المشاعر الطبيعية تتحول لأمراض نفسية وعقلية أيضا إذا زادت عن حدها، فالحب والقلق والخوف والشك وحب الذات والحزن وحتى الفرحة يجب أن تكون فى حدود العقل ولا تزيد فى معدلاتها، حتى لا تنقلب لضدها، خاصة أن المشاعر هى أكثر الأمور التى لا يمكننا التحكم فيها ببساطة عند زيادتها. وهنا يقدم لنا أطباء النفس قائمة بالمشاعر فى أسوأ صورها وآخر مراحلها ودلالاتها المرضية.
"الوراثة " كلمة السر
وفى ذات السياق، قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى بالأكاديمية الطبية، إن المشاعر الزائدة لا تنقلب لحالات مرضية لدى كل الأشخاص، لأنها ترجع بنسبة كبيرة منها لوراثية جينية، فيكون لدى الشخص استعداد جينى فى حال كان لديه تاريخ مرضى فى العائلة.
وأكد فرويز، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه يجب ألا يتعرض الشخص ذات الاستعداد الجينى خاصة للضغوط والمشاكل والانفعالات الزائدة عن حدها بكل أنواعها، بما فيها الحب والشك والقلق والخوف والحزن والفرحة أيضا، فيجب أن تكون المشاعر بتعقل ووسطية حتى وإن كانت مشاعر إيجابية مثل الفرحة.
الشك يتحول لفصام
وأوضح فرويز أن الشك عندما يزيد عن مجرد احتمالات ويصبح يقينا، يتحول لمرض عقلى وهو الفصام، فهو مرض يشعر فيه المريض أنه منفصل عن العالم ولا يوجد حوار بينه وبين الآخرين، ويعيش فى ضلالاته وأحاسيسه ويبنى عليها تعاملاته الخاطئة مع الآخرين.
الفرحة تتحول لهوس
ومن جانبها قالت الدكتورة شيرين دحروج، أخصائى التأهيل النفسى بمستشفى العباسية للأمراض النفسية والعقلية، إن الفرحة عندما تزيد تدخل فى مرحلة مرضية وهى الهوس، الذى يجعل الشخص زائدا فى النشاط ولديه مزاج جيد دائمًا يرتفع عن المعدلات الطبيعية، فتجد الشخص يضحك أكثر من الطبيعى أو الاعتيادى.
وأضافت شيرين دحروج أنه من أبرز أعراض الهوس:
- التكلم سريعا.
- وجود ضلالات سمعية وبصرية.
- عدم الشعور بالنعاس أو النوم.
- الشعور بعدم الراحة.
- النشاط الزائد.
- الحساسية المفرطة والانفعال السريع.
حب الذات لنرجسية
فيما أشارت د. شيرين إلى أن حب الذات أيضا من المشاعر التى تنقلب لاضطراب شخصية تتمثل فى الشخصية النرجسية التى تحب نفسها جدا، وتنكشف من خلال هذه الصفات.
- إنها شخصية تحب نفسها جدا.
- لا يعجبها شىء ويصعب عليها الشعور بالرضا عن الآخرين
- تحب الألوان الصاخبة للفت النظر.
- تحب ان تكون موضع اهتمام طول الوقت ومحور الأحداث.
- يرى نفسه الأكثر استحقاقا بالاهتمام لأنه الأجمل والأذكى والأفضل فى كل شىء.
- لا ترى نفسها تخطأ أبدا.
- النظر فى المرآة.
- الغرور صفة أساسية.
- التركيز على الذات في العلاقات الشخصية.
الخوف والقلق لفوبيا
وفى هذا الصدد، قالت الدكتورة أسماء عبد العظيم، أخصائى العلاج النفسى، إن الخوف والقلق يتحولان لفوبيا، والتى تتنوع بين عدد مختلف من أنواع الخوف المرضى، والتى تشمل فوبيا المرتفعات وفوبيا الأماكن المغلقة وفوبيا المواقف الاجتماعية ويوجد أنواع محددة من الفوبيا تضمن فوبيا الكلاب والعناكب والأماكن المغلقة والطيران، ومن أبرز علامات الإصابة بالفوبيا خاصة الجسدية هى الإحساس بتوتر المعدة والشفاه الجافة والتنفس القصير وارتفاع ضغط الدم والدوخة والتعرق.
الحب للتعلق المرضى
وأضافت أسماء عبد العظيم، أن الحب أسمى شعور يمكن أن يشعر به الشخص ولكن يتطور عند بعض الأشخاص لتعلق شديد بشكل مبالغ فيه، وبالتالى مع وصوله لمرحلة العشق يبدأ فى الوصول لدرجة من درجات المرض النفسى، يرجع لاضطراب فى نفسه وتكون أعراضه المرضية حالة من الهوس الشديد لدرجة أنه يسعى إلى إرضاء الشريك مع إنكار للذات مبالغ فيه وتضحية كبيرة جدا لدرجة إيذاء الذات، وإذا سقط عليه القهر والذل والإهانة فلا يأخذ موقفا ولا يفكر فى الانفصال.
وأكدت أسماء عبد العظيم أن من الأعراض المرضية تشمل رغبة ملحة فى الارتباط الدائم بالشخص، وتكون فكرة وجود الشخص مهمة حتى إذا لم يكن له معنى، كما أنه يعطى فقط ولا ينتظر أى نوع من المقابل إلا وجود هذا الشخص فى حياته، وينتابه التوتر الشديد والقلق المستمر بشأن العلاقة.
الحزن الشديد للاكتئاب
وهنا أشارت د. أسماء إلى أن الحزن الشديد يتحول للاكتئاب، حيث يتسبب فى فترات غير مبررة للشعور بفقدان الأمل والحزن، وهذه المشاعر السلبية تستمر لفترات طويلة، وتزيد هذه النوبات على الرغم من أن كل شىء فى الحياة قد يبدو جيدا، ولكن ذلك كله يستند على استعداد الشخص ومدى الضغط الذى تعرض له.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة