قال الدكتور حسام عيسى، وزير التعليم العالى الأسبق: برأيى إن أهم كتاب قدمه هيكل هو "حرب الثلاثون عاما"، فإن هيكل هو أهم مفكر سياسى أنجبته مصر، ولا أقول الأول أو الثانى، بل هو الأهم دون دخوله فى منافسة مع أحد".
جاء ذلك خلال الندوة التى نظمتها مؤسسة الأهرام بعنوان "قراءة فى فكر الأستاذ هيكل" بمناسبة مرور عام على رحيل الأستاذ، وتحدث فى الندوة كل من الكاتب أحمد السيد النجار، رئيس مجلس الأهرام، وأحمد هيكل، نجل الراحل محمد حسنين هيكل، والكاتب مرسى عطا الله، وحضرها عدد كبير فى مقر جناح سرايا الأهرام، فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته الـ٤٨.
وأشار حسام عيسى إلى أن هيكل بعد النكسة قام بجولة فى العالم لمقابلة الرؤساء والملوك، مشترطا ألا يجلس فى قاعة منتظرا من سيقابله، وقد كان له ذلك، لأنه كان يدرك جيدا قيمة مصر.
وانتقد حسام عيسى قيام الأهرام بنشر خبر حكم مصرية تيران وصنافير فى الصفحة الـ١٣ مع أخبار الحوادث، فعلق أحمد السيد النجار قائلا: حكم تاريخى لمصر، فرد حسام عيسى: أنا بتكلم عن الأهرام وليس عنك فنحن أصدقاء وتعلم جيدا أن "لسانى فالت" قبل وبعد صداقتنا.
وقال حسام عيسى: "إن هيكل كان رفيقا لعبد الناصر بل شريكا فى صناعة المشروع ولم يكن طبالا، لقد كان رفيقا وصديقا لجمال حمدان، فالموضوع الأول الذى شغل هيكل هو دور الجغرافيا، فمن الذى له أولوية فى تحريك الأحداث حول مصر هل هو الجغرافيا المتمثلة فى المكان أم التاريخ؟، وما توصل له هيكل هو أن الجغرافيا وموقع مصر هو السبب فى كل شىء".
وتابع حسام عيسى: لقد رأى هيكل أن هزائم اليوم مرجعها أن العصمة لم تعد فى أيدينا، وهو نفس الرأى حول الثورة، ولا يهم هنا محاولة الإجابة حول معرفة المتسبب فى الخطأ، لأنه فى النهاية أمر تراكمى. وأضاف باكيا فى ختام كلمته: "إننى أفتقد هيكل اليوم أكثر مما افتقدت أبى".
وقال أحمد هيكل: من الواضح والمهم الحديث عنه هو مدى احترامه للوقت، فكل من سبق والتقاه كان يعرف أن الأستاذ هيكل شديد الاحترام للوقت، وفى ظنى أنه لا يوجد شخص فى مصر لديه حساب على أمازون بهذا الحجم الكبير مثله، فلقد كانت قراءاته متنوعة، وفى آخر أسبوعين قبل رحليه كان شديد القراءة ولم يكن يترك كتابا إلا ليفتح كتابا ثانيا، وما زلت حتى الآن لا أفهم السر وراء ذلك.
أما عن حب الأستاذ هيكل للشعر، فقال أحمد هيكل: كان يعيب علىّ كثيرا عدم حفظى لأبيات من الشعر مثله، وحينما كنت طالبا كان يحدثنى عن الصور الشعرية وهو معى فى طريقى للمدرسة. وأضاف: لقد كان الأستاذ هيكل شديد التمسك بقيم التسامح، خاصة مع من يهاجمه، وكنا نسأله كيف، فنجده يلتمس الأعذار لديهم.
وقال أحمد هيكل فى ختام كلمته باكيا: "لقد كان من أشد وأقرب أصدقائى، وحينما أنظر لهذا العام المنصرم أجدنى مفتقده بشدة".
وقال أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام: "إن الحديث عن الأستاذ هيكل صعب للغاية لأنه دائما حينما تكون هناك مشاعر إنسانية، فمن الصعب أن يكون هناك انحياز، وفى الحقيقة أن لدى انحيازا كبيرا تجاهه، فلا يوجد صحفى كبير فى العالم يتفق على اسمه كوكبة كبيرة إلا الأستاذ هيكل".
وأضاف السيد النجار: "هيكل من أهم المفكرين السياسيين، وبرأيى أن ما يقال حول أهميته وفكره نتيجة لقربه من السلطة مجرد عبث، فالواقع يثبت أن أهم ما قدمه وأنجزه جاء بعد تركه للأهرام. وأشار النجار إلى أن هيكل جعل الأهرام ثانى مؤسسة فى مصر تمتلك عددا من الأعمال والمقتنيات الفنية فى مصر.
وقال الكاتب مرسى عطا الله: "لقد كان شرف لى أن أكون آخر من خرج مع الأستاذ هيكل من مؤسسة الأهرام حتى أوصله إلى سيارته فلم أكن أتصور كيفية خروجه بمفرده من المؤسسة، على الرغم من تعريضى للمخاطر فى ذلك الوقت، ولم أهتم لهذا فالأستاذ له فضل كبير على.
وأضاف مرسى عطا الله: "ما زلت حتى الآن أذكر نصائح الأستاذ هيكل لكل العاملين فى الأهرام، ولا يمكن لأحد التشكيك فى عروبته ووطنيته وإيمانه ودعمه للمقاومة ضد إسرائيل".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة