لا نستطيع أن ننكر ما تتعرض له السياحة فى مصر، منذ 2011 نظرا للظروف السياسية التى وقعت منذ ذلك الوقت، وحتما كانت نتيجة ذلك واضحة جدا على الاقتصاد المصرى بشكل عام، لكن الأثر الأكبر والفادح وقع على الأسر العاملة فى السياحة فى كل محافظات مصر تقريبا.
ومؤخرا نستطيع بسهولة أن نلاحظ الصحوة الجميلة التى تعيشها آثار مصر خاصة منطقة أهرامات الجيزة، فزيارة نجوم الفن والرياضة والسياسة لا تكاد تتوقف، وبالأمس القريب كان نجم منتخب هولندا ونادى برشلونة السابق باتريك كوليفرت يمر من هناك وقد توقفت مذهولا أمام جملة وصف بها إحساسه عندما دخل إلى الهرم الأكبر قال إنه «أصبح عاجزا على النطق بسبب جمال الحضارة الفرعونية».
تخيلوا كم تساوى جملة بهذا القدر من الجمال فى سوق الدعاية إلى مصر وجمالها وحضارتها، فى ظنى هى لا تقدر بثمن لكن بشرط توظيفها بشكل صحيح وسليم.
وكما قلنا فإن الأمور، نوعا ما، بدأت تمنحنا مؤشرات للتحسن، ما ينقصنا فقط هوالاستفادة من هذه المؤشرات، وأن نعيد تقديم أنفسنا للعالم من جديد، ولا نكتفى بأننا أهل تاريخ وأهل حضارة، فالسنوات الأخيرة غيرت أشياء كثيرة فى العالم، ومن ضمن هذه الأشياء التى تغيرت مفهوم السياحة.
المفهوم تغير بمعنى أن الشواطئ والأماكن الترفيهية والتسويقية صارت تحتل مكانة متقدمة فى عالم السياحة ربما تفوق الأماكن التاريخية والأثرية، والحمد لله أن مصر تملك ذلك النوع من السياحة أيضا، لكن يظل جوهر ما تقدمه هى السياحة التاريخية، لأنها تمتلك منها الكثير، ليس من باب العدد فقط، لكن أيضا من باب القيمة والتميز والجديد الذى يتم اكتشافه طوال الوقت، ولعلنا جميعا لاحظنا فى عام 2017 ما استطعنا أن نخرجه من كنوز من باطن الأرض، والذى لو أحسنا فن الدعاية لها لأصبحنا حديث العالم من جديد.
بالطبع هناك الكثير من الدول التى اتخذت موقفا سلبيا ضد مصر وسياحتها، دون وجه حق، بينما سعت دول أخرى للاستفادة من ذلك، أما المؤسسات لدينا فرغم أنها تسعى لإصلاح ذلك، لكنه ليس بالشكل الكافى الذى يجعلنا نمثل قوى ضغط على الدول المانعة لسائحيها، ولا أعرف فى الحقيقية لماذا لا نقدر على أن نؤثر فى هذه الدول، وكيف تسمح دبلوماسيتنا للبعض بالصيد فى الماء العكر، وإيذائنا بهذا الشكل الصعب، والتأثير بالسلب على واحد من أهم شرايين الدخل والتى لا غنى عنها.
المعركة كبيرة، وتحتاج حشدا كبيرا فى المقابل على جميع النواحى، ونحن نملك مادة تصلح للعمل عليها، والاستفادة منها، وليس أمامنا سوى أن نساعد أنفسنا، وعلينا أن نقول لأنفسنا لا تزال الطرق ميسرة، فقط علينا أن ندرك الوسائل الحديثة التى صارت تقدمها الدعاية، وأن ندرك جيدا أن التغنى بالماضى فقط لا يكفى ففى كل يوم تولد أجيال جديدة لا تجيد قراءة التاريخ، لكنها تؤمن بالواقع والمعاصرة.. فنفعل ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة