لماذا دعمت قطر الإرهاب؟!.. توفيق حميد يكشف سر "سوق الطاقة الأوروبى" فى جنون الدوحة.. محاولة تمرير الغاز من سوريا أشعل الشرارة.. وامتلاك مصر واحداً من أكبر اكتشافات البحر المتوسط سر دعمهم لإرهاب الإخوان

الخميس، 26 أكتوبر 2017 04:00 م
لماذا دعمت قطر الإرهاب؟!.. توفيق حميد يكشف سر "سوق الطاقة الأوروبى" فى جنون الدوحة.. محاولة تمرير الغاز من سوريا أشعل الشرارة.. وامتلاك مصر واحداً من أكبر اكتشافات البحر المتوسط سر دعمهم لإرهاب الإخوان تميم والإرهاب
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لماذا دعمت قطر الإرهاب؟! ما السر الذى دفعها للمقامرة بعلاقتها مع كافة جيرانها؟! والأخطر من هذا ورطها فى سفك دماء الآلاف من الأبرياء فى مختلف أنحاء الوطن العربى؟! تراود تلك الأسئلة الآن الملايين من المتابعين فى المنطقة العربية بل وفى العالم بعد الفضائح المدوية والمتتالية التى منى بها نظام تميم، والأزمة الكبرى التى وضع نفسه فيها ليبقى السؤال.. لماذا؟!.

 

هذا هو السؤال الذى أجاب عنه الدكتور توفيق حميد، عبر موقع الحرة الأمريكى، معتمدا على مفتاح أشعل جنون تميم ويربط دعمه للإرهاب فى كافة أنحاء المنطقة وهو محاولته للسيطرة على سوق الطاقة الأوروبى، وتوصيل الغاز القطرى لها وهو ما لم يكن ممكنا دون مد أياديه فى عدد من دول المنطقة باستخدام الإرهاب.

 

ويبدأ "حميد" مقاله، حينما طلب الرئيس الأمريكى ترامب من قطر أن تتوقف عن دعم الإرهاب، تساءل كثيرون: ما الذى دعا قطر إلى دعم منظمات إرهابية فى محيطها الإقليمى.

 

ولفهم هذا الأمر علينا إدراك أبعاد أخرى لهذه المسألة، موضحا أن قصة دعم قطر للإرهاب بدأت برغبتها المحمومة فى المنافسة على سوق الطاقة الأوروبى الواعد وذلك فى ظل رغبة أوروبية فى تقليل الاعتماد على النفط الروس.

 

وكان الحل الواقعى لقطر للمنافسة على هذا السوق الأوروبى هو مد أنابيب تمر من خلال سوريا للوصول بالغاز القطرى إلى تركيا، حيث يتم تسييله ثم تصديره إلى الجانب الأوروبى.

وكما هو متوقع فقد رفضت سوريا (وهي حليف رئيسي لروسيا) تمرير هذه الأنابيب عبر أراضيها حتى لا تنافس قطر روسيا فى سوق الطاقة الأوروبى.

 

بعد هذا الرفض حاولت قطر بكل الوسائل إزاحة نظام الأسد من السلطة واستبداله بنظام حليف لها لكى تتمكن من مد هذه الأنابيب. ولذا لم تتردد قطر فى دعم العديد من المنظمات الإرهابية فى سوريا مثل داعش وغيرها لتصل إلى هدفها المذكور.

9bc77bcb12034e56af5e128bd9fbd1b5
 

ولم يقف الطموح القطرى عند هذا الحد فقط بل حاولت قدر استطاعتها زعزعة الدول العربية الأخرى التى قد تنافسها مستقبلا فى سوق الطاقة الأوروبى.

فعلى سبيل المثال حاولت قطر السيطرة على مصر من خلال دعم الإخوان المسلمين المتحالفين معها ثم دعم منظمات إرهابية بداخل الدولة المصرية ولم تتردد قطر أيضاً فى دعم قوى الإرهاب في ليبيا وفى العراق.

فمصر تبعاً لما ذكرته جريدة نيويورك تايمز تمتلك واحداً من أكبر الاكتشافات البترولية فى البحر المتوسط، تستطيع من خلاله منافسة قطر على سوق الطاقة الأوروبى.

وتمتلك ليبيا خامس الاحتياطى العالمى من الصخور البترولية القابلة للاستغلال والذى يجعلها منافساً محتملاً- بل وشرساً - فى السوق الأوروبى خاصة مع قرب الحدود بين ليبيا وأوروبا.

ولذا فكان إضعاف ليبيا من خلال دعم قوى الإرهاب بها إحدى الوسائل للإطاحة بالمنافس الليبى المحتمل. أما دعم داعش فى العراق فكان يهدف إلى إقامة كيان سنى يعوق قدرة إيران (التى كانت منبوذة سياسياً واقتصادياً حينذاك!) من الحصول على منفذ للوصول بمنتجاتها البترولية للبحر المتوسط عبر العراق ثم سوريا.

 

وتبعاً لهذه النظرية المدعومة بالكثير من الشواهد، فإن دعم الإرهاب فى سوريا وفى مصر وليبيا والعراق أصبح هدفاً اقتصادياً وبعداً استراتيجياً للنظام القطرى.

 

ومما ساعد قطر على تنفيذ هذا المخطط الجهنمى هو تحالفها مع الإخوان، الذين هم من ناحية يحلمون بحكم مصر منذ أن أنشأ حسن البنا الجماعة عام 1928 ولديهم فيها قاعدة شعبية عريضة، ومن ناحية أخرى هم على علاقة طيبة بمعظم الجماعات الإسلامية المتطرفة فى عدة دول نظراً لانتمائهم جميعاً لفكر مفكر الإخوان وفيلسوفهم سيد قطب.

 

وتصادف فى الوقت نفسه أن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما كانت تحارب صناعة استخراج الطاقة من الصخر البترولى (الموجود بوفرة فى الولايات المتحدة) وذلك لأن نجاح هذه الصناعة سيقلل وبشدة من الاستثمار فى "الطاقة البديلة" وهى التى يعتبرها نظام أوباما محوراً رئيسياً فى أجندتهم المستقبلية.

 

وكان وصول الغاز القطرى إلى أوروبا بسعر منخفض عاملا مؤثراً وهاماً لإحباط الرغبة فى الاستثمار فى الصخور البترولية فى العقدين القادمين مما كان سيعطى الفرصة لنمو وتطوير "الطاقة البديلة" لكى تحل محل الطاقة المستخرجة من البترول. ولذا فليس من المستغرب أن نرى رغبة عارمة من نظام أوباما فى القضاء على نظام بشار الأسد وذلك كما ذكرنا لكى يتم وصول الغاز القطرى إلى أوروبا بسعر زهيد، مما كان سيقلل من اتجاه الأموال للاستثمار فى الصخر البترولى.

والأخير بمقدوره وحده أن يمد العالم بالطاقة لعدة عقود مستقبلية وبالتالى يحبط تماماً اتجاه الاستثمار فى الطاقة البديلة.

 

وكان البديل الوحيد لوصول الغاز القطرى إلى أوروبا بسعر رخيص فى حالة عدم سقوط نظام الأسد هو أن تتعاون قطر مع إيران لإيصال الغاز من الحقل القطرى الإيرانى فى منطقة الخليج العربى (وهو ما يعد أكبر حقل للغاز الطبيعي فى العالم) فى أنابيب تمر عبر إيران لتصل عبر الحدود إلى تركيا ثم إلى أوروبا كما ذكرنا.

وقد كان هذا الباب مغلقاً تماماً أمام قطر بسبب وجود حظر على التعامل مع إيران. ولذا فقد كانت قطر تحاول استخدام أى وسيلة لإسقاط الأسد لكى تستطيع مد هذه الأنابيب إلى أوروبا حتى لو دعاهم ذلك إلى دعم الإرهاب فى سوريا.

 

وعلى ما يبدو، فإن إدارة أوباما بعد أن أدركت صعوبة إزاحة نظام الأسد قررت دعم الاتفاق النووى الإيرانى والذى يخفض من العقوبات على إيران مما يسمح بوصول الغاز القطرى من خلال أنابيب تمر عبر إيران لتصل إلى أوروبا بسعر مناسب.

 

وانتظر القطريون الانتخابات الأمريكية على أمل أن تأتى هيلارى كلينتون لتكمل مسيرة أوباما فى إزاحة نظام الأسد أو على الأقل تبقى على الاتفاق مع إيران كحل بديل لوصول الغاز القطرى إلى أوروبا. ولكن تأتى الرياح أحياناً بما لا تشتهي السفن فخسرت هيلارى وجاء ترامب رئيساً للولايات المتحدة.

 

وحدثت صدمة لقطر بعد مجىء إدارة الرئيس ترامب، فقد كان من الواضح أن إزاحة نظام الأسد لم تكن ضمن أولويات النظام الأمريكي الجديد، ففقد النظام القطري أى بصيص أمل فى إزاحة قريبة للأسد ومن ثمَّ ارتمى بكل ثقله فى أحضان النظام الإيرانى لمد أنابيب الغاز القطرى من خلال إيران إلى تركيا ثم أوروبا كما أشرنا.

 

والمتابع للأحداث فى المنطقة قد يستوعب الآن كيف أن قطر التى كانت تدعم القوى المناوئة للأسد والتى كانت تقاتل بشراسة القوى الإيرانية الداعمة له، تحولت بين عشيةٍ وضحاها إلى حليف لذلك "العدو" الإيرانى الذى كانت تقاتله بالأمس القريب على الأراضى السورية.

 

والآن وبعد أن وضعت قطر كل رهانها على طهران تأتى الرياح مرةً أخرى بما لا تشتهى السفن القطرية ويعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موقفا جديدا للإدارة الأمريكية من إيران وإشارات ضمنية لاحتمال تراجع أمريكا عن الاتفاق النووى مع إيران.

 

ويؤكد: وإن حدث ذلك – وهو الأرجح فى تقديرى - فقد يصبح من الصعوبة بمكان إن لم يكن من المستحيل أن تُصَدّْر قطر غازها الطبيعى من خلال إيران (وهو الأمل الوحيد الباقى لها لتصدير الغاز القطرى إلى أوروبا!). وستكون قطر فى هذه الحالة مضطرة إلى التراجع عن الكثير من مواقفها السابقة والاتجاه مرةً أخرى إلى التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجى.


 

فهل سيكون لدى قطر الذكاء لتقرأ مجريات الأمور وتعود قريباً إلى الحضن الخليجى قبل فوات الأوان؟!
 

وتعقيبا على ما رصده الدكتور توفيق حميد، فمن الواضح أن قطر تحاول بالفعل الآن تدارك الأزمة التى وضعت نفسها فيها، ولعل حوار حمد بن جاسم، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطرى السابق، مع التلفزيون القطرى، أمس الأربعاء، خير دليل على هذا، حيث أبدى تراجعا كبيرا عن المواقف القطرية، وحاول تقديم العديد من التنازلات والتراجع عن العديد من المواقف للعودة للحضن العربى.

ولكن السؤال الآن هل يمكن أن يفتح العرب الآن أذرعهم لمن ذبح أبناءهم وكاد يدمر أوطانا بأكملها مقابل حفنة أموال؟!










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة