نشر موقع " ذا كريستيان ساينس مونيتور" مقالا للكاتب "توم بينر" يرصد تجربة سنغافورة فى ترشيد استخدام المياه واقترابها بفضل الحيل التكنولوجية إلى تحقيق اكتفاء ذاتى من المياه العذبة.
وأشار كاتب المقال إلى نقص موارد المياه العذبة فى الجزيرة التى لا تتعدى مساحتها 719 كلم مربع، ونسبة سكانية تصل إلى 5.4 مليون نسمة، متطرقا إلى تاريخ الجزيرة التى كانت قبل 4 عقود تتخبط فى مشاكل العالم الثالث من فقر وسوء تغذية ونقص للموارد وصراعات عرقية، لتتحول اليوم إلى أهم مركز مالى وتجارى فى القارة الآسيوية.
ويقول المقال إن "سنغافورة" التى دفعها نقص مواردها المائية إلى إبرام اتفاقية لاستيراد المياه من جارتها "ماليزيا"، باتت اليوم صاحبة الريادة فى تجربة توفير المياه العذبة فى عالم تزداد طلباته الملحة على مصادر المياه فى ظل التغيرات المناخية، حيث تحولت الجزيرة إلى تصدير أساليبها التكنولوجية فى توفير المياه العذبة إلى الخارج إما عبر المؤتمرات العلمية أو إرسال خبرائها إلى الخارج.
وأضاف المقال أن سنغافورة فى طريقها لتحقيق الاكتفاء الذاتى من المياه العذبة بحلول العام 2060، أى قبل عام واحد من انتهاء اتفاقية استيراد المياه التى تجمعها بجارتها الشمالية "ماليزيا"، واستعانت الجزيرة المعروفة بوضعها خطط بعيدة المدى لدرء أى مشاكل مستقبلية بعدة وسائل لتحقيق هذا الاكتفاء، وقد بدأت استخدام تلك الوسائل التى أثبتت كفاءتها ووفرت مصادر المياه للجزيرة.
وقال كاتب المقال إن مسئولى الجزيرة بدأوا فى بناء ما يسمى بـ"مستجمعات المياه"، وهى مستودعات لتخزين مياه الأمطار فى الجزيرة، وتتراوح بين القنوات والمصارف وشق الطرق لتحويلها إلى أنهار، وقد وصل عدد مستجمعات المياه إلى 17 مستودعا حول الجزيرة.
والطريقة الثانية التى لجأت إليها الجزيرة حسب المقال هى "محطات تحلية المياه"، لكنها أضفت وسائل تكنولوجية تقلل من استهلاك تلك المحطات للطاقة، تخفيضا لتكلفة بنائها فى المستقبل.
وتتقدم الجزيرة بخطى ثابتة فى أساليب معالجة المياه المستخدمة وجعلها صالحة للشرب مرة أخرى، مستخدمة التكنولوجية العضوية وتعقيم الآشعة الفوق بنفسجية، إذ أصبحت قادرة على إنتاج مياه تفوق مقاييس نظافتها على تلك التى تضعها منظمة الصحة العالمية.
ويقول المقال إن معالجة المياه المستخدمة مع محطات التحلية ستوفر 55% من حاجة الجزيرة للمياه، وستعتنى بالبقية مستودعات تجميع المياه بحلول العام 2060.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة