يتوقع أطباء الكبد أن يتم القضاء نهائيا على فيروس سى خلال سنوات قليلة، وذلك بعد الجهود الكبيرة التى بذلتها اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، واللجنة العليا لأمراض الكبد فى القضاء على فيروس سى، والتى أعلنتها منظمة الصحة العالمية، واعترفت بها ونشرتها مجلة "لانست" العالمية من قبل، ومؤخرا مجلة "الفايناشال تايمز البريطانية"، والتى أشادت بالإنجاز الذى حققته اللجنة القومية فى توفير علاجات فيروس سى بأسعار مخفضة، وتوفيرها للمرضى فى مراكز الكبد المختلفة، وأخيرا وضع بروتوكول علاجى لمنتكسين، وإجراء مسح للكشف عن فيروس سى فى عدد من المحافظات وعدد من الجامعات المصرية، ضمن خطة وزارة الصحة للقضاء على فيروس سى فى مصر.
وأكد الدكتور قدرى السعيد، المدير التنفيذى للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أنه تم التوصل للأسس التى يمكن من خلالها علاج المرضى المنتكسين، موضحا أن أدوية فيروس سى متوفرة ولا يوجد عجز فيها حتى بعد إجراء المسح الشامل فى المستشفيات والجامعات.
وقال الدكتور قدرى إن المرضى المنتكسين سيتم علاجهم من خلال 4 أو 3 أدوية فعالة، مؤكدا أن مصر عالجت مليون مريض من فيروس سى حتى الآن، موضحا أن منظمة الصحة العالمية شكرت وزارة الصحة، واللجنة القومية على الإنجاز غير المسبوق فى علاج مليون مريض بعدد غير مسبوق على مستوى العالم، موضحا أن نسب الشفاء بالأدوية الجديدة بلغت 96%، أى أن هناك نحو 4% من المنتكسين أو غير المستجيبين للعلاج، مشيرا إلى أنه تم وضع بديلين لعلاج هؤلاء المنتكسين، وكانت هناك دورة تدريبية للأطباء، وقسمنا المرضى حسب درجة التليف والعلاجات الأنسب لهم مع زيادة عدد الأدوية، ومدة العلاج، وتم تدريب الأطباء على كيفية التعامل مع المنتكسين.
وأضاف الدكتور قدرى السعيد: "نقوم بحملة المسح الطبى والتى ستشمل القرى والمحافظات"، موضحا أنه كان هناك تخوف من عدم توافر أدوية بعد المسح، لكن الأدوية متوافرة فى جميع المراكز العلاجية كلها وتكفى جميع المرضى، مؤكدا أن المسح بدأ فى المستشفيات الحكومية، وفى السجون، وطلبة الجامعات المستجدين، والعاملين بالقطاع الطب، ثم بدأ فى بعض محافظات مصر.
وأوضح الدكتور قدرى أن هناك 63 مركزا يتم صرف العلاج فيه على نفقة الدولة، و101 تابعة للتأمين الصحى، مشيرا إلى أن هناك 164 مركزا يقدم خدمة لمرضى بالمجان.
من جانبه، قال الدكتور يحيى الشاذلى أستاذ الكبد عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، إن عدد المرضى المنتكسين نحو 45 ألف مريض انتكسوا من الأدوية الجديدة، مضيفا: "تم وضع بدائل للمرضى المنتكسين وهم السوفالدى والدكلانزا والريبافرين والأوليسيو المستورد، وهم 4 أدوية لمدة 3 أشهر".
وأضاف الدكتور قدرى أن البديل الثانى وهو "السوفالدى والريبافيرين والكيوريفو"، موضحا أن الكيوريفو ممنوع تناوله فى الحالات المصابة بالفشل الكبدى أو التليف المتقدم.
وأشار الدكتور جمال عصمت، أستاذ الكبد عضو اللجة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، إلى أنه تم إطلاق مبادرة جامعة القاهرة خالية من فيروس سى، وتم فحص 25 ألف طالب، مشيرا إلى أنه تم تسجيل مليون و300 ألف شخص بموقع وزارة الصحة، وأن هناك 5 ملايين لا يعلمون إصابتهم بفيروس سى.
وقال الدكتور جمال عصمت، أستاذ الكبد عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، إن أهم دور للجنة القومية هو متابعة المرضى المصابين بالتليف بعد الشفاء من فيروس سى لمنع تدهور حالة الكبد واكتشاف الحالات الجديدة المصابة مبكرا حتى لا يكونوا مصدرا للعدوى.
وأضاف "عصمت"، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن المرضى الذين يعانون من التليف لا بد من المتابعة بعد كل من 4 إلى 6 أشهر، لأنه مع النجاح فى التخلص من الفيروس، ومع وجود التليف الذى كان موجودا قبل بدء العلاج يحتاج المريض إلى متابعة دورية بالموجات الصوتية، والتحاليل الطبية اللازمة، موضحا أن المرضى الذين تم علاجهم ولا يعانون من التليف الكبدى لا يحتاجون إلى متابعة، ولكن يحتاجون إلى توعية حتى لا يصابوا مرة أخرى بفيروس سى، مشيرا إلى أن الشفاء من الفيروس ليس ضمانة لعدم الإصابة مرة أخرى بعدوى جديدة، مؤكدا أنه يتم العلاج بالسوفالدى والدكلانزا، والذى ثبتت كفاءتهما العالية فى التخلص من الفيروس، والقلة التى لم تستجب أقل من 4% وسيتم إعطاؤهم أدوية جديدة.
وأوضح الدكتور أيمن يسرى أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بطب قصر العينى، عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، أن نتائج المسح الذى أجرى بجامعة القاهرة أظهرت التحاليل أن نسب إصابة الطلبة بفيروس بلغت حوالى 0.5% فقط.
وقال الدكتور أيمن فى تصريحات خاصة إنه بعد توافر العلاج فى جميع مراكز الكبد، وزيادة أعداد المرضى الذين تم علاجهم بنسبة شفاء بلغت 96% لم يعد أحد على قائمة الانتظار، وأى شخص سيتقدم سيصرف العلاج خلال أسبوعين من التقدم.
وأضاف الدكتور أيمن يسرى أن هذا يمثل عبئا جديدا على اللجنة القومية، وهو أن يكون هناك خطة واضحة ومحكمة لعمل مسح شامل لتشخيص حالات فيروس سى، والذين لا يعلمون إصابتهم بالفيروس، حتى يتم علاج حالات فيروس سى فى مصر، موضحا أن هذا يتطلب وعيا من المرضى والأطباء فى التشخيص المبكر لفيروس سى، حتى يصل العلاج للمريض فى الوقت المناسب قبل حدوث مضاعفات بالكبد، مضيفا أنه تم عمل مسح لأقارب المصابين بفيروس سى، وأيضا المرضى الذين يترددون على المستشفيات لأى سبب والمتقدمين لأى وظيفة، وطلبة الجامعات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة