وقع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، فى مستنقع الفساد وخيانة الأمانة، ملتحقًا بقائمة طويلة سابقة من المسؤولين السابقين فى دولة الاحتلال، ممن طالتهم شبهات الفساد والسرقة والتربح، وهى القضية التى أثيرت خلال الأيام الماضية، وفى ضوئها وصلت الشرطة الإسرائيلية إلى منزل "نتنياهو" فى مدينة القدس المحتلة، اليوم الاثنين، للتحقيق معه فى شبهة الحصول على رشوة من رجال أعمال.
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية، إنه كان من المتوقع وصول الشرطة اليوم لمنزل نتنياهو إذا لم يطرأ أى تغيير حتى اللحظة الأخيرة فى القضية، إذ كان من المقرر التحقيق معه يوم الأربعاء المقبل.
نتنياهو مع أعضاء حزبه خلال جلسة الليكود
يأتى التحقيق مع بنيامين نتنياهو داخل منزله، بعد عدة أيام لم تنجح الشرطة خلالها فى تحديد موعد مع ديوانه، لكنها حين أوضحت أن التحقيق يجب أن يتم هذا الأسبوع، جاءت الموافقة من ديوان "نتنياهو"، أمس الأحد، على إجراء التحقيق معه اليوم، بحسب ما أوردته صحيفة "ديعوت أحرونوت".
وأضافت الصحيفة العبرية، أنه حسب مخطط الشرطة، فإن طاقم التحقيق عقب وصوله إلى منزل رئيس الحكومة فى القدس، سيجرى التحقيق معه هناك لعدة ساعات، لكن ليس من المستبعد أن يتم نقل مكان التحقيق، من أجل الحفاظ على السرية.
نتنياهو من جلسة حزب الليكود
وفى مكتب المستشار القانونى للحكومة، أفيحاى مندلبليت، تم إعداد البيان الذى سيتم نشره فور انتهاء التحقيق مسبقًا، ويتضمن تفسيرًا مفصّلاً للشبهات ضد "نتنياهو"، ونتائج الفحوصات التى قرر المستشار القانونى عدم التحقيق فيها.
وقال مصدر قضائى مطلع، إن كل شىء بات جاهزا: "الجانبان مستعدان، أحدهما للآخر، والمسألة ستكون حرب أدمغة".
التحقيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلى يستغرق 4 ساعات فى منزله
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن التحقيق مع بنيامين نتنياهو فى شبهات حصوله على رشاوى من رجال أعمال إسرائيليين وأجانب، يستغرق 4 ساعات على الأقل داخل منزله، مضيفة أنه من المحتمل أن يجرى فى الوقت نفسه استجواب ابنه يائير نتنياهو، الذى تريد الشرطة توجيه عدة أسئلة له فى القضايا نفسها.
وفى السياق نفسه، قالت صحيفة "هآرتس"، إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، يواجه قضيتين جنائيتين، الأولى متوقعة، والثانية مفاجئة جدًّا، مشيرة إلى أنه قد تسربت أجزاء من القضية الأولى لوسائل الإعلام، بينما لا تزال الثانية مختفية وراء ضباب كثيف.
نتنياهو قبل اجتماع مع أعضاء الليكود
وأوضحت ضحيفة "هآرتس" أن القضية الأولى أصغر فى حجمها من الثانية، وفى إطارها يشتبه فى أن "نتنياهو" تلقى رشاوى وهدايا بشكل منهجى، من عديد من رجال الأعمال، بعضهم من المقربين منه.
تهمة نتنياهو.. هدايا باهظة الثمن من بينها "شمعدان"
وكشفت وسائل الإعلام والصحف الإسرائيلية، عن أن التحقيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى شبهات حصوله على رشاوى من رجال أعمال إسرائيليين، يشمل حصوله على مبالغ مالية وتحويلات ضخمة، إضافة إلى هدايا رمزية باهظة الثمن، كباقة ورد لعيد الميلاد و"شمعدان" لعيد الحانوكا.
وقالت ضحيفة "هآرتس"، إن ثمن الهدية الواحدة من قائمة الهدايا التى حصل عليها نتنياهو عدة آلاف "الشيكلات"، وإنه تلقى كثيرًا جدًا من هذه الهدايا، والشرطة الإسرائيلية تشتبه فى أن قيمتها المتراكمة قد تصل إلى مئات الآلاف الشيكلات.
وأضافت الصحيفة العبرية فى تحليلها للقضية، إنه يمكن الافتراض بأن نتنياهو لن يعترف بتلقى الهدايا، وإنما سيحاول التستر وراء الصداقة، فبعض رجال الأعمال الواردة أسماؤهم ضمن قائمة من تلقى منهم نتنياهو رشاوى، هم أصدقاء له، وليس من الخطيئة الحصول على هدايا منهم، لكن ظروف تلقى هذه الهدايا، التى تمتد لسنوات وتتغلغل داخل سنوات ولايته كرئيس للحكومة، يمكن أن تصعب على نتنياهو والمدافعين عنه تفسير الأمور.
رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو
هآرتس: الهدايا بين الأصدقاء مقبولة وإنسانية ولكن "نتنياهو" قد لا يتمكن من إثبات التبادلية
وأوضحت "هآرتس"، أن تبادل الهدايا بين الأصدقاء مسألة مقبولة وإنسانية، لكن يبدو أن "نتنياهو" لن يتمكن من إظهار طابع التبادلية للمحققين، فهو لم يشتر لمعارفه هدايا مقابلة بآلاف "الشيكلات"، كما أن الأمر يشير، فى بعض الحالات على الأقل، إلى استغلال مكانته الرسمية الرفيعة، فحسب مواد الأدلة لم يكن نتنياهو سلبيًّا فى تلقى الهدايا الثمينة التى نزلت عليه، وإنما كان يدرس ويطلب هدايا عينية.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية فى تقريرها، إنه إذا اتضحت حقيقة صورة الشبهات ضده، يصعب فهم كيف لم يتعلم "نتنياهو"، الذى يتمتع بالحكمة والحذر الزائد، من سابقيه الذين شاهدهم يتورطون فى قضايا جنائية، ولم يحذر من السقوط فى هذه البئر، مشيرة إلى أنه تم طرح الشبهات حول تلقيه المنهجى للهدايا والرشاوى من قبل رجال الأعمال، على طاولة المستشار القانونى للحكومة "أبيحاى مندلبليت" فى فصل الصيف، وفى الفترة الأخيرة، طرأ تحول كبير فى القضية عزز الأدلة وجعل "مندلبليت" يمنح الضوء الأخضر للشرطة كى تحقق مع "نتنياهو".
ولفتت "هآرتس" إلى أن قضية الهدايا والرشاوى تعتبر متواضعة فى حجمها، مقابل الشبهات الضخمة التى نُسبت إلى سابقيه فى ملفات الجزيرة اليونانية وسيريل كورن لـ"آرئيل شارون"، وقضية "تالينسكى"، و"هولى لاند" لنظيره السابق إيهود أولمرت، لكن القضية الثانية، الخفية، التى ارتبط بها اسم "نتنياهو" وتحمل رقم 2000، يفترض أن تقرع الطبول وتكشف جانبًا جديدًا فى شخصيته المركبة، مشيرة إلى أن هناك من اطلعوا عليها ويدعون أنه يمكن لتلك القضية أن تحدث هزة.
سيارة الشرطة أمام منزل نتنياهو
نتنياهو: أريد أن تتحلى المعارضة بالصبر.. فلن يسفر التحقيق عن شىء
وتابعت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريرها حول أزمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مؤكّدة أن قيادة الشرطة تعتقد أن القضية، التى ارتبط بها اسم شخصية أخرى رفيعة، تحتم فتح تحقيق جنائى خلال الأيام المقبلة، إذ تشمل سلوكيات التدخين والملابس لدى رئيس الحكومة وعلاقات الصداقة الخاصة التى ارتبط بها مع أصحاب رؤوس الأموال الذين عملوا مثل "بابا نويل" حتى فى الأيام العادية، لكن هذه القضية التى تحكى فى الواقع قصة شخص استسلم من دون قتال، لطابعه الضعيف، وفقد السيطرة على المكانة المطلوبة فيه، ستكون مجرد تمهيد للقصة الثقيلة التى ستليها.
كان بنيامين نتنياهو قد أصدر بيانًا لوسائل الإعلام منذ عدة أيام، جاء فيه أن كل القضايا، ظاهرًا، اتضح أنها واهية، وهكذا سيكون بالنسبة للادعاءات التى يجرى نشرها حاليًا، متابعًا: "نحن نعود ونكرر، لن يكون هناك شىء، لأنه لا يوجد شىء".
كان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، قد تطرق خلال اجتماع وزراء حزبه من "الليكود"، إلى القضايا المتهم فيها، قائلا: "اقترح على المعارضة عدم الإسراع الى حياكة البدلات، فيما يتعلق بالتحقيق المرتقب معى فى القضايا الجنائية، وأريد أن تتحلى المعارضة فى إسرائيل بالصبر، ولا تسرع لاستباق الأمور، فلن يفضى التحقيق معى إلى شىء".
قانون بالكنيست لمنع التحقيق مع رئيس الوزراء خلال وجوده فى منصبه
فيما ذكرت صحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية، أن عددًا من نواب الكنيست الأعضاء بحزب "الليكود" الحاكم، الذى يتزعمه نتنياهو، بادروا بطرح مشروع قانون يمنع التحقيق مع رئيس الحكومة فى أثناء توليه منصبه.
وأضافت الصحيفة العبرية فى تقرير لها، أن مصادر رفيعة بحزب "الليكود" ترى أن التحقيق مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هو استهداف مباشر ومحاولة لإسقاطه، ولذلك يعملون على سن هذا القانون.
منزل نتنياهو فى مدينة القدس المحتلة
رئيس الائتلاف الحكومى لـ"الليكود" يهاجم تحقيقات الشرطة مع نتنياهو
وأضافت المصادر، أنه "فى السنوات الأخيرة كانت هناك محالات عديدة، انشغل فيها رؤساء الحكومة المتعاقبون بالتحقيقات ضدهم، وأحيانًا بسبب أمور حدثت قبل توليهم لمنصبهم، ومن أجل منع ذلك، يقترح التحديد أنه لا يتم فتح تحقيق بتاتا ضد رئيس الحكومة خلال شغله لمنصبه"، ويُذكر أنه حتى لو تم تمرير هذا القانون فإنه لن يسرى على "نتنياهو"، لأنه لا يمكن تطبيق القوانين بأثر رجعى.
ونقلت الصحيفة العبرية عن المصادر قولها: "إن على رئيس الحكومة اتخاذ قرارات مصيرية فى مسائل تؤثر على الإسرائيليين، ولذلك يجب أن يوجه كل طاقاته من أجل معالجة هذه الأمور".
وفى السياق نفسه، هاجم رئيس الائتلاف الحكومى لحزب "الليكود" الذى يتزعمه نتنياهو، النائب دافيد بيتان، التحقيق الذى تجريه الشرطة الإسرائيلية مع نتنياهو، قائلا إن هدف التحقيق هو إسقاطه.
بنيامين نتنياهو ينفى الاتهامات الموجهة له بالفساد
فى المقابل، نفى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، التهم الموجهة له بالفساد، حول حصوله على رشاوى من رجال أعمال إسرائيليين، قائلا: "إن الأجواء الاحتفالية التى تسود المعارضة وقنوات التليفزيون، سابقة لأوانها"، بينما قال نتنياهو فى سياق جلسة كتلة "الليكود"، التى عقدت بعد ظهر اليوم الاثنين، قبل إجراء التحقيق معه رسميًّا، إن التحقيق معه لن يؤدى إلى أى نتيجة.
كان التليفزيون الإسرائيلى قد كشف مؤخّرًا، أن القضية رقم 1000، التى يخضع بنيامين نتنياهو للتحقيق فيها، تضم عدة جرائم ارتكبها رئيس الوزراء الإسرائيلى، من بينها تلقى رشاوى وفوائد وامتيازات شخصية من رجال أعمال داخل إسرائيل وخارجها، وبحجم كبير، وتحولت القضية من كونها قيد الدراسة والفحص داخل أجهزة التحقيق التابعة للشرطة الإسرائيلية، إلى إطار التحقيق الجنائى، بعد وصول معلومات مهمة للشرطة حولها فى الأيام الأخيرة، كما توجد قضية أخرى تحمل الرقم 2000، متهم فيها "نتنياهو" أيضًا بشكل رئيسى، إضافة إلى أفراد عائلته، وستضم القضية الجديدة حوالى 50 شاهدًا من المنتظر أن يحددوا مصير نتنياهو ومستقبله السياسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة