تحاول دولة إسرائيل عبر حسابتها على السوشيال ميديا، فى الكثير من المناسبات، بث السم فى العسل وسرد الأكاذيب التى تهدف إلى تشويه التاريخ ومحاولات جذب من هم قليلو الخبرة والثقافة، بهدف التقرب إلى الشباب العربى والتطبيع، ففى كل فترة عادة ما تفاجئنا بتقارير إخبارية عن مشاهيرعالم الفن والثقافة المصريين وذكر العديد من الاتهامات والأكاذيب وتشويه تاريخهم فى محاولة للتقرب والتى عادة ما تبوء فى كل مرة بالفشل.
إسرائيل تواصل تلفيق التاريخ وتحاول استغلال طه حسين فى التطبيع
وآخر ما نشرته دولة إسرائيل عبر صفحتها إسرائيل تتكلم بالعربية، التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، فى محاولتها تشويه التاريخ أو بمعنى أصح تلفيقه، هو ادعائها زيارة طه حسين إلى الجامعة العبرية، ولم تفرق الصفحة بين دعمه لليهود وإقامة دولة إسرائيل، والذى يأتى بمثابة خلط السم بالعسل، حيث سبق وأن دافع طه حسين عن القدس من خلال العديد من المقالات والتى منها مقال فى مجلة كوكب الشرق ويحمل أسم "فلسطين" وذلك بعد تظاهرة للشباب الفلسطينى عام 1933 والتى استشهد فيها 12 فلسطينياً.
وكتبت صفحة إسرائيل تتكلم بالعربية، قائلة: "هل تعلم أن طه حسين زار الجامعة العبرية؟ فى الذكرى الـ44 لرحيلة.. خاض الدكتور طه حسين وطوال مسيرته التنويرية معارك على كل الجبهات جراء أفكاره الجريئة والفكر المتحرر بعيدا عن تسييس العلوم، وهو ما جعله عميدا للفكر العربى المتحرر الليبرالى بلا منازع".
وسردت الصفحة أقوال منسوبة إلى عميد الأدب العربى طه حسين، مشيرة على حد زعمها أنه لم يتورع عن قول الحقيقة حيث قال فى تصريح منسوب له: "إن اليهود العرب تم التنكيل والإساءة اليهم فى الكثير من الحوادث ومجريات التاريخ العربى رغم أنهم أبرياء".
ويحاول الصهاينة استغلال أفكار طه حسين فى التطبيع منذ سنوات، لدرجة أنه صدر لمواجهتهم كتاب كامل بعنوان "طه حسين والصهيونية"، لحلمى النمنم الذى دافع عن طه حسين ووصفه بأنه كان داعما للسلام والتعايش، وأنه لم يجامل اليهود أو الإسرائيليين على الإطلاق كما يزعم البعض، مشيرا إلى أنه طالب فى مختلف مواقفه السياسية بإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية الإسرائيلية محملا الغرب مسؤولية ما جرى بها من تطورات سلبية.
ويدافع الكتاب عن عميد الأدب العربى طه حسين ضد الاتهامات التى نالته بأنه لم يولى قضية فلسطين اهتمامه، ولم يدن الممارسات الصهيونية فيها.
يتكون كتاب النمنم من بابين، حرص النمنم فى الباب الأول على تقديم صورة لحياة طه حسين وحياته وفكره، والمعارك التى خاضها، ثم يقدم فى الباب الثانى الذى حمل عنوان "الصهيونية وفلسطين عند طه حسين" دلائل اهتمام عميد الأدب العربى بهذه القضية، فيؤكد النمنم على أن أرشيف طه حسين يكذب الادعاءات التى اتهمته بعدم الالتفات إلى القضية الفلسطينية، حيث نشر وكتب كثيرا عن قضية فلسطين، ونشرت كوكب الشرق، فى أكتوبر 1932 مقالا لطه حسين حمل عنوان "فلسطين" ويؤكد النمنم على أن طه حسين فرق بين اليهودى والصهيونى، وأعلن موقفه صراحة من مسألة فلسطين فى حوار له مع سامح كريم فى مجلة الإذاعة والتليفزيون حيث ينقل لنا النمنم تصريح طه حسين الذى قال فيه: لا توجد حضارة لإسرائيل حتى نواجهها وبالتالى لا توجد لها حضارة تصارعنا، وإنما يوجد استخدام واستغلال من جماعة اليهود الوافدين من الغرب المستغلين لحضارة هذا الغرب".
طه حسين
كوكب الشرق أم كلثوم
حاولت أيضا صفحة إسرائيل فى مصر فى السطو على الثقافة والتراث الفنى المصرى، واستهدفت أم كلثوم التى يزيد عمرها على عمر إسرائيل بنصف القرن تقريبا، ورغم أن "تل أبيب" استباحت أفلام وأغنيات وحفلات كوكب الشرق طوال السنوات الماضية، فإنها لم تكتف بهذا، وتواصل السطو على منجز أم كلثوم وتاريخها بكل الصور، وبطريقة تشى وكأنها اقتنعت من طول هذا السطو، أو أقنعت نفسها زورا، بأنها تنتمى فعلا لهذه الثقافة أو أن "أم كلثوم" تخصها، إلى حد إقدام القناة الأولى الإسرائيلية مؤخرا على إنتاج فيلم وثائقى عن حياة كوكب الشرق أم كلثوم، استعرضت فيه كل تاريخها فى السياسة، ومدة علاقتها بالملك فاروق ومن بعده الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وذكر الفيلم الوثائقى كلمة "إسرائيل" أكثر من مرة، فى محاولة ربط نفسها بشكل متعسف بهذه المرحلة التاريخية وشخصية أم كلثوم والثقافة المصرية، وفتح باب التطبيع الثقافى من هذه الزاوية، والإيهام بأن الروابط الشعبية مع الفنانين قوية وعابرة على القضايا السياسية والوجود الطارئ.
ونشر حساب إسرائيل بالعربية، عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، الفيلم التسجيلى الذى أنتجه التليفزيون الإسرائيلى تحت عنوان "بعيون إسرائيلية: كوكب الشرق أم كلثوم فى شريط وثائقى قصير من إنتاج القناة الأولى بالعربية.. مكان".
إسرائيل تسطو على التراث الشعبى العربى وتبيع "الفلافل" بجامعة بكين
لم تتوقف سرقة التراث إلى ذلك الحد بل وصل إلى إلى سرقة التراث الشعبى للمأكولات المصرية والتسويق بها فى العديد من البلدان، وكانت قد استغلت إسرائيل جناحها فى المهرجان الدولى بمعرض جامعة اللغات ببكين لتعرف العالم بالمطبخ الإسرائيلى حيث عرضت المأكولات للبيع لزوار المعرض وكانت الفلافل "الطعمية" على صدر الأطعمة المقدمة، حيث يتم بيع الشطيرة بنحو 5 دولارات، بالرغم من أن الفلافل معروف عنها أنها أكلة عربية، وليست إسرائيلية، ولكن القائمون على الجناح الإسرائيلى استغلوا الموقف لعرض الفلافل على أنها من المأكولات الرسمية فى إسرائيل.
جامعة بكين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة