فجر أمير قطر تميم بن حمد آل ثانى، مبكرا الخلافات داخل الصف الخليجى، بزرعه بذور الفتنة قبل حوالى شهرين من انعقاد القمة الخليجية فى الكويت المقرر لها شهر ديسمبر المقبل، حيث ينوى الأمير الداعم للإرهاب، حسب مصادر خليجية، حضور القمة رغم نبذه عربيا وإقليميا، وعدم الترحيب به فى ظل الخلاف السياسى بينه وبين الرباعى العربى المكافح للإرهاب بالمنطقة.
كان قد أبدى خالد الجار الله، نائب وزير الخارجية الكويتى مخاوفه من عدم عقد القمة الخليجية المقررة فى أول شهر ديسمبر المقبل، بالكويت فى موعدها، كاشفا بذلك عن وجود هامش من عدم اليقين بشأن عقد تلك القمة ونسفها تماما.
ولا تخفى دوائر خليجية وجود تداعيات للأزمة القطرية على مجلس التعاون الخليجى الذى يعتبر تجمّعا إقليميا ناجحا ومنتجا للعديد من القرارات والإجراءات ذات الانعكاس الفعلى على واقع الخليجيين.
وقالت مصادر خليجية مطلعة، إن تواجد تميم فى القمة غير مرحب به بين قادة الخليج، مؤكدين أنه من المستحيل أن يجتمع هذا الأمير الداعم للتطرف "الخائن" تحت سقف قمة واحدة مع قادة السعودية والإمارات والبحرين، وذلك فى حال لم يحدث تغيير نوعى فى مواقف االدوحة من مطالب الدول الخليجية الثلاث إلى جانب مصر بشأن عدولها عن السياسات المهدّدة لأمن المنطقة واستقرارها، سواء باحتضان الجماعات الإرهابية وتمويلها، أو بتوطيد العلاقات مع إيران، وبالتالى تسهيل مهمّتها للتدخل فى الشأن الخليجى الداخلى، فضلا عن استدعائها التدخل العسكرى التركى فى الخليج، من خلال فتح المجال القطرى لإنشاء قاعدة عسكرية وتركيز قوات لها على الأراضى القطرية.
وكشفت مصادر دبلوماسية خليجية، عن وجود حالة من الارتياب الحقيقى لدى عدد من كبار المسئولين الخليجيين من دور قطر داخل مجلس التعاون قائلا: "قطر تحاول أن تصبح حصان طروادة داخل مجلس التعاون للدولتين الإقليميتين الطامعتين فى الخليج تركيا وإيران".
وفى السياق نفسه، كشفت المصادر أن مهمّة الكويت فى تذليل العوائق أمام عقد القمة الخليجية القادمة لن تكون سهلة، خصوصا وأن الكويت تتصرف من موقع الوسيط فى الأزمة القطرية وتحاول تجاوز الشروط والشروط المضادة من أجل عقد القمة، فيما أكدت مصادر سياسية أن السعودية والإمارات والبحرين ليس فى أجندتها موعد للقمّة المرتقبة قبل أن تنفذ قطر ما هو مطلوب منها.
وقال المسئول الكويتى، على هامش احتفالية السفارة الألمانية لدى الكويت بمناسبة اليوم الوطنى لجمهورية ألمانيا مؤخرا، إن الكويت على أهبة الاستعداد لاحتضان القمة الخليجية المقررة فى ديسمبر المقبل، لكنّه استدرك بالقول "ليست هناك اتصالات مع رؤساء دول مجلس التعاون بشأن انعقاد القمة، ومن الطبيعى أن نكون على أهبة الاستعداد لها ونتمنى أن تعقد القمّة فى موعدها".
وردا عن سؤال حول آخر المستجدات بشأن الوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية، قال إن الوساطة مستمرة وستتواصل حتى نصل لنهاية سعيدة لهذا الخلاف المؤسف.
فيما ذكرت مصادر إعلامية كويتية أن الكويت بدأت خلال أيام إيفاد مبعوثين إلى دول مجلس التعاون الخليجي، لتسليم رسائل إلى القادة تتعلق بدعوتهم لانعقاد القمة الخليجية المقررة فى ديسمبر المقبل.
وقالت صحيفة "الرأى" الكويتية، إن السفير الكويتى لدى البحرين، الشيخ عزام الصباح، أكد أن القمة الخليجية فى الكويت ستفتح صفحة مضيئة فى مسيرة التعاون الخليجى، وستشهد نهاية مفرحة للاختلافات الخليجية.
وأكد عزام أن حكمة قادة مجلس التعاون، وحرصهم على تعزيز اللحمة الخليجية لمواجهة التحديات الاستراتيجية المتصاعدة فى المنطقة، ستعزز أجواء التفاؤل، وأن الأيام المقبلة ستشهد تحركات دبلوماسية فى هذا الإطار، على حد قوله.
وتحاول قطر استخدام علاقتها المتنامية بإيران كورقة مساومة للدول المقاطعة لها، ملوحة بإمكانية تفجير مجلس التعاون الخليجى، فقد سبق لوزير خارجية تميم، محمد بن عبد الرحمن آل ثانى، أن برر خطوات التقارب السريع لبلاده مع إيران بمقاطعة كل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين لها، بالقول إن الإجراءات التى اتخذتها الدول العربية الأربع ضد قطر تدفع الدوحة للتقارب مع إيران وتقدم قطر كهدية إلى طهران أو أى قوة إقليمية، متسائلا: إن كان هدف الدول المقاطعة هو الدفع بدولة عضو فى مجلس التعاون الخليجى صوب طهران.
وتركز قطر بشكل واضح على خطاب "المظلومية" من خلال الترويج لما تسميه محاولة لقلب نظامها، متمسّكة بوجود تهديد عسكرى ضدها رغم نفى الدول المقاطعة لذلك وتذكيرها فى كلّ مرة بمطالبها المشروعة من الدوحة بالعدول عن دعم الإرهاب وتهديد الاستقرار.
وكان قد قال السفير السعودي لدى البحرين عبدالله بن عبد الملك آل الشيخ، فى وقت سابق إن مشاركة قطر فى القمة الخليجية المقبلة التى تستضيفها الكويت، أمر متروك لقيادة دول مجلس التعاون، مضيفا: "نظام المجلس واضح وصريح، ودورته المقبلة في الكويت، وقرار حضور أو عدم حضور دولة قطر القمة المقبلة سيُترك للقادة، وحتماً سيكون بالغالبية وينظر للنصاب فيه".
الجدير بالذكر أن كلا من مصر والسعودية والإمارات والبحرين، قد قطعوا علاقاتهم مع قطر فى الخامس من يونيو الماضى بسبب دعمها للإرهاب والجماعات المتطرفة بالمنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة