فى أسبوع سيئ للرئيس دونالد ترامب، الذى يواجه حربا إعلامية شرسة عبر ما يعتقد أنه محاولات من الديمقراطيين لتقويض رئاسته. ومع الإعلان عن توجيه اتهامات لثلاثة من مساعدى ترامب السابقين، تتحول التحقيقات التى تبحث فى احتمالات وجود تواطؤ بين حملته وروسيا إلى مرحلة أكثر خطورة.
مدير حملة ترامب السابق أول المتهمين الرسميين فى القضية
وتركز اهتمام الصحف الأمريكية الصادرة اليوم، الثلاثاء، على توجيه اتهامات لمدير حملة دونالد ترامب السابق بول مانافورت فى قضية التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية العام الماضى. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الاتهامات التى وجهها المدعى الخاص روبرت مولر لم تشر إلى ترامب، لكنها كانت بمثابة ضربة سياسية قوية لرئيس ظل لأشهر مصرا على أن تحقيق مولر لم يكن أكثر من مجرد اضطهاد مبنى على معلومات كاذبة اخترعها الديمقراطيون والإعلام.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد فترة قصيرة من توجه مانافورت لمكتب الإف بى أى أمس، الاثنين، لمواجهة الاتهامات الجنائية، كتب الرئيس ترامب على تويتر يقول "لا يوجد تواطؤ".
الأزمات تحاصر ترامب بعد 9 أشهر من ولايته الرئاسية
لكن فى الوقت الذى كانت رسالته تصل إلى متابعيه بالملايين على تويتر، ظهرت أنباء تشير إلى توجيه اتهامات لمستشار شاب فى السياسة الخارجية أمضى أشهر محاولا ربط حملة ترامب بالروس الذين يعرضون معلومات مشوهة لكلينتون.
ورأت الصحيفة أن الاتهام الموجه لمانافورت يشير إلى أن أحد كبار رجال الرئيس على مدار جزء من العام الماضى كان عميلا يُدفع له من أجل تحقيق المصالح الأجنبية الموالية للروس. بينما أكدت الاتهامات الموجة لمستشار السياسة الخارجية جورج بابادوبولوس المحاولة الثانية المعروفة من قبل فريق ترامب للاستفادة من موسكو للحصول على معلومات مضرة بكلينتون، ذلك قبل اشهر من لقاء نجل ترامب بمحامية روسية لنفس السبب.
وكان المحقق الخاص فى قضية التدخل الروسى ، روبرت مولر، قد كشف أمس عن توجيه اتهامات ضد ثلاثة من مسئولى حملة ترامب السابقين، لتصبح هذه أول اتهامات جنائية تخرج من التحقيقات فى تأثير موسكو المحتمل على الشئون السياسية الأمريكية.
وأكدت صحيفة واشنطن بوست أن الاتهامات تمس كافة مستويات حملة ترامب، وتستكشف إمكانية مخالفات مالية شخصية للمتورطين إلى جانب ما يبدو أنه محاولات من جانب أحد مسئولى الحملة لترتيب اجتماع مع المسئولين الروس.
المحقق الخاص روبرت مولر
ومن بين المتهمين الثلاثة، مستشار السياسة الخارجية السابق لترامب، جورج بابادوبولس، الذى اعترف بتقديم بيان زائف لمحققى الإف بى أى الذين سألوا عن صلاته بالأجانب الذين لهم صلات روسية رفيعة المستوى. بينما تم اتهام بول مانافورت وشريكه التجارى ريك جيتس بالتآمر لغسيل الأموال، تقديم بيانات خاطئة واتهامات أخرى على صلة بعملهم فى تقديم المشورة لحزب سياسى موالى لروسيا فى أوكرانيا.
وذهبت واشنطن بوست إلى القول بأن التحقيق الذى بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالية العام الماضى لكنه تصاعد بشكل كبير مع تعيين مولر فى مايو الماضى، كان له تأثيره الكبير على إدارة ترامب، ووضع الرئيس مرارا فى موقف دفاعى مع تواتر الأنباء عن العمل الذى يقوم به فريق المدعى الخاص. ومع الكشف عن توجيه الاتهامات فى بداية أسبوع كان ترامب ليمضيه فى التركيز على خطة الجمهوريين للإصلاح الضريبى، فإن التكهنات أصبحت تدور حول من التالى الذى سيتم إسقاطه.
علاقة ترامب مع الروس لا تزال محل شكوك
ورصدت الصحيفة رد فعل الرئيس ترامب على توجيه الاتهامات لمساعديه السابقين، ونقلت عن مصادرها من داخل البيت الأبيض قولهم إن الرئيس هاجم الأخبار الأولية بحالة من السخط والاشمئزاز، وطلب محاميه مرارا وتكرارا، واستمع باهتمام للبث التلفزيونى للأخير، وشاهد مدير حملته السابق وهو يسلم نفسه للإف بى أى. ورغم أنه شعر بالإحباط من ربط الإعلام بينه وبين الاتهامات وتشويه رئاسته، إلا أنه هتف بأن التهم الموجهة لمانافورت ونائبه ريك جيتس كانت تركز بالأساس على أنشطة بدأت قبل الحملة.. وكتب ترامب على تويتر "لا يوجد تواطؤ".
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية إن مولر ألقى قذائف انفجرت فى وقت سىء على نحو خاص للرئيس ترامب. فقد أظهرت ثلاث استطلاعات رأى الأسبوع الماضى أن شعبية ترامب انخفضت إلى مستوى غير مسبوق منذ توليه الرئاسة. والسؤال الآن هو ما إذا كانت التطورات المتعلقة بتوجيه اتهامات لثلاثة من مساعدى الرئيس ستؤدى إلى مزيد من الانخفاض فى شعبيته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة