علا الشافعى تكتب:القرد بيتكلم سينما للمراهقين والفيشاوى نجم لا يشبه أحدا

قد يفهم البعض أن العنوان يحمل إشارة سلبية عن الفيلم أو ينتقص منه على اعتبار أن الفيلم يحمل مراهقة فنية ولا يرقى لمستوى السينما التى نتمنى أن نشاهدها، إلا أن الأمر لا يجب أن يقرأ على هذا النحو، لأن فيلم "القرد بيتكلم"  ببساطة هو فيلم يناسب وموجه لشريحة المراهقين والشباب الصغار الذين يشكلون الشريحة الأكبر من مرتادى السينمات، وهذا الأمر ليس عيبًا بل أنه شيء ضروري وتأخر كثيرًا، خصوصًا أن هناك جيلا كاملا تتشكل ملامحه بعيدًا عن المعتاد في السينما المصرية حيث إن النموذج المفضل له، والأفلام التى تقدمها هوليوود لمخاطبة تلك الفئة العمرية.

 

 

يحمل "القرد بيتكلم" حقيقة العديد من عناصر الجذب السينمائى خطوط درامية من الإثارة والتشويق، مع أداء جذاب ويحمل الكثير من الخفة بما يتناسب مع طبيعة الشخصيات التى يجسدها بطلا الفيلم أحمد الفيشاوى الموهوب حقًا الذى يثبت فى كل خطوة فنية يخطوها أنه فنان متعدد المواهب ولا يشبه أحد وعمرو واكد الذي تعامل مع شخصية "الساحر  خفيف اليد والنشال واللي بيلعب بكل الورق" بذكاء شديد.

 

 

وتدور أحداث الفيلم حول ساحرين شقيقين وهما طه (أحمد الفيشاوى) ورشاد الشناوى (عمرو واكد)، والمرتبط بعلاقة  حب مع " توتة" تجسدها ريهام حجاج يحضران لخدعة سحرية.. تتكشف خيوطها من مشهد إلى آخر ويعتقد الاثنان أن خطتهما قادرة على إطلاق سراح والدهما البرىء من السجن وأجمل ما في السيناريو -والذي اتحفظ على كثرة تحولاته  فى آخر مشاهد العمل- مشاهد تقديم الشخصيتين سواء لـ رشاد وكيف يحتال على الناس حيث يوهمهم بأنه صانع ألعاب ماهر ثم يقوم بنشلهم ونفس الحال بالنسبة لـ طه وكيف يحتال وينصب على ضحاياه، ولقائهما معا بعد أن كان كل واحد منهم يعمل بمفرده.. حيث يتلقى رشاد مكالمة من مجهول يخبره بأنه يمتلك "سى دي" يتضمن كل الأدلة على براءة والده -جسد دوره الفنان محمود الجندي- والذي تم القبض عليه فى إحدى العمليات الإرهابية التى وقعت في شرم الشيخ ومن  سوء حظه أنه كان بجوار الفندق في اللحظة التى وقع فيها الحادث، رغم أنه يعمل ساحر و"قرداتى" وليس له علاقة من قريب أو بعيد ولكن زج به إلى السجن وحكم عليه بالأشغال الشاقة.. ويطلب المتصل المجهول من البطلين القيام بعملية اختطاف رهائن في السيرك الأوروبي مقابل الحصول علي "السى دي"، مؤكدًا أن هناك طلبات أخرى سيخبرهم بها.

يحمل الفيلم الكثير من المفاجآت والتحولات الدرامية والتى تتكشف مثل ورق الكوتشينة لتكتشف في النهاية "أن كله بيلعب على كله". .. وبالطبع لا يجوز سرد كل تحولات السيناريو لان ذلك يضر بمتعة مشاهدة العمل.

 

 

الفيلم يحمل قدر كبير من الخفة والمفارقات الكوميدية حيث شكل أحمد وعمرو ثنائي شديد التميز ونفس الحال بيومى فؤاد وسيد رجب .. أما المؤلف والمخرج بيتر ميمى فيمتلك بوصلة التواصل مع الشباب والمراهقين .