فى تصعيد متبادل، يواصل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ووسائل الإعلام الأمريكية، حالة الشد والجذب والتى بدأت قبل فوز ترامب فى الانتخابات الأخيرة بعد الحملة المكثفة التى تبنتها غالبية الصحف والقنوات الأمريكية ضده.
وبعد دخوله البيت الأبيض، بدأ الخلاف بين الطرفين فى التفاقم، وذلك بعدما وصف ترامب الصحفيين بـ"الأقل نزاهة" فى العالم، فى زيارته الأولى التى أجراها لمقر وكالة الاستخبارات المركزية، السبت الماضى، الأمر الذى قابلته وسائل الإعلام بسلسلة من الانتقادات والهجوم الذى لم تسلم منه أسرة الساكن الجديد للبيت الأبيض.
وفى تقرير لها اليوم، قالت صحيفة "ديلى بيست" الأمريكية إن ستة صحفيين على الأقل يواجهون اتهامات القيام بأعمال شغب بعد تغطيتهم للمظاهرات العنيفة التى شهدتها العاصمة واشنطن الجمعة الماضية ضد الرئيس دونالد ترامب يوم التنصيب.
وأضافت أن ثلاثة منهم، إيفان إينجل، منتج فيديو وصانع أفلام لموقع "فوأكتيف"، وألكسندر روبنستاين، مراسل قناة روسيا اليوم فى أمريكا، وآرون ميجل كانتو، صحفى فى موقع "تروث أوت" اليسارى يواجهون عقوبة السجن 10 أعوام ودفع غرامة تقدر بـ25 ألف دولار إذا ما تمت إدانتهم بإثارة الشغب.
من جانبها، نقلت الصحيفة عن "الجارديان" أن ثلاثة صحفيين آخرين يواجهون اتهامات مشابهة وهم منتج الأفلام الوثائقية جاك كيلر والصحفى المستقل مات هوبارد والمصور الصحفى والناشط شاى هورس.
وقالت "الجارديان"، إن كيلر وهوبارد تعرضا للسجن لعدة ساعات ورفضا التهم الموجهة إليهما، بينما لم تتوفر تفاصيل عن هورس.
وأصدرت لجنة حماية الصحفيين بيانا شديد اللهجة، شمل إدانة للقسم الذى يتولى شئون الاتهامات الجنائية فى مقاطعة كولومبيا (واشنطن) فى مكتب المدعى العام.
وقال كارلوس لوريا، مسئول فى المنظمة، "نشعر بالقلق من أن هذه الاعتقالات سيعطى رسالة مخيفة للصحفيين الذين يغطون المظاهرات، وندعو السلطات لإسقاط هذه التهم فورا".
وأصر كلا من إينجل وروبنستاين على أنهما كانا يقومان بعملهما بتغطية حدث فى الشارع.
وأوضح متحدث عن موقع "فوأكتيف" وعن أينجل، أن "اعتقال واحتجاز وتوجيه اتهامات شغب لصحفى يغطى المظاهرات إهانة للتعديل الدستورى الأول المتعلق بالحرية الصحفية".
وقضى أينجل ليلته فى السجن قبل أن يعرض على المحكمة، وصادرت الشرطة كاميرته وهاتفه. ويدافع عن أينجل، الذى رفض التعليق، المحامية كاثرين روميلر، المسئولة السابقة فى وزارة العدل ومستشار البيت الأبيض فى عهد الرئيس أوباما.
وأوضحت الصحيفة أن هناك جلسة يوم 15 فبراير لإينجل فى محكمة بواشنطن.
وفى حلقة أخرى من صدامات ترامب والإعلام، أثارت الكاتبة كاتى ريتش جدلا واسعا مؤخرا بعد سخريتها من "بارون" الابن الأصغر للرئيس والذى يبلغ من العمر 10 سنوات على صفحتها الشخصية بـ"تويتر"، وقام برنامج "Saturday night live " بوقف الكاتبة عن العمل إثر هذه التغريدة، حسبما نشرت نيويورك تايمز.
وأضاف الموقع أن الكاتبة اعتذرت عن تغريدتها الساخرة قائلة: "أعتذر بصدق عن تغريديتى وأشعر بالندم من أفعالى، وكلماتى العدائية والتى لم يكن لها عذرا.. أنا آسفة"، إلا أن البرنامج أوقفها عن العمل لتعليقها على أمور شخصية ولم تتضمن حلقة السبت الماضى اسمها.
وجاء وقف الكاتبة عن العمل بعد تلقى شبكة NBC الكثير من الطلبات من رواد تويتر لوقفها عن العمل الذى تمارسه منذ عام 2013، ولم يُهدئ حذف ريتش للتويتة بعد نشرها بساعات، الجمهور الذى اعتبر الطفل "بارون" لا ذنب له لكى يتم السخرية منه بهذا الشكل.
وكان ترامب قد بدأ أول أيامه فى الرئاسة بزيارة لمقر وكالة الاستخبارات المركزية، وعلق خلالها على وسائل الاعلام وتقديراتها لعدد الحاضرين فى حفل تنصيبه، وقال : "بصراحة، بدا أن هناك مليون ونصف مليون نسمة، وصلت (الحشود) حتى نصب واشنطن"، وأضاف "أشاهد هذه القناة التلفزيونية، وكانت تظهر مساحات فارغة وتتحدث عن 250 ألف شخص.. هذه كذبة". ووصف ترامب فى كلمته الصحفيين بأنهم من بين الأشخاص الأقل نزاهة فى العالم.
ومنذ الانتخابات الأمريكية، قاطع ترامب عدداً من الصحف الأمريكية الكبرى ومن بينها "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" بسبب عدم رضاه عن تغطيتهما لنشاطه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة