عقدنا العزم ؛ كجزء من نشاطنا الخيرى كمنظمة من منظمات المجتمع المدنى ؛ على الذهاب كى نرى بأعيننا و تطمئن قلوبنا و نتأكد أن الحلم قد يصبح حقيقة ذات يوم ، و قد راودتنا فكرة أن نكون جزءاً من هذا النجاح بأن نشارك بجهودنا فى جمع التبرعات لهذا العمل الخيرى العظيم كمشاركة فاعلة و لا نكتفى بالمشاركة الوجدانية و الإشادة و حسب ، و زاد حماسنا خصوصاً أن بلغنا خبر معجزة تحول هذه المنطقة العشوائية التى كانت كائنة على مدخل مدينة الإسكندرية إلى مدينة حضارية متكاملة تحمل اسم "بشاير الخير (١)" فى هذه الفترة الزمنية الوجيزة ، و قد بلغ مسامعنا ان هذا الإنجاز انقذ ما يقرب من الفى اسرة من العيش فى العشش و بين اكوام القمامة و المستنقعات الطينية و البرك و قد كان لنا سابقة مع مثل هذه الأمثلة، مناطق يعيش فيها العشر أفراد فى غرفة واحدة بلا سقف يستر عوراتهم ، تتشارك الأسرة مع خمس آخرين دورة مياه واحدة و ربما بلا باب و من حالفه الحظ يقطن شقة فى مبنى مائل مرشح للسقوط ، تشاركهم الحيوانات الضالة لاسيما الفئران و العقارب و الثعابين مخادعهم ! أما الطفولة فبائسة ضالة مشردة محرومة من أبسط حقوقها سقف يحميها حر الصيف أو ليلة من ليالى الشتاء الباردة و فراش حانٍ نظيف ! بيئة تستحيل فيها التربية أو التقويم أو التعليم ، أمراض وأوبئة بدنية وأخلاقية و اجتماعية لا يمكن بحال حصرها عيشة أقل ما يقال عنها أنها عيشة لا آدمية ، لا خصوصية لا حقوق لا طفولة من يفلت من أن يكون لصاً أو بلطجياً أو متحرشاً أو مدمناً لا سبيل أمامه إلا التطرف الدينى !!
بفضل اتصالات الزميلات الفضليات ؛ أعضاء انرويل نادى الجزيرة ؛ نجحنا فى التواصل مع قائد المنطقة الشمالية العسكرية بالإسكندرية و حددنا موعدا للمقابلة و للقيام بزيارة ميدانية للموقع و فى تمام الثامنة صباحاً استقلينا أتوبيسا منطلقين من القاهرة إلى الإسكندرية ، وصلنا فى تمام العاشرة إذ كان فى استقبالنا سيادة اللواء قائد المنطقة العسكرية شمال و العديد من السادة الضباط العاملين بالمشروع ، استقبالونا بحفاوة و ترحاب شديدين يدل على حرصهم و ترحيبهم بكل من يمد لهم يد العون فى مهمتهم الإنسانية ، تفضل أحد الضباط مشكوراً و هو المهندس المشرف على الإنشاء و قدم لنا شرحاً وافيا بما قد تم من إنجازه، موضحاً لنا بالصور و الفيديوهات الحال قبل و بعد التطوير ، طرحت العضوات الفضليات الكثير من الأسئلة و الاستفسارات كى تطمئن قلبهن و محصلة القول كالآتى :
١- الأرض ملك المشروع أرض ممنوحة من المحافظة و كانت من قبل محل العشوائيات التى أزيلت ، رُحِّل سكانها إلى اماكن خصصت لهم ريثما يتم الانتهاء من البناء الجديد محسوبٌ فيه عدد زيادة من الوحدات بحيث تستوعب سكان المرحلة التى تليها و التى سيتم إخلائها للإحلال و التجديد أيضاً فى المرحلة اللاحقة و هى تحديداً ١٦٣٢ وحدة سكنية كاملة التجهيز و الفرش .
٢- ميزانية المشروع مليار ومائتى مليون جنيه كلها من أموال التبرعات ( البنك الأهلى المصرى و بنك مصر و خلافه) فلم تتكلف خزانة الدولة لاسيما الجيش مليماً واحداً فالمشروع كله تكافلى لا يُحَمِّل عبئاعلى ميزانية الدولة بأى طريقة و هذا ما كان يهمنا التأكد منه .
٣- من كان يمتلك بيتاً فى السابق وتمت إزالته عُوِّض بما يعادل هذا الملك فى الجديد.
٤- من كان مستاجراً عوض باستئجار فى الجديد على نفس النحو
٥- يقوم بعملية الإحلال و التجديد شركات مقاولات يتم اختيارها عن طريق تقديم الممارسات و العطاءات و المناقصات
٦- مهمة الجيش إدارة المشروع و المراقبة و الإشراف على التنفيذ و التسليم و الميزانية فقط لا غير لا يأخذ مليماً نظير هذا فهو جزء من عمل مهندسى و إداريى هذه المؤسسة العريقة كخدمة تطوعية .
٧- يشمل المشروع بجانب الوحدات السكنية و الحدائق الآتى : مستشفى مزود بعيادات خارجية لكل التخصصات ، وحدة معامل ، وحدة آشعة ، وحدة غسيل كلوى ، غرف عمليات مجهزة على أعلى مستوى و قسم داخلى سعته ١٢٠ سريرا، كما يضم المشروع نادى اجتماعى و سوق تجارى و محال لتوزيع السلع التموينية ، مدرسة و دار حضانة و دار لرعاية الحالات ذات الاحتياجات الخاصة و ورش تدريب لكافة الحرف اليدوية ( نجارة ، خراطة ، ميكانيكا سيارات ، لحام ، خياطة الملابس و عمل الأكلمة و السجاد ؛ و التى شاهدنا بعض انتاجهم و سيتم اقامة معرض لبيع هذه المنتجات ؛ و الطهى الخ الخ ) و تمنح هذه الورش شهادات للمتدرب عند انتهاء التدريب كما يتم مساعدته فى الحصول على عمل ، كما تم انشاء فرع للبنك الأهلى و ماكينة للصراف الآلى (اى تى ام ) و قد تم استخراج بطاقات لها لكل السكان و جدير بالذكر انه بالإتفاق مع البنك الأهلى تم فتح حسابات للسكان لدى الفرع دون الحاجة لمقدم مالى و قد قاموا بتحويل معاشاتهم و مرتباتهم عليه بالفعل ...
دورنا نحن جميعا كمواطنين أن نشجع مثل هذه المبادرة الحضارية و الإنسانية حتى تشمل القاهرة و الإسكندرية و كل أنحاء مصر حتى تبدو بلادنا فى أبهى حالها و كما ينبغى لها أن تكون ، القضاء على العشوائيات ليس فقط عملا إنسانيا و حضاريا و لكن أمن قومى و مجتمعى ، لا مناص من القضاء على وجود مجتمعات كتلك كى تنهض بلادنا هذا حق و واجب، إغفاله يؤدى إلى كارثة.
و بالرغم من سوء ما كان يا لروعة الإنجاز من حيث المعنى كنموذج للتكافل الإجتماعى و النقلة النوعية التى ارتقت بالفعل بمجتمع عشوائى تماما الى مجتمع حضارى يعيش فى مدينة نموذجية متكاملة تم فيها الإعداد لكل شئ حتى بناء الإنسان .
فى النهاية لا املك من المفردات ما يصف حقيقة ما كان و روعة ما تم و ما شاهدناه و لذلك هذه دعوة منى للزيارة لتحكموا بأنفسكم ولتكن منكم المشاركة الفاعلة من اجل ان يكون هناك بشاير الخير (٢) و بشاير الخير (٣) الخ الخ الخ ... رقم حساب التبرع٤٧٠١٩٩٠٠٠٠٠١١١ بنك مصر
* أستاذ بطب قصر العينى .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة