يبدو أن جملة «المستقبل للتكنولوجيا» أصبحت يقينية فى كل شىء، وها هو الكتاب الإلكترونى يتقدم بخطى ثابتة لينافس الكتاب الورقى بقوة، ويقتحم آخر مواقعه الحصينة «الجوائز».
حدث ذلك عندما أعلنت شركة «أمازون» الشهيرة جائزة أدبية بـ25 ألف دولار مخصصة للكتّاب الذين يُطلقون أعمالهم عبر منصة «كيندل» للنشر الذاتى، والمسابقة مفتوحة أمام المؤلفين الذين سينشرون كتباً باللغة الإنجليزية ضمن أى نوع أدبى عبر منصة «كيندل» بين 20 فبراير المقبل و19 مايو 2017.
وحسب صحفية الجارديان البريطانية، فإن آراء القرّاء ستؤخذ فى الاعتبار خلال اختيار أسماء المرشّحين المدرجين على اللائحة القصيرة، إضافة إلى رأى لجنة التحكيم، كما أن الإعلان عن اسم الرابح، سيتم خلال احتفال سيُقام فى لندن فى «يوليو» المقبل، وتشمل الجائزة مبلغا ماليا وحملة ترويجية- دعائية، فضلاً عن احتمال الترجمة من أجل تعزيز المبيعات الخارجية.
وشروط المسابقة أن العناوين يجب أن تكون غير منشورة سابقاً، وتتألف من 5 آلاف كلمة كحد أدنى، من دون تحديد حدّ أقصى.
وطالما بدأت أمازون فى ذلك، فسوف تتبعها مؤسسات أخرى، وينتهى شرط الكتاب الورقى من الجوائز فى العالم كله، وتصبح الكتابة على الوسائل الحديثة التى نعتبرها مجرد وسائط أمرا عاديا فى حد ذاته بعيدا عن الورق والمطبوعات.
وفى عالمنا العربى، علينا أن ندرك بداية أن ذلك التطور سوف يحدث شئنا أم أبينا، ومن الأفضل أن نبدأ فيه، لكن خطوة خطوة، بمعنى لماذا لا تكون هناك جائزة للكتاب الـbdf، وبعدها نفكر فى الكتاب الذى تمت صياغته بشكل مباشر على الكمبيوتر دون الحاجة إلى رقم إيداع أو غيره من المعطلات التى أصبحت مكلفة جدا.
أما نحن المصريون، فعلينا أن ندرس هذه الأفكار، وأن نتعامل مع ما يفيدنا منها، نحن لدينا أزمة مع مستلزمات الطباعة من ورق وأحبار وغير ذلك، فحاجتنا لمثل هذه الأفكار أصبح ضرورة، خاصة أن لدينا عددا كبيرا من الموهوبين الذين لا يستطيعون النشر بسبب الظروف المالية، لأن دور النشر تطلب منهم مقابلا ماديا، فينتظرون سنوات فى الهيئات الحكومية حتى ترى أعمالهم النور.
لن يتوقف العالم أبدا عن التطور وابتكار الجديد فى
كل شىء، والكتابة ليست ببعيدة عن ذلك لكنها جزء أساسى منه، بل إنها من أكثر الأشياء التى تتأثر بالوسائل الحديثة، ويمكن من خلالها قياس مدى التطور العلمى فى الوسائل المتاحة لها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة