بناء وتشييد، يعقبه، هدم وتشريد.. هذا هو الحال، بقرية العراقيب الفلسطينية، التى قامت شرطة الاحتلال الإسرائيلى، بهدمها، أمس، للمرة الـ120 على التوالى، خلال ما يقرب من 7 سنوات، تاركه أهلها فى العراء، لتصبح العراقيب، أحد رموز الإصرار والعزيمة الفلسطينية، التى تقابلها العجرفة الإسرائيلية.
والعراقيب هي قرية فلسطينية تقع في شمال مدينة بئر السبع، في صحراء النقب، جنوب فلسطين، وتعد واحدة من 45 قرية عربية فى النقب لا تعترف إسرائيل بها.
ويعيش في القرية قرابة 700 شخص، تشكل الأغنام والمواشى مصدر رزقهم الوحيد، نتيجة لطبيعة الأرض الصحراوية التى تفتقر إلى جميع الخدمات المختلفة، كما يعيش المواطنون ببيوت من الصفيح والخشب.
كانت القرية قبل عام 2010، تُبنى بيوتها من الاسمنت، لكن مع تكرار هدمها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى، أصبح الأهالى يعيدون البناء بالصفيح والأخشاب، ونصب الخيام.
العراقيب 3
عمليات الهدم من قبل الاحتلال الإسرائيلية، بدأت يوم الثلاثاء 27 يوليو 2010، حيث فوجئ سكان القرية، بجرافات ضخمة أتت على بيوت القرية بأكملها، بحجة البناء بدون ترخيص، ليعيد سكان القرية بناءها من جديد، وتأتى الجرافات الإسرائيلية وتهدمها من جديد، ويتكرر الأمر حتى وصل للعدد 120، بهدمها أمس الأربعاء.
كتبت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، في إحدى المرات إن آليات الهدم الثقيلة تتمركز معززة بقوات كبيرة من الشرطة والوحدات الخاصة، وتفاجئ أهالى العراقيب وتقوم بتسوية منازلهم بالأرض، وقبل أن يتهيأ الأهالى للمواجهة والتصدى لعملية الهدم.
العراقيب 4
وتشير الصحيفة إلى أن أبناء "العراقيب" دأبوا على إعادة بناء منازلهم بعد كل عملية هدم، مؤكدين على تمسكهم بحقهم التاريخى والطبيعى على أراضيهم وبلدتهم، ويقول أهالي العراقيب إن "عناصر من الشرطة الإسرائيلية قاموا بحماية الجرافات والآليات وأمنوا عملية الهدم الجديدة غير آبهين بتشريد السكان رغم حالة الطقس الرديئة'، وذلك حسب وكالات الأنباء.
العراقيب1
وقال أحد سكان العراقيب الناشط عزيز صياح الطورى، فى تصريحات صحفية سابقة، إن الجرافات هدمت مساكن أهالى قرية العراقيب وجرفت الأرض، والسلطات تصعد وتسرع جرائم الهدم لترهيب الأهل ودفعهم إلى ترك أرضهم والهجرة منها.
وأضاف أن" الشرطة الاسرائيلية تحاول دائما استفزازنا والحكومة الإسرائيلية تصورنا أمام المحاكم بأننا نمارس العنف وأننا نخالف القانون، نحن نؤكد أن كل جرائم الهدم لا تخيفنا ولن تثنينا عن إعادة بناء منازلنا والتمسك بأرضنا ووطننا".
العراقيب 7
وتساءل "الطورى": "أي إنسانية هذه؟ وأي بشر هؤلاء الذين يصمتون ولا يتحركون إزاء هدم قرية العراقيب.. من يقبل بأن يُهدم بيته ويُشرد أولاده ويُقتلع من أرضه؟".
وناشد الشيخ صياح الطورى الجميع بالوقوف إلى جانب أهالى العراقيب، مؤكدا أنهم يواصلون كفاحهم ونضالهم لتحصيل حقهم في عيش كريم لا ينغصه التهديد الوجودى الدّائم، ما يقابل برفض إسرائيلى متواصل.
وتواصل إسرائيل هدم المنازل لتشريد سكان العراقيب ومصادرة أراضى القرية ودفعهم إلى اليأس والإحباط إلى جانب فرض غرامات باهظة عليهم مقابل تكاليف هدم المنازل.
وقال سليم الطورى فى حديثه لـ "قدس برس" على تمسّك أهالي قرية العراقيب بأراضيهم ورفضهم مغادرتها رغم الضغوط والاعتداءات الإسرائيلية الممارسة ضدّهم، مشيرا إلى أنهم يعتزمون إعادة بناء ما دمّره الاحتلال مرة أخرى خلال الساعات القادمة.
أصبحت "العراقيب" رمز الإرادة والصمود الفلسطيني، ضد الاحتلال الصهيونى، وأرض لمعركة البقاء والحفاظ على الأرض والهوية الفلسطينية، وجزء من أرض صحراء النقب، التى يعيش بها ما يقرب من 250 ألف فلسطينى.
العراقيب 5
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة