ألقت قرارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن حظر سفر رعايا 7 دول من بينها إيران، بظلالها على المشهد فى الداخل الإيرانى، فقد أثار امتعاض الدوائر السياسية، فضلا عن إشعال المواجهات بين التيارين المتنافسين الإصلاحى والمتشدد، الذين حاولوا استغلال منع رعاياهم من السفر للولايات المتحدة لمصالحهم الحزبية لتنفيذ مخططاتهم على أعتاب الانتخابات الرئاسية، بالإضافة إلى مخاوف باتت تتزايد يوما تلو الآخر داخل إيران على مصير الاتفاق النووى.
وحاول المتشددون أن يصدروا إلى الداخل أن حكومة روحانى أخطأت عندما دخل فى مفاوضات الاتفاق النووى مع الغرب على رأسهم إدارة أوباما، وقال المتشدد حسين شريعتمدارى ممثل المرشد الأعلى على خامنئى لشئون الصحافة، "أن قرار ترامب استهدف بشكل أساسى الرعايا الإيرانيين، مضيفا أن القرار لا يدل على تشدد الرئيس الأمريكى زاعما أنه تم الإعداد للقرار فى فترة أوباما وتم تطبيقه الآن، دون أى تغيير، داعيا حكومة روحانى لاعتماد مبدأ المعاملة بالمثل وحظر سفر الأمريكيين إلى طهران".
وعلى عكس ما توقعه محللون سياسيون بأن الإجراءات الأمريكية ستوحد المؤسسة السياسية فى إيران إلى حد ما على الأقل لفترة قصيرة وستقلب الرأى العام بشدة على الولايات المتحدة، أدت تلك القرارات إلى انتعاش مصالح المتشددين ممن يستغلون أجواء الصدام بين بلادهم والولايات المتحدة الأمريكيةـ ليشنوا هجوم على حكومة روحانى المعتدل واستغلال الفرصة خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، وشحن مشاعر عداء لدى الإيرانيين تجاه الولايات المتحدة بعد أن خفتت السنوات الأخيرة من تولى روحانى للبلاد وفقا لرؤيتهم.
وكشف سيد على رضا كريمى رئيس تحرير صحيفة افتاب يزد أن التيار المتشدد كان يرجح ترامب على هيلارى كلينتون أيام الانتخابات الأمريكية، واعتقدوا أن فوزه سيسهل عليهم تحقيق أهدافهم، مشيرا إلى أن مناخ التشدد فى الولايات المتحدة الأمريكية أصبح ملائم لبعض الجماعات داخل إيران وأن مصالح التيار المحافظ تنسجم مع هذه الأجواء. وقال الكتاب المتشددون قد يستغلون ذلك لتعزيز ضغوطهم التى يمارسونها على حكومة روحانى على أعتاب الانتخابات الرئاسية، وأكد على أن بعض ما أسماهم بالانتهازيين داخل إيران شنوا هجوما حادا على روحانى بدعوى هذا القرار.
ويوم تلو الآخر تتزايد المخاوف داخل إيران على مصير الاتفاق النووى، واتهم الكاتب ترامب بتدمير قواعد النظام الدولى، وأشار إلى أنه سيأتى الدور أيضا على الاتفاق النووى، ليجعله كأن لم يكن بحيله.
قرارات ترامب تذكر الإيرانيين بالمتشدد أحمدى نجاد
وعلى صعيد آخر ذكرت قرارات ترامب الإيرانيين بالرئيس المتشدد السابق أحمدى نجاد، وقال على سر زعيم فى مقاله بصحيفة جهان صنعت أن سلوك ترامب وقراراته الأخيرة غير الملائمة وغير المتوقعة ذكرت الإيرانيين بالرئيس المتشدد أحمدى نجاد، الذى كان يتخذ قرارات فجائية تخلق مشكلات عديدة، وكان يعتبر البعض آنذاك أن إيران ظاهرة خاصة واستثنائية فى العالم ولا يمكن مقارنتها مع أى بلد آخر.
وقال إن المشكلة فى عهد نجاد أن مؤسسات النظام السياسى التى كان من المتوقع أن تصلح وتعدل أخطاء الرئيس لم يكن أدائها ملائم، وهو ما جعل قرارات نجاد مدمرة للاقتصاد والمجتمع الإيرانى، وتابع "الآن يجب أن نرى إلى أى مدى ستتمكن المؤسسات السياسية والاجتماعية منها القضاء والأحزاب ووسائل الإعلام والمجتمع المدنى ومبدأ الحرية والتظاهرات من أبطال قرارات ترامب الهدامة.
وسيقع ضحية قرار منع حظر دخول المسافرين إلى الولايات المتحدة نحو مليون إيرانى يقيمون فى الولايات المتحدة، ويشكلون أكبر جالية إيرانية فى الخارج، كما يتوجه العديد من الإيرانيين إلى الولايات المتحدة سنويا لزيارة أقاربهم، ولا تقيم إيران مع الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية منذ أكثر من 37 عاما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة