منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" هى منظمة عالمية لها اختصاصات وأهداف محددة، ولم يتم إنشاؤها عشوائيًا، وعلى من يتولى منصب المدير العام بها أن يعمل على تحقيق هذه الأهداف والاختصاصات، مثل الاهتمام بالتعليم والتراث والثقافة.
ومؤخرًا تجرى جولات متتالية على منصب المدير العام، ولكن هل يتمتع جميع المرشحين بالقدرة على تحقيق أهدافها؟، والإجابة هى "لا" وهو جواب صادم بدليل تقدم مرشح قطر على المنصب وهو لا ينطبق عليه أى مزايا تجعله يعمل على تحقيق أهداف اليونسكو وهنا نستدعى المثل الشعبى الشهير "فاقد الشىء لا يعطيه".
ما هى اليونسكو وماذا تفعل؟
إذا تصفحت الموقع الرسمى لمنظمة اليونسكو تجد الإجابة عن هذا السؤال، وهى: تعمل اليونسكو على إيجاد الشروط الملائمة لإطلاق حوار بين الحضارات والثقافات والشعوب على أسس احترام القيم المشتركة، فمن خلال هذا الحوار، يمكن للعالم أن يتوصل إلى وضع رؤى شاملة للتنمية المستدامة، تضمن التقيد بحقوق الإنسان، والاحترام المتبادل، والتخفيف من حدة الفقر، وكلها قضايا تقع فى صميم رسالة اليونسكو وأنشطتها.
وهنا نتوقف عند دور المنطمة والكامن فى مديرها، وهو التواصل بين الشعوب فكيف يستطيع المرشح القطرى التواصل مع الشعوب، وهناك دول كثيرة أعلنت مقاطعتها مع دولته الدوحة، نظرًا لدعمها للإرهاب.
كما أن من أهداف اليونسكو رفع كفاءات التربية، والعلوم، والثقافة، والاتصال والمعلومات، فى دول العالم، وتتمثل رسالة اليونسكو فى الإسهام فى بناء السلام، والقضاء على الفقر، وتحقيق التنمية المستدامة، وإقامة حوار بين الثقافات، من خلال التربية والعلوم والثقافة والاتصال والمعلومات.
وهنا تأتى الوقفة الثانية واللافتة للانتباه، وقد تضحك حتى البكاء، بسبب أن كل أهداف واختصصاصات اليونسكو لا تنطبق شكلاً وموضوعًا مع المرشح القطرى، فكيف سيعمل على رفع كفاءة التعليم وفى الدوحة لا يوجد مدرس قطرى، فكل المعلمين من جنسيات مختلفة، بالإضافة إلى أن التعليم خاص لصحاب الأموال فقط، وكيف سيساهم فى خلف حوار ثقافات ولم نسمع من قبل عن شاعر أو روائى قطرى، حيث تعتمد الدوحة على إقامة جوائز بمبالغ طائلة لكتاب خارج نطاق الدوحة.
ومن الأهداف التى تستدعى أن نضع تحتها مائة خط هو الإسهام فى بناء السلام، الأمر حقيقى مضحك للغاية، قطر التى تحتضن وترعى الإرهابيين لتدمير العالم ستعمل على بناء السلام، اى سلام ستتحدث عنه قطر، أهو السلام مع إسرائيل واللوبى اليهودى، أم سلام اليد، فى الحقيقة الأمر مثير للسخرية.
كما أن من أهداف المنظمة بوصفها هيئة الأمم المتحدة التى تتمتع بولاية محددة فى مجال تعزيز "التدفق الحر للأفكار عبر الكلمة والصورة"، على تشجيع إقامة بيئة إعلامية حرة ومستقلة واحترام حقوق الإنسان، وهنا يعيد إلينا هذه الهدف بالذات إلى الأذهان قضية حبس شاعر قطرى محمد ابن الذيب بسبب قصيدة لانتقاده النظام الحاكم، فهل يستطيع المرشح القطرى العمل على حرية التعبير.
أما عن حماية تراثنا وتشجيع الإبداع فتقول اليونسكو نعيش اليوم فى عالم مترابط الأجزاء أثبتت فيه الثقافة قدرتها على تحويل المجتمعات. فالتجليات المتنوعة للثقافة - بدءاً بالآثار التاريخية والمتاحف التى نعتز بها وانتهاءً بالممارسات التقليدية والأشكال المعاصرة للفن - تثرى حياتنا اليومية بطرائق لا تُعد ولا تُحصى. وفى حين يمثل التراث مصدراً للهوية والتماسك فى المجتمعات التى تواجه تحولات مربكة وتعانى من انعدام الاستقرار الاقتصادى، يسهم الإبداع فى بناء مجتمعات منفتحة وجامعة وتعددية. ويساعد كل من التراث والإبداع على إرساء الأسس اللازمة لنشوء مجتمعات معرفة مفعمة بالحياة تزخر بأوجه الابتكار والازدهار.
وعن حماية التراث لدى قطر حدث ولا حرج، فالدوحة التى بلا تاريخ وبلا هوية تعمل على تمويل الجماعات الإرهابية لتدمير تراث العالم العربى، ويشهد على ذلك مشاهد التدمير فى ليبيا وتحويل تراثها إلى ركام بعدما مولت الجماعات المتطرفة باسلاح والأموال، بالإضافة لدعم تنظيم داعش الذى عمل على تدمير التراث العراقى والسورى وكل ذلك يتم تحت رعاية العائلة الحاكمة.
وإذا استعرضنا فى صفحات عن جرائم قطر ضد التراث والثقافة وحقوق الإنسان والتعليم، فلن نجد شيئا واحدا يساعدها على تولى منصب مدير عام اليونسكو، فكيف يرى أعضاء المكتب التنفيذى قطر حتى يعطوا لها أصواتهم؟، وتأتى مصر وفرنسا والصين أصحاب الحضارات والتاريخ والثقافة من خلفها؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة