صورة اليوم.. ملامحها حدوتة مصرية

بداية يوم جديد تعلن عنه خيوط الشمس، يفكر كل شخص فى تفاصيل يومه، شوارع تكتظ بالناس ووسائل المواصلات معلنة عن حياة ترسم بمختلف أشكالها، خطوات هنا وصيحات هناك.. أصوات تتعالى كلها ملامح لا يخلو منها أى شارع مصرى، ولكن تلك "الفلاحة الأصيلة" أجبرت عدسة الكاميرا على التقاط صورة اليوم.

صورة اليوم

استيقظت فى الصباح الباكر وجهزت ما ستبيعه من محصول الخضراوات وخرجت من منزلها تشق صدر الرزق وتجرى نحوه، التقطتها عدسة الكاميرا وكأنها تتغزل فى مشيتها التى نمت عن حمل مسئولية كبيرة وملامح هادئة استمدت تقاسيمها من خبرة الأيام والبحث عن الرزق الحلال، "جلابيتها السمراء الفلاحى" جعلتها تسير فى السوق بين الناس وكأنها فى مشهد مماثل لعرض أزياء، حملت فوق رأسها جبل هش من الفلفل جمعته فى جوال دلت خيوطه على بصماتها ولمستها الخاصة فى صنعه ليحمل بضاعتها التى ستبيعها فى السوق.

وقف الناس والمارة فى الخلف يعطونها ظهورهم منهمكين فيما يقومون به من بيع وشراء بينما هى تقتحم قلب السوق لتعلن عن قدومها وتبدأ فى استقبال زبائنها، لقطتها تستحق أن تكون إحدى ايقونات المرأة المصرية التى تبحث عن رزقها بيديها من أول رحلتها فى جمع المحصول وتجهيزه وبيعه فى السوق، وملامحها وهيئتها حكت جزء أصيل من "حدوتة مصرية" شكلت شخصية مصر "الجدعة" منذ آلاف السنين، لقطة اليوم لوحة فنية رائعة زينتها هدوء ملامح تلك المرأة وابتسامتها التى تبعث الأمل فى نفس كل من يراها.