تشكل الحدود الغربية مع ليبيا التحدى الأكبر للمؤسسات المصرية فى ظل عدم وجود أى قوات حرس حدود تتبع الجيش الوطنى الليبى، وهو ما يعد عبئا على المؤسسة العسكرية المصرية التى تتولى وحدها حماية أكثر من 1000 كم، وهى طول الحدود الممتدة بين البلدين.
وتعانى الدولة الليبية من أزمة انتشار الأسلحة ومعسكرات الإرهاب فى عدد من المدن بالمنطقة الشرقية القريبة من الحدود مع مصر وعلى رأسها مدينة درنة التى تجمع أخطر العناصر المتطرفة فى منطقة شمال أفريقيا، وهى البؤرة التى تشكل تهديدًا كبيرًا على أمن واستقرار دول الجوار الليبى وفى مقدمتهم مصر.
استعراض عسكرى لأنصار الشريعة فى مدينة درنة الليبية
درنة بؤرة الإرهاب والتطرف
تقع مدينة درنة على بعد ساعة ونصف بالسيارة من الحدود المشتركة مع مصر، وتعد المدينة الأخطر فى الشرق الليبى لأنها تعج بعدد كبير من المتطرفين والمتشددين الفارين من مدن بنغازى عقب تحرير الجيش للمدينة، وتحظى العناصر المتشددة بدعم مالى ولوجيستى عبر البحر.
مدينة درنة الليبية
ويحاصر الجيش الليبى ممثلا فى غرفة عمليات عمر المختار مدينة درنة تمهيدا لتحريرها من العناصر الإرهابية، فيما يحاول سلاح الجو الليبى تأمين الحدود البحرية ومنع وصول أى امدادات عبر البحر إلى المتشددين.
وبحسب مصادر عسكرية ليبية يتخذ عدد كبير من الإرهابيين والمتشددين المصريين مدينة درنة كمعسكر تدريب وتجهيز للعناصر التى يتم استقطباها ويتم تأهيله عسكريا بشكل احترافى تمهيدا للدفع بها إلى العمق المصرى لتنفيذ عمليات إرهابية ضد مؤسسات الدولة.
منفذ الجغبوب
يمثل منفذ سيوة – جغبوب الذى يربط مصر بليبيا أحد أخطر ممرات الإرهابيين إلى داخل مصر، ويستخدم فى عمليات تهريب السلاح والمخدرات عبر الدروب الجبلية بدعم من المهربين الذى ينشطون فى الجبال، وهو منفذ العبور للعناصر الإرهابية التى نفذت مذبحة الفرارة الأخيرة.
الصراع المسلح فى ليبيا
ويتزامن توقيت العملية الاستباقية التى قامت بها الشرطة المصرية ضد الإرهابيين فى الواحات مع تحركات للإرهابى الليبى عبد الحكيم بلحاج وهو رجل الدوحة الأمين فى ليبيا، والذى يتولى عملية تمويل التنظيمات المتطرفة فى الساحة الليبية، وأحد أكثر المعادين للجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر.
العمليات العسكرية للجيش الليبى فى مدينة بنغازى
وواجهت مصر على مدار الثلاث سنوات الأخيرة الإرهاب ببناء وتعمير ما يدمره الإرهابيون، وهى رسالة السلام التى يحملها الشعب المصرى على عاتقه، واستمرارا لجهود الدولة المصرية لمواجهة الإرهاب والتطرف بالبناء، ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكومة بدراسة إنشاء منفذ برى فى منطقة جغبوب، للربط مع الحدود الليبية.
ويعد قرار إقامة منفذ برى فى الجغبوب فرصة لتخفيف الضغط على منفذ السلوم البرى الذى يربط بين الجانبين المصرى والليبى، وسيكون له دورًا بارزًا فى خلق تنمية حقيقية فى سيوة والنهوض بالاقتصاد والتجارة والتصدير والاستيراد بين مصر وليبيا ودول الشمال الأفريقى، إضافة لضبط الحدود المشتركة بين البلدين والحد من جرائم التهريب.
المشير خليفة حفتر وتميم بن حمد
وتقع الجغبوب على الغرب من واحة سيوة فى الداخل المصرى، وتبعد عن مدينة طبرق، التى تتبعها إدارياً، بحوالى 286 كلم تقريباً، فى الجهة الجنوبية الشرقية، فى منخفض مساحته تقدّر بحوالى 56 كيلو متر مربع، فهى تقع فى منطقة حدودية بين مصر وليبيا جعلت لها أهمية استراتيجية على مر التاريخ.
منفذ السلوم البرى
ويشهد الطريق الصحراوى الرابط بين منطقة الجغبوب أقصى الجنوب الشرقى وواحة سيوة المتصلة بالصحراء الليبية تزايد مستمر فى حركة تهريب السلاح والإرهابيين والبضائع، إضافة لتهريب الأسلحة الخفيفة والثقيلة وهو ما يهدد الأمن القومى المصرى.
فشل الحوار السياسى الليبى يعزز فرص التصعيد العسكرى
ومع فشل جولات الحوار السياسى بين مجلسى الدولة والنواب فى ليبيا تتعزز فرص الحل العسكرى على السياسى فى الأزمة التى يمكن أن تدفع بالبلاد الى مصير مجهول فى ظل تمويل أطراف إقليمية ودولية فى مقدمتها قطر وتركيا للتنظيمات المتشددة التى ترفض فكرة إقامة دولة ليبية موحدة يكون عمادها المؤسسات.
عبد الحكيم بلحاج
ويشكل فشل الحوار السياسى الليبى برعاية الأمم المتحدة فى تونس تحديا كبيرًا لدول الجوار الليبى وفى مقدمتها مصر باعتبارها أكثر الدول تضررا من فكرة الفراغ المؤسساتى فى ليبيا، وهو ما يستلزم تحرك جاد وحقيقى لدعم قدرات الجيش الوطنى الليبى الذى يتعرض لحملة شرسة من قيادات ليبية إسلامية تتبع تيار الإسلام السياسى وفى مقدمتها عبد الحكيم بلحاج أحد أخطر أذرع تميم بن حمد فى ليبيا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة