبوا الدخول فى عراك مقابل قتل الكلب الأضعف والذى حول له ولا قوة".
أما بالنسبة لحادث كلاب الإسكندرية، فذلك الرجل الذى يسكن بحى شعبى نسى كل مشاكله ولم يجد أمامه سواء تلك الكلبة الولدة وجراويها على اعتبارهم مصدر إزعاجه الوحيد، مما دفعه للتخلص من مشكلته حتى وإن لم تكن مشكلته الحقيقية، لكن من وجهة نظره قرر يتخلص من أقل وأضعف مشاكله.
فى حين أن حادث قطط " نادى الجزيرة، يؤكد على نفس المعنى، فمجموعة من البلطجية قرروا أن ينتقموا من القطط بعد موتها ويذبحوها ويسلخوها فى مشهد هو الأسوأ، وكأنهم يخرجون الكبت الذى بداخلهم فى تلك القطط .
وأنهت " عرفه" حديثها مؤكدة على أن الكبت وتفريغ الطاقات السلبية هى الدوافع الحقيقية التى وراء استخدام العنف ضد الحيوان فى مصر.
سفيرة الرحمة بالحيوان تؤكد.. مازال القانون لا يأخذ مجراه تجاه جرائم الحيوان
قالت " عزة أيوب" سفيرة الرحمة بالحيوان فى مصر أن القانون للأسف مازال لا يأخذ مجراه تجاه الجرائم التى ترتكب ضد الحيوان، وأن هذه الجرائم البشعة يعاقب عليها القانون بقسوة فى مجموعة الخارجية لذلك لا توجد مثل هذه المشاهد العنيفة التى نتعرض لها يومياً.
وتضيف عزة": على الرغم من وجود المادة " 45" بقانونا التى تنص على تجريم قتل أى حيوان، لكنها من وجهة نظرى غير فعالة لأن لا يوجد ما ينص فى القانون على تجريم قتلة الحيوانات، خاصة غير المملوكة وغير النافعة كالمواشى وغيرها.
وأنهت " عزة" حديثها مطالبة الجهات المختصة بإعادة النظر فى القوانين التى تحرم الجريم ضد الحيوان وتعاقب مرتكبيها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة