فى مفاجأة من العيار الثقيل، وفى الوقت الذى تروج فيه هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، لوجود تدخل من قراصنة إلكترونيين روس وراء خسارتها الانتخابات الرئاسية الأخيرة أمام دونالد ترامب، كشفت شبكة فوكس نيوز تلقى كلينتون رشاوى من مسئولين ورجال أعمال روس خلال فترة رئاسة زوجها بيل كلينتون للولايات المتحدة الأمريكية.
تفاصيل "الرشوة الروسية" التى كشفتها شبكة "فوكس نيوز" جاءت فى وقت تتوالى فيه الاتهامات من قبل الحزب الديمقراطى والمرشحة الخاسرة هيلارى كلينتون ضد الرئيس دونالد ترامب، وسط حملة غير مسبوقة للتشكيك فى نتائج العملية الانتخابية، ومزاعم لا تزال قيد التحقيق فى أن روسيا تلاعبت فى النتائج وقادت مخطط كبير للتأثير على الرأى العام الأمريكى قبل التصويت.
وقالت الشبكة الأمريكية فى تقريرها المنشور الإثنين، إن لجنة المراقبة فى مجلس النواب الأمريكى تحقق فى صفقة تجارية مع شركة مدعومة من روسيا اشترت شركة يورانيوم تمتلك مناجم فى الولايات المتحدة، وذلك خلال إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما .
وكشف النائب رون دىسانتيس، للشبكة الإخبارية، عن التحقيق، مشيرًا إلى أنه تحدث مع مخبر سرى تابع للحكومة الفيدرالية بشأن المسألة. وقد تم التوصل إلى اتفاق بشأن شركة اليورانيوم بينما كانت هيلارى كلينتون وزيرة خارجية، وكان لدى بعض المستثمرين فى شركة "يورانيوم وان" التى تدعمها روسيا علاقات مع الرئيس السابق بيل كلينتون وتبرعت لمؤسسة كلينتون.
وتعود الشكوك بشأن صفقة شركة اليورانيوم إلى مارس 2015، حيث نشرت صحيفة نيويورك تايمز، وقتها، تقريرًا يفيد بأن المرشحة الديمقراطية السابقة لانتخابات الرئاسة الأمريكية، تلقت أموالا فى صورة تبرعات سرية للمؤسسة الخيرية التى تديرها وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون، جراء التوسط فى صفقة تجارية نتجت عن سيطرة روس على شركة يورانيوم.
وقال ديسانتيس، النائب الجمهورى، وعضو لجنة الرقابة: "لقد تحدثت مع المخبر السرى الذى ساعد مكتب التحقيقات الفيدرالى على الكشف عن مخطط الرشوة هذا"، متابعًا: "من الواضح أن مصلحة الشعب أن يكون هذا الشخص قادر على سرد قصته أمام الكونجرس". وردا على سؤال مذيع فوكس نيوز عما إذا كان الأمر قد يتبعه تحقيق جنائى، قال ديسانتيس: "يمكن أن يكون جنائيا".
وعندما نشرت نيويورك تايمز تحقيقها قبل نحو عامين ونصف العام، أشارت إلى عناوين الصحف الروسية فى يناير 2013، والتى كان من بينها "الطاقة النووية الروسية تغزو العالم"، فى إشارة إلى الصفقة التى استحوذت فيها وكالة الطاقة الذرية الروسية "Rosatom"، على شركة كندية تمتلك حصص فى مناجم يورانيون تمتد من وسط آسيا حتى غرب أمريكا. وهى الصفقة التى جعلت "روساتوم" واحدة من أكبر منتجى اليورانيوم وجعلت الرئيس فلاديمير بوتين أقرب إلى هدفه بالسيطرة على جزء كبير من سلسلة مخزون اليورانيون فى العالم.
لكن التفاصيل التى لم تروى وراء هذه القصة هى أن الأمر لا يتعلق فقط بالرئيس الروسى، بل الرئيس كلينتون وزوجته، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة. وفى قلب الحكاية هناك عدة رجال وقادة من صناعة التعدين الكندية، الذين كانوا مانحين كبار لمؤسسة كلينتون.
وبالإضافة إلى مناجم فى كازخستان، التى هى من بين الأكثر ربحا فى العالم، منحت الصفقة لروسيا السيطرة على خمس الطاقة الإنتاجية فى الولايات المتحدة. وفيما يعتبر اليورانيوم مخزونا إستراتيجيا، ذو آثار تتعلق بالأمن القومى، فإن الاتفاق كان يجب الموافقة عليه من قبل لجنة مؤلفة من ممثلين من عدد من الجهات الحكومية فى الولايات المتحدة. ومن بين هذه الوكالات الحكومية التى وقعت فى النهاية على الاتفاق كانت وزارة الخارجية، خلال الفترة التى كانت فيها هيلارى كلينتون وزيرة.
وتظهر سجلات كندية، أنه خلال مفاوضات الصفقة وحتى انتهائها بسيطرة الروس على شركة "يورانيوم وان"، تم إرسال ثلاث حوالات فى القترة من 2009 وحتى 2013، هذه الحوالات النقدية ذهبت إلى مؤسسة كلينتون بقيمة 2.35 مليون دولار. وهذه التبرعات لم تكشف عنها المؤسسة على الرغم من اتفاق عقدته كلينتون مع البيت الابيض بكشف جميع الجهات المانحة، وفضلا عن هذا فإن أشخاص آخرين على صلة بالشركة قدموا تبرعات أيضا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة