انتابنى حزن وغضب شديدان، ولم أستطع السيطرة على دموعى وأنا أستمع أول أمس ببرنامج «هنا العاصمة» إلى تفاصيل القصة بالغة القسوة، التى حكاها المواطن الغارم «مجدى عاطف»، صاحب الخمسين عاما، التى تتلخص فى قيامه بشراء ثلاثة أجهزة كهربائية بالتقسيط بشيكات منذ سبعة عشر عامًا ثمنها الإجمالى 2800 جنيه، ولظروف الحياة الصعبة اضطر إلى بيعها وعجز عن السداد فتم الحكم عليه بالسجن لمدة 96 عامًا، قضى منها ستة عشر عامًا خلف القضبان بعد أن رفض جميع أقربائه وأصدقائه وجيرانه مساعدته فى محنته هذه، إلى أن سخر له الله جل وعلا مؤخرا إحدى المؤسسات العظيمة فى بلادنا، التى تعمل فى مجال الخير فسددت عنه دينه وأخرجته من السجن واستكملت عملها المحمود باستئجار شقة وفرشها له وشراء وسيلة يتكسب منها حتى لا يعانى مجددا من ويلات الحياة.
أرجو أن تضع نفسك مكان هذا الإنسان وتتخيل أن يحكم عليك وأنت فى ريعان شبابك أن تقضى كل ما بقى من عمرك خلف أسوار السجن بسبب أن ظروف الحياة الصعبة منعتك من القدرة على سداد مبلغ ضئيل مثل هذا.. ما كل هذه القسوة؟! .. ومتى نتخلص منها؟.. أرجو أن تدرس وزارة التضامن الاجتماعى التفاصيل الدقيقة لجميع الملابسات، التى أحاطت بهذه القصة، وأن تخرج منها بالدروس المستفادة والتوصيات، التى تضع بها الآليات، التى تمنع تكرار مثل كل هذه القسوة فى المستقبل.. لأننا نريد لمجتمعنا أن يكون أكثر رحمة وعدلا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة