العالم كله وليس فقط منطقة الشرق الأوسط يعانى من انتشار العدوى، خاصة داخل المؤسسات الصحية، والتى قد تنتقل من الفريق الطبى نفسه الذى يحاول علاج المريض ليكون سببا فى نقل العدوى إن لم يلتزم ببرامج وإلزامات مكافحة العدوى، وحتى الإمكانيات الطبية من أجهزة وأدوات جراجية قد تنقل الأمراض.. هذا ما أكده الدكتور باسم زايد، ممثل المكتب الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية عن منطقة الشرق الأوسط، الذى تحدث معنا فى حوار لـ"اليوم السابع" عما تواجهه المنطقة من تحديات ومشكلات ومواجهات حقيقية لحل الأزمة الصحية فيما يخص الأوبئة وانتشارها.
فى البداية.. ما هى الموضوعات الأكثر جدلا ومحور أهمية فى الشرق الأوسط؟
تقدم منظمة الصحة العالمية الدعم الفنى والتقنى للدول الأعضاء، وهم 22 دولة فى منطقة الشرق الأوسط، وتقدم الدعم فى كل ما يخص الرعاية الصحية وعلى رأس هذه الموضوعات مكافحة العدوى والحد من انتشار الأوبئة، ومؤخرا أجرى الاجتماع الإقليمى لوزراء الصحة للدول الأعضاء ونتج عنه قرار إقليمى وافقت عليه كل الدول لوضع خطة وطنية لكل دولة من أجل مجابهة ومواجهة الميكروبات وتعزيز ودعم برامج مكافحة العدوى.
هل توجد إحصائيات عن انتشار العدوى فى الشرق الأوسط؟
فى منظمة الصحة العالمية لا يوجد لدينا إحصائيات دقيقة عن الدول فيما يخص انتشار العدوى والأوبئة، ولكننا ندق ناقوس الخطر على المستوى العالمى ليس فقط فى مصر، لملاحظة سرعة انتشار أنواع من الميكروبات لديها مقاومة عالية حتى للمضادات الحيوية، وذلك يرجع لسوء استخدام الأدوية وضعف برامج مكافحة العدوى فى بعض المؤسسات الصحية ومنذ زمن نناشد الجميع للقضاء على هذه الأزمة.
وما أسباب انتشار العدوى والأوبئة فى منطقة الشرق الأوسط؟
العالم أصبح قرية صغيرة والأمراض والأوبئة تنتشر من مكان لآخر لسهولة الحركة والسفر والتجارة والتنقل للأشخاص والأشياء، مما سهل انتشار العدوى والميكروبات ومصر لوجودها فى قلب كل ذلك فالأمراض تصل لها لأى مكان.
ممثل منظمة الصحة العالمية
كيف تقدم منظمة الصحة العالمية المساعدة؟
تكون المساعدة من خلال فعاليات التوعية ودعم برامج رصد الميكروبات والتقنيات الحديثة التى تساعد فى مكافحة العدوى والمقاومة للميكروبات الموجودة.
وخلال اجتماع أكتوبر الماضى كان تتويج لهذا العمل، ووضع خطط قابلة للتنفيذ مع مساعد الدول فى التصدى، خاصة أننا فى منطقة الشرق الأوسط نعانى من عدم توفر معلومات دقيقة للأسف عن مستويات انتشار العدوى وقلة البيانات المتوفرة عن مقاومة الميكروبات.
كيف تكون العدوى داخل المؤسسات الصحية؟
نعلم أن طرق الرعاية الصحية تطورت مع الزمن، وذلك له جانب إيجابى ينقذ عددا كبيرا من الأرواح، لكن فى الجانب الآخر، الأشخاص خاصة ممن يعانون من أمراض مزمنة يكون لديهم مناعة أقل ويكونون أكثر عرضة للعدوى وخاصة مع وجود وسائل رعاية حاليا أكثر نفاذا لجسم الإنسان، مثل العمليات الجراحية المتقدمة بأنواعها وكل ذلك يعرض المريض للعدوى، والتى تنتشر داخل المؤسسة الصحية، ويستكمل خطورة كل ذلك سوء استخدام المضادات الحيوية لأنها تجعل الميكروبات التى تنتقل عبر العدوى أقوى وأكثر مقاومة للعلاج.
ولأى حد ارتفعت مستويات المقاومة للمضادات الحيوية؟
مؤخرا رد فعل الميكروبات الطبيعى فى مقاومة المضادات الحيوية أصبح أكثر سرعة وانتشارا ومقاومة لدرجة أنه عالميا فقدت العديد من المضادات الحيوية فعاليتها، بسبب الميكروبات الجديدة التى تقاوم بشدة المضادات الحيوية فما عادت تؤثر فيها مثل ذى قبل.
وكيف ستتصدى منظمة الصحة العالمية لهذه المشكلة؟
سنواجهها من خلال برامج دعم الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية سواء من خلال الوصفات الطبية والالتزام بالمعايير الاكلينيكية أو عن طريق من يصرف هذه الأدوية، والذى يجب أن يكون أكثر خبرة وتعامل جيد مع المريض، ومن جانب المريض نفسه حيث يجب توعيته بعدم التوجه لشراء المضادات الحيوية عند مواجهة أى مشكلات صحية أمامه، خاصة أنه يحدث كثيرا فى مصر شراء المضادات الحيوية لنزلات البرد وهى لا تستخدم عليها فى أكثر الحالات بسبب أنها ناتجة عن فيروسات وهى لا تتعامل إلا مع البكتيريا.
وما هى الخطوات المقبلة لمنظمة الصحة العالمية؟
نعمل على زيادة الوعى خاصة بين أفراد الأسرة بمراحلهم المختلفة لأهمية استخدام المضادات الحيوية عند الحاجة فقط، حيث إنه فى خطوتنا المقبلة ننظم فعاليات بمقر المكتب الإقليمى بالمنظمة لأسبوع تثقيفى دولى فى شهر نوفمبر المقبل عن الميكروبات ومقاومتها وخطورة ذلك على حياة الإنسان والوضع الصحى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة