يلتقى إيمانويل ماكرون وأنجيلا ميركل ،الثلاثاء، لافتتاح معرض فرانكفورت الدولى للكتاب الذى تحل فرنسا عليه ضيف شرف هذه السنة، فى وقت يعول الرئيس الفرنسى على دعم ألمانيا من أجل "إعادة تأسيس أوروبا".
وستتيح هذه الرحلة فى عالم الأدب والأدباء لماكرون وميركل الإبتعاد لفترة من الوقت عن جدولى أعمالهما الحافلين، ما بين تشكيل ائتلاف حكومى عسير بالنسبة للمستشارة والملفات الاجتماعية الكبرى بالنسبة للرئيس.
وسيجريان محادثات ثنائية قصيرة قبل أن يفتتحا معا قبيل الظهر الملتقى العالمى الأكبر للكتب والإصدارات يشارك فيه أكثر من 7150 دار نشر من 106 بلدان ويستمر إلى 15أكتوبر.
وقال مدير المعرض يورغن بوس مبديا ارتياحه إن هذا الحضور "يرمز إلى التقارب بين ألمانيا وفرنسا والتزامهما من أجل أوروبا قوية وموحدة".
وسيكون لفرنسا التى دعيت إلى المعرض لأول مرة منذ 1989، حضور طاغ مع مشاركة حوالى 200 كاتب فرنسى وفرانكوفوني، بينهم ميشال ويلبيك الذى يحظى بقراء فى ألمانيا كما فى فرنسا، وجان مارى غوستاف لو كليزيو الحائز جائزة نوبل للآداب، وكاتب الروايات البوليسية الرائجة ميشال بوسى والفرنسى الكونغولى آلان مابانكو.
وبالنسبة لماكرون الذى يقوم بأول رحلة إلى الخارج ذات طابع ثقافى منذ إنتخابه، فإن معرض فرانكفورت يأتى فى "وقت مفصلى" من الحملة التى يقوم بها للحض على "إعادة تأسيس أوروبا"، كما أوضح قصر الإليزيه.
ويعتبر الرئيس أن الثقافة تلعب دورا أساسيا لإعادة توطيد العلاقات التى تلاشت بين الدول الأوروبية. وقال فى خطاب ألقاه فى جامعة السوربون فى باريس فى نهاية سبتمبر إن "أقوى رابط يجمع الاتحاد الأوروبى سيبقى على الدوام الثقافة والمعرفة عوض أن نأسف لتعدد لغاتنا، يجدر بنا أن نعتبر ذلك فرصة متاحة لنا".
وعلق قصر الإليزيه مبديا إرتياحه أن "ردود الفعل على هذا الخطاب كانت جيدة فى الخارج" ،وتدعو فرنسا بصورة خاصة على هذا الصعيد إلى توسيع برنامج "إيراسموس" لتبادل الطلاب الجامعيين بين البلدان بفتحه أمام الفنانين، وزيادة تبادل الطلاب الشبان بين مختلف الدول.
ومن المتوقع أن يعرض ماكرون فى فرانكفورت مبادراته الأوروبية خلال حلقة نقاش تنظمها جامعة غوتى بعيد الظهر بحضور الفرنسى الألمانى دانيال كون بنديت والباحث المتخصص فى الإسلام جيل كيبيل.
وعند زيارة الجناح الفرنسى فى المعرض، ستتوقف ميركل مع ماكرون امام نسخة عن طابعة جوتنبرج ليطبعا عليها الصفحة الأولى من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان. كما سيستخدمها الكتاب الفرانكوفونيون ليطبعوا بالفرنسية والألمانية الصفحات الأولى من آخر كتب صدرت لهم فى ألمانيا.
والفرنسية هى ثانى لغة تلقى أكبر قدر من الترجمات فى ألمانيا كما فى العالم، بفارق كبير بعد الأعمال باللغة الإنجليزية. أما الألمانية، فهى ثالث لغة أكثر ترجمة فى فرنسا بعد الإنكليزية والإسبانية ،وأكد ماكرون مؤخرا عزمه على المساهمة فى نشر اللغة الفرنسية أكثر فى العالم مؤكدا أنها تتمتع بـ"إمكانات هائلة".
وتتوقع المنظمة العالمية للفرانكوفونية أن يزداد عدد الناطقين بالفرنسية فى العالم من حوالى 275 مليونا اليوم إلى حوالى 700 مليون بحلول 2050، معظمهم فى إفريقيا.
وفى هذه الأثناء يبقى النجم الحقيقى فى معرض فرانكفورت هذه السنة الكاتب الأميركى دان براون مؤلف رواية "شيفرة دا فينشى" التى لقيت رواجا هائلا. وسيعرض الكاتب السبت فى فرانكفورت روايته الجديدة "الأصل" التى صدرت بـ56 لغة فى آن.
جري/دص/نات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة