فى فضيحة جديدة لتنظيم الحمدين، وإمارة قطر ـ الراعى الأول للإرهاب فى الشرق الأوسط ـ حذر مؤتمر "معا من أجل مناهضة الإرهاب"، والذى اختتم أعماله أمس من تبريرات الإمارة الواهية لعلاقتها بالتنظيمات المتطرفة، مؤكداً فى توصياته أن الدوحة تلعب دور مزدوج ومشبوه لتنفيذ مخطط تفتيت دول المنطقة.
وبعد ما يقرب من 5 أشهر على المقاطعة العربية التى تقودها مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، أجمع المشاركون فى مؤتمر باريس على أن نظام تميم بن حمد طالما برر علاقته بالكيانات المتطرفة، لتقديم نفسه أمام الدول الغربية فى صورة "الوسيط" الذى يستطيع تحرير الرهائن من مختلف الجنسيات من قبضة تلك التنظيمات عبر تقديم "الفدية".
وجاء المؤتمر الذى ضم العديد من الخبراء والشخصيات العامة الفرنسية، ليفضح ممارسات تنظيم الحمدين فى قطر حيال دول الجوار، وبعدما رفعت عدة مراكز أبحاث دولية توصياتها ضد ما تقوم به الدوحة من تمويل ودعم للإرهاب، ليس فقط فى منطقة الشرق الأوسط، بل فى بقية أرجاء العالم.
وسجل المشاركون أسفهم حول ما آلت إليه الجاليات الإسلامية عبر أنحاء العالم، وطالبوا تلك الجاليات كأفراد وجماعات، بأن تتصدى بشكل منظم لكل مظاهر العنف والسلوك المهين فى أوساطها، والتبرؤ من دعاوى الغلو والتطرف، سواء كان سياسياً أم دينياً.
وأوصى المشاركون فى "إعلان باريس" بضرورة الاستلهام من منهجية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" فى الوقاية من الحروب، واستئصال ظاهرة العنف والإرهاب من الأذهان بوساطة البرامج التربوية المناسبة، والدعوة الدينية الوسطية، وأن تكون وسائل الإعلام أكثر استقلالية ومهنية.
كما أوصى المشاركون بحسب ما نشرته عدد من الصحف الخليجية بضرورة تفعيل مبدأ عالمى بتوفير الحماية والملجأ لضحايا الإرهاب، وإعادة النظر فى المعاهدات الدولية لحماية اللاجئين لسنة 1951، التى تكفل اللجوء لمن هو مضطهد من حكومته، وتغفل اللجوء لمن هو مضطهد من طرف كيانات إرهابية.
ويرى المشاركون بحسب "إعلان باريس" أن كل الأديان ترمى لتلطيف السلوك البشرى لا لتعنيفه، وعليه طالب المشاركون الدول بوضع تشريعات رادعة لكل من يستغل الدين لزرع الفتنة والترويج لها، والدعوة إلى العنف وزهق الأرواح، وهو ما جاء فى انطلاق المؤتمر بتوجيه هذا الاتهام للإخوانى المدرج على قائمة الإرهاب يوسف القرضاوى.
وعقد المؤتمر فى العاصمة الفرنسية باريس، بهدف تحذير المجتمع الدولى والعالم من خطورة دعم تنظيم الحمدين القطرى للإرهاب فى العالم، وتمويله عبر جماعات متطرفة، وعلى رأسها تنظيم جماعة الإخوان الإرهابى، بمشاركة سياسيين وأمنيين وإعلاميين فرنسيين وأوروبيين وعرب.
ويعد المؤتمر، الذى نظمه منتدى باريس للسلام والتنمية، بالتعاون مع الوكالة الدولية للصحافة والدراسات الاستراتيجية، أكبر تجمع للمتخصصين فى مواجهة ظاهرة الإرهاب.
ووضع المؤتمر تمويل الإرهاب بالدرجة الأولى فى صدارة أعماله، كما فضح الدول الداعمة للإرهاب، وعلى رأسها قطر ونظامها الحاكم، وسلط الضوء على الدور الهدّام الذى لعبته الدوحة لنشر الخراب فى الدول العربية خلال السنوات الأخيرة، ومحاولة إحلال الميليشيات الإرهابية بدلاً من المؤسسات النظامية.
وتوقف المشاركون بالتفصيل عند محور متخصص بدعم قطر للإرهاب بعنوان: "قطر وتهديد العالم بدعم الإرهاب"، وقدم المناقشة الصحفى الإيرانى المعارض أفشين ألافى، بمداخلة المدير السابق لوحدة مراقبة الحدود بالداخلية الفرنسية إيف بونيه، ورئيس المنظمة الفرنسية لحقوق الإنسان جون ماهر.
كما تطرق هذا المحور إلى بحث السبل القانونية الدولية لمحاسبة قطر عن تمويلها ودعمها للمتطرفين والجماعات الإرهابية.
من جانبه، أكد رئيس منتدى باريس الدولى للسلام، جمال العواضى، أن هدف مؤتمر معاً من أجل مناهضة الإرهاب والجريمة المنظمة ، هو تحريك المجتمع الدولي لتوقف قطر دعمها الجماعات الإرهابية بحجة الفدية، وتجريم فتاوى يوسف القرضاوى المحرّضة على القتل باسم الإسلام، وتقويض الإعلام التحريضى عبر قناة الجزيرة القطرية.
وشهد المؤتمر حشداً نوعياً ضد الإرهاب القطرى، من خلال مشاركة خبراء بريطانيين وألمان وسويسريين وفرنسيين، للعمل على إيجاد آلية دولية لذلك، مع دعوة الجاليات المسلمة فى أوروبا لإيجاد طريق لمواجهة التطرف بالدول الأوروبية.
وكان العواضى أشار إلى طرح نماذج لتمويل قطر للإرهاب فى اليمن والعراق، عبر ما يسمى بـ"الفدية"، والمثال الأول عندما دفع القطريون 20 مليون دولار كفدية لإطلاق سراح الرهينة السويسرية فى اليمن، فقاموا بتمويل تنظيم القاعدة الإرهابى، فى ظل تعرض التنظيم الإرهابى وقتها لمشكلة فى التمويل.
وأضاف أما فى العراق، "فدفع القطريون نصف مليار دولار للجماعات المتطرفة ممثلة فى ميليشيا الحشد الشعبى، الذين اختطفوا بعض القطريين الذين كانوا يصطادون السمك فى العراق بحجة الاستجمام"، لافتاً إلى أن هذه فى الحقيقة "نكتة"، فبدلاً من الذهاب إلى أوروبا للاستجمام، يذهبون إلى بلد مدمّر مثل العراق للاستجمام، هذه الواقعة كانت لإرضاء الإيرانيين، موضحاً أن القطريين يسعون لدعم كل التنظيمات الإرهابية بمختلف توجهاتها المتطرفة الطائفية.
وركّز المؤتمر على إشكالية تعدد مفاهيم الإرهاب، وفشل المجتمع الدولى فى التوافق حول تعريف محدد للإرهاب، والعلاقة بين الخطاب الدينى المتشدد ووسائل الإعلام المحرضة على الكراهية، ودور المجتمع الدولى فى التصدى للدول والكيانات الداعمة للعنف والتشدد والإرهاب.
وهدف المؤتمر إلى طرح بدائل لتتبع مصادر وطرق تمويل الإرهاب من منابعها، ودعوة المجتمع الدولى للتصدى بصرامة لكل من يروج سياسياً أو عقائدياً للإرهاب، إلى جانب ضرورة منع جميع الدول والجهات المعنية من دفع أى نوع من الفدية التى أضحت مع الوقت مصدراً مهماً فى تمويل الإرهاب.
كما دعا المؤتمر إلى أهمية مراجعة جميع المعاهدات الدولية المتعلقة بتوفير الحماية الكافية للنازحين واللاجئين الفارّين من الجماعات الإرهابية، خصوصاً معاهدة حماية اللاجئين لسنة 1951، والبروتوكول المكمل لها لعام 1966.
ومن أبرز المشاركين فى مؤتمر باريس لمناهضة الإرهاب رئيس المنتدى العالمى للأديان من أجل السلام غالب بن شيخ، والصحافية إيزابيل كيرسيمون، رئيسة تحرير موقع الإسلاموفوبيا، والخبير الدستورى فرانسوا غوش، ونائب مدير الإدارة السياسية فى الخارجية الفرنسية إيريك دانون، ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية للمخاطر الأمنية جان بيفاليت، بالإضافة إلى مشاركة الناطق باسم الاتحاد الوطنى لضحايا الهجمات الإرهابية بول برتراند.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة