إن "المعنويات" هى النتيجة الطبيعية للنظام الإلهى القائم فى تكوين الجهاز العصبى وليس صحيحاً ما يقال عن بعض المفكرين أن المعنويات أمر الانسان اصطنعه، فخلق لنفسه بذلك صعوبات فى حياته، ما كان أغناه عنها لو أنه عاش عيشة طبيعية (أى الحياة الحيوانية البحتة) .
الحق أن المعنويات وسيلة اتخذت لحماية نظام اجتماعى بعينه، وليست المعنويات عرفاً اصطلح عليه الناس أو حملهم عليه بعض المفكرين دون أن يكون لها أصل طبيعي. هذه آراء قديمة جدا لا تتفق مع ما نعلمه من قوة هذه المعنويات وثباتها. والواقع أن المعنويات أثر من أثار النظام الخلقى الثابت فى المخ الانسانى وهذا النظام هو قيمة القوانين الكونية من تطور الذرة الى الانسان.
وأكبر المعنويات الانسانية وأشملها وأعمقها هو " الايمان بالله سبحانه وتعالى، وهو جماع النظام العقلى كله، وهو مظهر هذا النظام.
والذين يحرمون صفة الايمان يدلون بذلك على أن فى نظام عقلهم اضطرابا خلقياً يصعب علاجه.
وبدون الإيمان تصبح الحياة حيوانية خالصة، ولا يعنينا ما يؤمن به الانسان ما دام يؤمن بشىء (وان كان الايمان بالله عز وجل هو أشمل وأعمق المعنويات) .وذلك لأنه مهما يختلف موضوعه أنه يدل الايمان فى حد ذاته على وجود نظام فى التكوين العقلى لمخ الإنسان.
ومن أهم صفات العقل تجسيمه للمعنويات وهذا التجسيم نتيجة للتيارات الصادرة من المخ والتى تسلك مسالك معبدة خلقياً أو بالاكتساب. فتظهر على صورة أعمال يقوم بها الانسان وتجسيم الايمان مثلا هو الدين والصورة تختلف من تجسيم إلى آخر ومن هنا نظام العقول وان يكن الاصل فى الامور واحد. والاديان حيث تختلف تتفق فى جوهرها وهو الايمان بوجود قوة عليا والخضوع لأوامر بعينها والانتهاء عن محرمات بعينها.
وفى النهاية إن اختلفت هذه الأمور والنواهى لكنها موجودة بأشكال مختلفة فى كل دين بصور متعددة الأشكال وهى غير نوعية فقد يكون ما هو حرام عند بعضها حلالا عند غيرها مثل زواج المسلم من أربعة ولكن يظل الحلال والحرام موجودان فى كل الأديان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة