يقولون إن حمزة إسكندر، الشاب السعودى الشهير، قد غيبه الموت بعد صراعه مع مرض السرطان، لكن، فى الحقيقة، حمزة لم يغِب ولم يرحل بالموت، وذلك لأنه تحول إلى أيقونة بسبب جملته الشهيرة على موقع التواصل الاجتماعى تويتر «أنا أحارب السرطان بابتسامتى».
كانت معركة كبيرة، «حربًا» كما أطلق عليها حمزة، احتاج فيها مرض السرطان المتوحش أكثر من 5 سنوات حتى ينتصر على الجسد، لكنه أبدًا لم ينتصر على الروح، التى لا تزال موجودة بين الناس، كما أظهرت تعليقات المحبين والمتابعين لـ قائد محاربى السرطان، كما كان يطلق على حمزة إسكندر.
رحل حمزة، وعمره 26 عامًا، قضاها فى حضرة المرض، صديقه الدائم منذ البداية، فقد ولد بعيب خلقى فى القلب، حيث كان مقلوبًا لأسفل، وخضع لأول عملية جراحية وكان عمره 6 سنوات، واستمر فى إجراء العمليات والمناظير حتى عمر 12 سنة، لتبدأ بعد سنوات عدة رحلة معاناته مع مرض السرطان، وبدأ وزنه فى النقصان، وتم تشخيص مرضه فى أحد المستشفيات على أنه قرحة فى المرىء، حيث قاموا بتنويمه أسبوعين كاملين دون طعام أو شراب، وبعد 5 أشهر من التشخيص الخاطئ، توجه مع والديه لأمريكا ليكتشف هناك أنه مصاب بسرطان المرىء الذى امتد إلى معدته، ومنذ ذلك الحين بدأت سنوات العلاج وانطلقت حملته لمحاربة المرض.
يمكن القول بكل وضوح لقد حارب حمزة إسكندر السرطان، واستطاع أن يهزمه شر هزيمة، وذلك عندما أظهر عجز السرطان وقلة حيلته فى مواجهة الابتسامة والرغبة فى الحياة، لم يستسلم للمرض ولم يجلس لينعى حظه، من البداية أدرك أن الاستسلام هو النهاية التى لا رجعة منها، وعرف أن هناك آخرين ينظرون إليه، يراقبون كلماته التى يكتبها على «تويتر»، وأنهم يعانون بشدة مع مرض السرطان اللعين، ويبحثون عن كلمة تشجيع، خاصة من واحد يشاركهم الألم نفسه، عرف أنه لو تلفظ بكلمة محبطة سوف يحبط كثيرون وأن روحه المرتفعة ستصنع جيشًا من المقاومة، فاختار المقاومة، وكتب يقول «تلف وتدور العالم تشوف ناس مقتنعة باللى عندها.. وتشوف ناس لو عندها جبل من ذهب ما تقتنع.. القناعة للناس اللى تحمد ربها فى السراء والضراء».
يعلمنا حمزة أن «القوة» كلمة لها مفاهيم أخرى غير التى يعرفها الناس ويرددونها، إنها مقاومة السيئ بكل الأسلحة المتاحة، وعلى رأسها الابتسامة، لذا نقول رحم الله محارب السرطان ونردد مع محاربة السرطان الطفلة شريفة الحقبانى التى كتبت على صفحتها «يا رب ارحم قائدنا.. سنفتقدك أنا وأصدقائى محاربى السرطان، علمتنا كثيرًا، بإذن الله سنكمل رسالتك ورسالتنا ونبتسم علشانك».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة