أبكانى طفل غزاوى يقبل صورة الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم وصول حكومة الوفاق الفلسطينية الى القطاع، يقينا الطفل لا يعى معنى القبلة ولكنه عبر بعفوية عن معنى الفرحة التى ارتسمت على وجه أسرته بعد سنوات من الحزن والغبن والمعاناة والعيشة الضنك، قبلة الطفل تلخص الفارق بين إخلاص مصر للقضية الفلسطينية وبين من يتآمرون عليها، لعن الله الفرقة ومن حرض عليها ومن دعمها ومن مولها، لم تقبل مصر الفرقة الفلسطينية ولم تسعد بها، فلسطين وان جار بعض أهلها على مصر أو أجرموا فى حقها فهى فى القلب المصرى لا تغادره وأهلها في رعايتنا، دول فى المنطقة سعدت بالتشرذم الفلسطينى ودعمته بالأموال والسلاح والمؤامرات وسدت كل الطرق المؤدية لإنهائه كى تظل مسيطرة تنفذ مخططها التخريبى فى جسد الأمة، لكن مصر ألمها طويلا ذلك الخلاف والانقسام فلم تصمت بل قاتلت من أجل إنهائه، كانت حماس تفتح انفاقها للإرهاب كى يتسلل إلى مصر وينفذ عملياته القذرة بينما القاهرة تفتح أبوابها للفصائل الفلسطينية كى يجسروا الهوة بينهم ويتحاوروا من أجل إنهاء صراعاتهم، كان يمكننا أن نرد الصاع صاعين لمن ساند الإرهاب لكن مصر الكبيرة لا تسقط فى الصغائر، لا تلعب فى الظلام ولا تأوي إلى الخراب كغربان الإخوان أو قطر وتركيا، مصر تعرف مسئوليتها ورئيسها يعرف معنى الأمن القومى العربى الذى لن تفيده فرقة ولن ينفعه انقسام ولن تحميه خلافات، مصر تتمنى لو تجمعت كلمة العرب ولفظوا من بينهم المأجورين والخونة لتكون لهم قوة وبأس، كثيرا ما نادت مصر بهذا وعبرت عن أملها لكن ليس كل ما تتمناه مصر للأمة تدركه طالما كان بيننا من خرجوا عن الإجماع وباعوا أنفسهم للأعداء.
مصر تحركت بين الفصائل برؤية تحكمها مصلحة الفلسطينين كى تلم الشمل الضائع، ورجال المخابرات كانوا كاللاعبون المهرة فى ملعب كله ألغام، طهروا الأرض من خبث المؤامرات ومهدوا الطريق لمصالحة تاريخية ستذكرها كتب السياسة يوما كإنجاز لكنها ستقف كثيرا أمام كلمة السر فى تحقيقه، ولن تعرفها لانها المهارة والقدرة المصرية الخاصة.
حسنا اختار الفسطينيون طريق الوفاق عبر حكومة وطنية برعاية مصرية، لو أخلصوا النوايا حتى النهاية ستعود دولتهم التى يحلمون بها منذ عقود دون جدوى، ومن أجلها لا تتوقف القاهرة عن الحركة غربا وشرقا ويضع السيسى العالم كله امام مسئوليته من أجل إنقاذ الشعب الفلسطينى.
ولعل الرسالة وصلت إلى أصحابها، ومطلوب الأن من الفلسطينيين أن يحافظوا على وحدتهم وان يعلموا على إنجاز بنود المصالحة سريعا، حكومة الوفاق تحتاج الى مرونة من الجميع وتغاضى عن أى خلافات، الحوار الهادئ هو من سيضمن استمرار الوحدة، ومصر لن تغلق بابها أمام أى حوار بين الأشقاء، قريبا ستستقبل القاهرة وفودا من كل الفصائل ليتحاوروا حول سبل إكمال الطريق ويقينا سيصلون الى نهايته بسلام شريطة ألا يستسلموا للمخربين وهم كثر من حولهم، مصير الدولة الفلسطينية الآن بين ايدى أبنائها ومستقبل الشعب كله معلق فى رقبة قادة تلك الفصائل ولهم الخيار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة