من الانقسام إلى المصالحة..كيف نجحت الدولة المصرية فى توحيد صفوف فتح وحماس؟..مصر نجحت فى حماية قضية فلسطين من عبث الإقليم..اتفاق القاهرة 2011 الأساس وحل اللجنة الإدارية نقطة تحول وتوجه الحكومة لغزة النجاح الأبرز

الثلاثاء، 03 أكتوبر 2017 04:36 م
من الانقسام إلى المصالحة..كيف نجحت الدولة المصرية فى توحيد صفوف فتح وحماس؟..مصر نجحت فى حماية قضية فلسطين من عبث الإقليم..اتفاق القاهرة 2011 الأساس وحل اللجنة الإدارية نقطة تحول وتوجه الحكومة لغزة النجاح الأبرز الرئيس السيسى وأبو مازن وإسماعيل هنية
تحليل يكتبه – أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تسبب الانقسام الفلسطينى والاقتتال بين حركتى فتح وحماس فى غزة عقب الانقلاب الذى قادته الأخيرة عام 2007 فى شق صف الفلسطينيين وتشتيت أى جهود تسعى لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود يونيو 1967 م، واشتعلت الحرب الإعلامية بين الفصيلين الفلسطينيين وهو ما تسبب فى اتساع الهوة وانعدام الثقة بين أبناء الوطن الواحد.

 

وتعد مصر الراعى التاريخى للمصالحة الفلسطينية خلال السنوات الماضية على الرغم من محاولات بعض الأطراف الإقليمية العبث بقضية فلسطين وإقحامها فى "لعبة المحاور"، إلا أن مصر وقفت بالمرصاد لتلك المحاولات الشيطانية التى سعت لتصفية قضية فلسطين وفصل قطاع غزة عن الجسد الفلسطينى ، ولعبت دورا كبيرا لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الفلسطينيين وقيادتى حركة فتح وحماس.

 

وعقب الانقسام الفلسطينى الذى وقع عام 2007 أججت عدد من الأطراف الإقليمية الوضع فى غزة، ما أدى لدخول القطاع فى حرب مع إسرائيل عام 2008 أدت لتدمير البنية التحتية لغزة، بدأت القاهرة تدرك خطورة إقحام غزة فى حروب تدمر القطاع وبنيته وتدفع به نحو الهاوية، وهو ما دفع القاهرة لتكثيف تواصلها مع حماس وفتح وتنظيم سلسلة من اللقاء فى الفترة من 2008 : 2011 وهى الجهود التى تكللت بتوقيع حركتى فتح وحماس اتفاق القاهرة فى مايو 2011 وهو الاتفاق الوحيد الموقع بين الحركتين.

 

ومع إدراك حركة حماس للتغيرات الإقليمية والدولية عقب تصنيف جماعة الإخوان "جماعة إرهابية" بدأت الحركة فى تغيير استراتيجيتها بإعلان فك ارتباطها بالجامعة والتخلى عن أيديولوجية الإخوان، والتى كانت سببا رئيسيا فى استمرار الانقسام لعدم وجود أرضية مشتركة بين حركتى فتح وحماس، حاولت القاهرة خلال الفترة من 2011 : 2014 دفع كافة الأطراف الفلسطينية لتشكيل حكومة وحدة وطنية وهو ما نجحت به الأطراف وعقدت الحكومة أولى اجتماعتها فى غزة عام 2014، ما دفع حكومة الإحتلال الإسرائيلى لتجميد التفاوض مع الجانب الفلسطينى بذريعة مشاركة حماس ب"حكومة الوفاق".

 

لم تيأس الأطراف الإقليمية والدولية وتدخلت بشكل كبير فى غزة حتى أفسدت فرحة الفلسطينيين بتشكيل الحكومة، ما أدى لانسحاب حكومة "رامى الحمد الله" من غزة وعقد جلسات الحكومة فى رام الله لمدة 3 سنوات فى ظل معاناة أهالى قطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلى والأزمة المالية الخانقة التى تعانى منها حماس.

 

ومع إطلاق الرئيس السيسى مبادرته لتوحيد صفوف الفلسطينيين وحثه الطرف الإسرائيلى على الدخول فى مفاوضات لإيجاد حل سلمى للأزمة، تحركت الدولة المصرية على كافة المستويات لتوحيد الصف الفلسطينى وإنهاء الانقسام الداخلى بين حركتى وحماس، وتشجيع الأطراف المتنازعة على إبرام مصالحة شاملة وتوحيد جهود الحركة الوطنية الوطنية، واستقبلت القاهرة، خلال الأسابيع الأخيرة وفد من حركة فتح لبحث سبل إتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية.

 

وضم وفد حركة فتح كلا من عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ورئيس كتلتها البرلمانية، وحسين الشيخ، وزير الشئون المدنية بالسلطة الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وروحى فتوح، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومفوض العلاقات الدولية بالحركة.

 

جاء وصول حركة فتح بالتزامن مع وجود قيادة حماس التى أكدت استعداده لعقد جلسات حوار مع حركة فتح فى القاهرة فورا لإبرام اتفاق وتحديد آليات تنفيذه، مع التأكيد على استعداد حماس لحل اللجنة الإدارية فورا وتمكين حكومة الوفاق الوطنى من ممارسة مهامها وإجراء الانتخابات على أن يعقب ذلك عقد مؤتمر موسع للفصائل الفلسطينية بالقاهرة بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى مسئولياتها تجاه الشعب الفلسطينى بالضفة والقطاع والقدس.

 

ومع إعلان حركة حماس حل اللجنة الإدارية فى غزة وقبولها بالمبادرة المصرية لتوحيد صفوف الفلسطينيين، بدأت حركة فتح تتلمس وجود جدية من قيادة حماس لتوحيد الصف الفلسطينى وتشكيل حكومة وحدة وطنية بين الجانبين، وهو التحرك الذى دفعت الدولة المصرية حماس لتفعيله بالسماح لحكومة الوفاق الفلسطينية بتسلم مقاليد الحكم فى غزة، والبدء فى تولى مسئولياتها تجاه القطاع ،فيما أكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن أنه بالرغم من الانقسام الذى وقع فى غزة عام 2007 فاقم معاناة الشعب الفلسطينى، موضحا أن السلطة قدمت كافة أشكال الدعم لأهالى القطاع الذين يعانون من الحصار الإسرائيلى الظالم منذ ذلك الحين.

 

وأوضح أبو مازن خلال كلمة له بالأمم المتحدة تأكيد بلاده مرارا وتكرارا بأن لا أحد أحرص من القيادة الفلسطينية على الشعب فى قطاع غزة، مشددا على أنه لا دولة فلسطينية فى غزة، ولا دولة فلسطينية دون قطاع غزة.

 

وأعرب الرئيس الفلسطينى عن ارتياحه مكن الاتفاق الذى تم التوصل إليه فى القاهرة بجهود مصرية لإلغاء ما قامت به حركة حماس من إجراءات أعقبت هذا الانقسام، بما فى ذلك الحكومة التى شكلتها، والالتزام بتمكين حكومة الوفاق الوطنى من ممارسة صلاحياتها كاملة فى القطاع وإجراء انتخابات عامة، كاشفا عن توجه حكومة التوافق إلى قطاع غزة نهاية الأسبوع المقبل لممارسة مهامها.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة