في تمام الساعة الواحدة والنصف من صباح يوم الأحد الماضي، اشتعلت النيران فى الطابق الثاني من مصحة "الحياة لعلاج الإدمان" المكونة من 3 طوابق، وخلال دقائق معدودة امتدت لتشمل باقي أجزاء المكان.
اثار الحريق
استيقظ النزلاء وسادت حالة من الرعب بينهم، الجميع يحاول النجاة بنفسه، من ذلك المشهد المرعب، يتجهون مسرعين نحو الباب للخروج، وتسبب التدافع بينهم والنيران المشتعلة في إصابة عدد من المرضى باختناقات وكدمات، وتمكنوا بمساعدة الأهالى من الخروج، ولكن خلفت الحادثة ورائها العديد من الضحايا فقد أصيب 4 من نزلاء الدار بإصابات بالغة الخطورة تنوعت ما بين حروق وكدمات، وتوفي شخص آخر جراء إصابته بحروق من الدرجة الثالثة.
محرر اليوم السابع مع أحد الشهود
انتقل "اليوم السابع" إلي موقع مصحة "الحياة" لعلاج الإدمان، والمتواجدة بالحي المتميز بمدينة 6 أكتوبر، وفور وصولنا تبين لنا أن المركز عبارة عن فيلا عليها لافتة "فيلا الدكتور أحمد السباعي" متواجدة بمحيط سكني، تتكون من 3 طوابق، اتخذها أصحابها مركزاً لعلاج الإدمان، فور وصولنا تقابلنا هناك مع عدد من سكان الحي شهود العيان حول الواقعة.
"النيران اشتعلت فى كل مكان أصوات الصراخ والاستغاثة لم تتوقف، قمنا مذعورين علي تلك الفاجعة"، هكذا يبدأ المستشار علي القاضى، أحد سكان العقارات المجاورة لمصحة الإدمان حديثه لـ"اليوم السابع"، متابعاً، أنه يوم الواقعة فوجئوا باشتعال النيران فى المصحة، وأنهم حاولوا التدخل لنجدة النزلاء، خاصة وأن المكان محاط بسياج حديدي، لمنعهم من الهرب، كسرنا أبواب الفيلا وتمكنا من فتحها وإخراج المرضى من نزلاء المصحة، البعض منهم كان فى حالة صحية سيئة وتم نقلهم إلى المستشفيات عن طريق سيارات الإسعاف.
تهشم الباب الحديدي
ويتابع "القاضى" حديثه قائلاًَ: السكان تمكنوا من السيطرة علي الحريق باستخدام عدد من خراطيم المياه، حتى وصلت سيارات الإطفاء وساهمت بشكل فعال فى السيطرة على النيران، وأنهم أغلقوا الكهرباء وخطوط الغاز حتى لا تحدث كارثة أكبر، ملقياً المسئولية علي مالك"الفيلا"، باعتباره المسئول عن تأجير فيلاته لاستعمالها بنشاط غير مصرح له، ولا يوجد تراخيص عمل طبية له، ولا يخضع لإشراف الوزارة المختصة.
مصحة علاج الأدمان
ويؤكد "القاضى"، أنهم تواصلوا مع رئيس جهاز المدينة أكثر من مرة من أجل تقنين وضع تلك المصحة، وترخيصها إذا استوفت الشروط، أو الغاء نشاطها بالكامل، نظراً لعدم أهليته، وعدم صلاحية المكان المتواجدة فيها _محيط سكني_ للعمل كنشاط طبي، خاصة فى ظل وجود مرضى مدمنين يعالجون بالداخل، وقد يمثلون خطراً عل السكان.
محرر اليوم السابع وأحد الشهود
"دائماً ما نسمع أصوات صراخ وضرب مستمر، مصدره المصحة، الأمر بات غريباً ويحتاج لمراقبة"، هكذا يقول "محمد.ع" موظف بشركة عقارات، وأحد السكان المقيمين بالقرب من المصحة، متابعاً حديثه، أنهم دائماً ما يسمعون صوت صراخ وضرب صادر من مصحة علاج الإدمان، مؤكداً أن عدد نزلاء الدار يبلغ نحو من 30 إلي 40 فرداً، ويرافقهم ما يقرب من 9 "بودي جاردات" لحراستهم ومنعهم من الخروج أو الهرب، وإذا ما خرجوا لقضاء بعد حاجتهم يرافقهم أحد الحراس الخاصين.
محرر اليوم السابع يرصد روايات الشهود
ويتابع "ع" في حديثه لـ"اليوم السابع"، أن الفيلا التى تم تحويلها لمصحة علاج إدمان، مملوكة لدكتور بجامعة القاهرة، ومقيم فى قطر، وأنه أجرها لأصحاب مصحة علاج الإدمان بمبلغ مالي قدره 15 ألف جنيهاً شهرياً، ولم يلتفت لخطورة تلك المصحة علي حياة السكان المجاورين، ولم يهتم بمطالبهم بإلغاء التعاقد مع المصحة، حيث أن المكان غير ملائم لأن يكون منشأة طبية وسط مجمع سكني.
مدخل المصحة
عم "سنوسى" أحد حراس العقارت، بالمنطقة وأحد شهود العيان حول الواقعة، يقول، أنه يوم الحادث حينما شاهد النيران ترتفع فى السماء بكثافة، هرول على الفور وأحضر خرطوم واستخدمه فى إطفاء النيران، موجهاً اللوم لأصحاب المصحة والقائمين عليها، مؤكداً أنهم رفضوا فتح الأبواب علي الرغم من اشتعال النيران، لخوفهم من هروب المرضي، مما اضطره بمساعدة الأهالى إلي كسر الباب.
ويتابع "سنوسي": المرضى الذين يتلقون العلاج فى المصحة تتراوح أعمارهم ما بين الـ18 و 25 من عمرهم، وبعضهم يحمل جنسيات دول عربية، مؤكداً أنهم يشاهدون بعض من أقارب وأسر النزلاء الذين يأتون لزيارتهم من وقت لآخر، البعض منهم ميسور الحال كما اتضح من السيارات الفارهة التى يستقلونها، والبعض الأخر حالته المادية متوسطة، والبعض الأخر فقراء، حيث أنهم يأتون لزيارة ذوييهم مستقلين "توك توك".
واجهة المصحة بعد الحريق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة